أنا الهارب مني (ديوان حسين المنجور الأول)

انا الهارب مني
انا الهارب مني

ديوان ينبئ و  يخبر عن صاحبه وعن ملكاته وامكانيتها وروعة شجن و نشيد ونشيج قلمه الذي ما انفك يتحفنا بجماليات حرفة وقمة توهج قصائده.

حسين المنجور  شاعر صاحب خيال واسع في استحضار المعاني  وتطويعها بما يخدم قصائده المحلقة  والمبدعة في نبرات شعره وتواشيح شجونه  و توهجات معانيه ، فالإسقاطات التراثية من محاكاة للحضارات القديمة كالبابلية  والفينيقية و اليهودية فلقد تم استحضار  الزمان والمكان وجرى تطويعهما بصورة  أكثر جمالية في خدمة النص وإيقاعاته  ودلالاته ، وذلك هو الذي كان واضحاً في شعره والذي تغلب عليه نبرة الحزن  والألم والتي لا تكاد تفارق نصوصه.

إن الصورة متعددة ومتداخلة في آن واحد وقد تكون عدة صور في إحدى النصوص أو في القصيدة  لكنك تجدها متوافقة في التراكيب وفي  التسلسل كي تؤدي الدور والهدف والمعنى  الذي يحاول أو يريد الوصول إليه.

لقد أطربتني قراءة الديوان كثيراً مما جعلني أعيد قراءة بعض النصوص التي يحتويها الديوان أكثر من مرة مستلذاَ بقراءتها وذلك لأنها تمتلك عدة مفاهيم جعلتني أطرب و أستمتع بقراءتها وأعيد صياغة مفاهيمي و نظرتي ورؤيتي للنصوص ذات الصبغة النثرية لذا فأنا أعتقد أنني قد قراءته كما هو وكما شاء و أراد صاحبه أن أقراه وكأنني أعيد قراءة نفسي من جديد.

حسين المنجور  الشخصية الماردة والمتمردة والحالمة بالتطوير والتغيير المحلقة في البعيد دائماً وأبداً كي تصنع من الحياة والمحيط  التي تعايشه نصاً مغايراً يتماهى ويتقاطع و يتعاطى في مفهومه مع المفردات  مستنطقاً التاريخ بزمكانيته كي تصنع منه نماذج صورية تتخطى حدود الأبعاد الزمكانية و توغل في استنطاق المسكوت عنه من خلال تطويعها لكثير من المصطلحات التراثية والدينية و الأسطورية.

هو حسين المنجور  المتطلع للإبداع والمتمرد بكل  صور التمرد في صنعِ معانيٍ و إيجاد صورٍ لم يسبق لآخرين أن أبدعوها عبر امتلاكه للملكات الفنية التي انعكست على شخصيته في استنطاق الأشكال الكولاجية في الرسم وعبر مشاهداته الجميلة اليقظة بريشة الفنان الذي يرسم صور رائعة عبر خط نصوص إبداعية في مضمونها وفي دلالتها مما جعله يتطرق إلى صور موغلة في رمزيتها واضحة في معانيها جميلة في صورها.

حسين المنجور  الشخصية القلقة والباحثة في أفق المجهول  من أجل التطوير والإبداع والحلم بالتغيير على صعيد الذات و صعيد المجتمع  والمتطلع للمزيد من الأدوات التي تخدم نصوصه عبر طرقه لعدة فنون تخدم سيلان  يراعه في الكتابة أمام النص وخلفه  فكرته ورؤيته.

ديوان أنا  الهارب مني هو كأسمه ، ديوان  شخص يحاول القفز فوق المعتاد  عبر الإبحار في فصول المعنى كي يعيد تشكيل ذاته و ذاتية النص وذاتية الذين حوله بما يتوافق مع معطيات عصره مع مقدرة فائقة على التطويع و الإبداع

تمنياتي له بالموفقية

شاعر وأديب