شَهيقٌ و زَفير !!

 

 

يجلس ذلك المعاقُ الغير قادر على الحِراك و لا على الكلام على كرسيّه المُتحرّك عند أحد الأسواق يراقب المارَّة من باب تبديد المَلل ، و في الوقت المُحدَّد ، يأتي أحد أقربائه كي يأخذه للبيت ، و هكذا جرت العادة و بشكلٍ يومي ، و بعد فترةٍ ، يُقرِّر ألا يكون جلوسه دون فائدة ، فيُحضر معه في كل مرّةٍ يأتي للجلوس فيها أمام هذا السوق بعض الأشياء التي يحاول بيعها كالشيبس ، و الحلويات ، و الشوكولاتة ، و غيرها ، فيتعاطف معه المارَّة و تحديداً الإناث ، فيبتاعون منه أشياءً قد لا يكونون في رغبتها ، لكن إنسانيتهم تصوّر لهم أن شرائهم من هذا المعاق هو نوع من رفع المعنويات و جَني الثواب ، فيأخذون من بضاعته ما تقع عليه أياديهم دون حتى أن تراه أعينهم ، و يضعون في جيبه العلوي حفنةً من النقود ، و هو بدوره يردّ على نظرات الشفقة بنظرات أمل ، و عندما تكون أمامه فتاة ، يجتاحها بنظراتٍ مليئةٍ بالعاطفة ، و كأنه يريد إيصال رسالةٍ يقول فيها : يا مَن تشفقين عليّ ، أستطيع أن ألاطفك ، و أستطيع أن أحبك ، و أستطيع أن أرتبط بك .

-في هدوء ظهيرة الخميس ، يخرجُ ذلك الرجل الأنيق من أحد المستشفيات الخاصة ، و يتّجه نحو سيارته ، و قبل أن يركبها ، رمى كيساً صغيراً ظناً منه أنّ لا أحداً يراه ،  فتفاجأ بعبارة : ( السلام عليكم ) تخدش ذلك الهدوء الذي كان يحيط به ، و ما أن التفتَ خلفه إلا و وجد عامل نظافةٍ تابعٍ للمستشفى يُميط ما رماه من الأرض بعد أن سلَّم عليه !! محرجة جداً .. أليس كذلك ؟؟

-تدخلُ المقبرة ذات جمعةٍ ، و تلمحُ جنازةً يحفّها الكثير من المُشيّعين ، فتسأل أحدهم : مَن المتوفى ؟؟.. فيجيبك : فلان الفلاني ، فتقف عند هذا الاسم متأملاً إياه لشعوركَ بأنك تعرف صاحبه ، فتحاول طرح المزيد من الأسئلة على هذا الرجل كي تسعف ذاكرتك في الوصول لصاحب هذا الاسم ، و عندما تصلُ فعلاً ، تكتشفُ أنَّ الشخص المتوفى جمعتك به الطفولة ، و جمعتك به كرة القدم ، و الكثير الكثير من الذكريات ، و قد رحَلَ و خلَّفَ وراءه ثلاثة أطفال بعد أن فَتَكَ به المرض الخبيث عافانا الله و إيّاكم .

-عندما نعودُ بالذاكرة إلى الوراء ، و نكتشف أننا أخطأنا أخطاءً كثيرةً ، و بأحجامٍ مختلفة ، حينها نتمنى أن نمتلك ما يُسمَّى بآلة الزمن كي تعود بنا إلى الماضي ، و نُصلح الكثير من الأخطاء في حياتنا ، لكن ، بما أن هذه الآلة لم يتم اختراعها بعد ، و عَلِمنَا أننا قد أخطأنا في الماضي ، فلنحاول أن نتدارك الأخطاء في المستقبل ، و نجعل أخطاء الماضي دروساً نقتبس منها العِبَر للمستقبل.

-عنصر ( المفاجأة ) عنصرٌ جميلٌ ، و له وقعٌ كبيرٌ في النفس ، و يضفي على حياتنا رونقاً غير عادي ، و يُكسبها نكهةً خاصةً و تجدّدٌ دائمٌ ، و إذا كانت ( المفاجأة ) من ألذّ الأشياء طعماً ، فالأجمل و الألذّ و بكل تأكيد الشخص ( المُفاجئ ) أو الشخص المُعدّ للمفاجأة ، فكيف نصفُ شخصاً يسعى لإسعاد غيره بإعداد مفاجأةٍ قد تأخذ من جهده و ماله و وقته الشيء الكثير مقابل زرع ابتسامة على شفاه الغير و إيلاج السعادة في نفوسهم ؟!.. ألا يستحق منّأ كل التقدير و الاحترام ؟! لا ( مفاجأة ) دون ( مُفاجئ )


تاريخ الميلاد
09 مايو، 1981
السيرة الذاتية
المؤهلات العلمية:
- حاصل على دبلوم المحاسبة التجارية من معهد الإدارة العامة بالرياض عام 2008.
- أدرس حالياً إدارة الأعمال في جامعة الملك فيصل .

الخبرات الوظيفية:
-موظف حكومي في المديرية العامة للشئون الصحية بالرياض من عام 2004 إلى 2008 .
-موظف أهلي في البنك السعودي البريطاني "ساب" بالرياض منذ 2008 و لا زلت على رأس العمل.

مشواري الكتابي:
-كتبت ما يفوق الأربعين مقالة ، و كان معظمها في جريدة "الرياضي" السعودية عندما كان مقرها في المنطقة الشرقية ، كما نشرت أيضاً بعض المقالات في جريدة "الجزيرة" و "اليوم".
-اتجهت للكتابة في المنتديات الثقافية ، و كان من ضمنها "منتدى أزاهير الثقافي".
-اتجهت للنشر على صفحتي الشخصية على الـfacebook و النشر في الصحف الإلكترونية في نفس الوقت ، و على رأسها : شبكة الأحساء الإخبارية ، صحيفة الأحساء الإلكترونية ، مشهد الفكر الأحسائي .
الجنس
ذكر
المعلومات الشخصية
كاتب يرسم صورته في عيون الآخرين من خلال قلمه .. .

بطاقته الشخصية :

الاسم : رائد علي البغلي
تاريخ الميلاد: 05-07-1401هـ الموافق 09-05-1981مـ
مكان الميلاد: الأحساء
ترتيبه بين أخوته : الأكبر
سماته : الطموح ، الصبر ، الكفاح ، الأمل
الاهتمامات الشخصية
الكتابة بأنواعها ، و المطالعة ، و تصفح الإنترنت ، و متابعة كرة القدم .
البريد الإلكتروني
[email protected]
الموقع الإلكتروني
http://raedalbaghli.blogspot.com/