بيوت الصفيح بالتوبي 20عاما من المعاناة

شبكة أم الحمام معصومة المقرقش - التوبي

 

في ظل ما تشهده البلاد من مشاريع تنموية تطمح لواقع يرتقي إلى الاستجابة لروح العصر ومتطلبات تهدف لتوفير كل سبل الراحة والحياة الكريمة للمواطن مما يعكس صورة مشرفة  للمملكة، نجد مساكن تجاوز وصفها 'بالعشوائية' إلى أسوأ من ذلك بكثير وانحدر مستوى معيشة ساكنيها تحت خط الفقر بدرجات يصعب وصفها.

 

ففي قرية التوبي إحدى قرى محافظة القطيف  يوجد بها 8 أسر تسكن في بيوت صفيح مستأجرة، تكاد لا تقيهم من قيظ الصيف وويلات الشتاء، ناهيك عن المعاناة التي يعانيها سكانها من موجات الغبار التي تهددهم دائما بسقوط تلك الصفائح على رؤوسهم  بين الحين والآخر تجولنا في تلك البيوت وقرأنا المعاناة ونقلناها لكم كما شاهدناها.

 

صعوبة المعيشة

(أبو خالد) احد ساكني بيوت الصفيح يقول " اسكن مع عائلتي المكونة من 8 أفراد منذ 20عاما وأتلقى مساعدات من جمعية القطيف الخيرية نظرا لصعوبة أوضاعي المعيشية, لكني أناشد المسؤولين بإيجاد حل وتوفير مساكن لكثير من العائلات أمثالي ساكني البيوت القديمة لما يواجهونه من صعوبات بحياتهم اليومية جراء افتقادها لأدنى شروط الحياة الكريمة.

 

لا حماية من الأمطار والحر

وتقول (أم حسن) حكايتنا مع هذا البيت قد تجاوزت 18 عاما ونحن مازلنا نعاني الكثير أيام الحر وفي أوقات المطر حيث تغرق منازلنا بالمياه.

 

وتضيف بألمِ وحسرة " رب أسرتنا لا يعمل لمرضه ولدينا ست بنات وثلاثة أولاد و لا يوجد من يساعدنا ونحن ندفع إيجارا سنوياً لصاحب هذه الأرض التي هي في الأصل وقف ".

 

مساعدات بسيطة

أما (حسن علي) يسكن في بيت الصفيح الذي عمره 50 عاما منذ 14 سنة عاطل عن العمل والجمعية تقدم له مساعدات بسيطة إلى جانب الضمان الاجتماعي , يقول " قدمنا خطابات للجهات المختصة وطالبتُ الجمعية بتحسن المنزل لكن بدون فائدة, فهو ضيق جدا ولا يتسعنا فلدي ثمانية أولادا , كما أن فواتير الخدمات يقوم الأقارب بسدادها.

 

معانات مستمرة

وقال (سعيد عمير) إن المعاناة مستمرة منذ سنين ولا وجود لحل بديل للسكن ونحن نطالب المسئولين بإيجاد حل سريع لمشاكلنا السكنية .

 

وأضاف " أن بعض العائلات تعتمد على إعانات الجيران و إن كثيرا من بيوت الصفيح منتشرة في القرية وذلك بسبب الفقر الذي يلعب دورا أساسيا في هذه المأساة، لافتا إلى ضرورة النظر إلى البيوت وأصحابها من قبل المجتمع والمعنيين.

 

فرص وظيفية

وأشار مصطفى غزوي إلى أن الجمعيات الخيرية تعمل بطريقة وقتية وذلك بمنح المحتاجين والفقراء تبرعات عينية بدون النظر إلى المشاريع التنموية وخلق فرص وظيفية تغني الفقراء عن السؤال، كما تفتقد إلى برامج تنموية بحيث تكسب هؤلاء الفقراء حرفة تدربهم وتأهلهم إلى سوق العمل.

 

فريق متكامل

ومن جهته قال رئيس لجنة التكافل في جمعية القطيف الخيرية (عثمان حسن آل سويد) أن الجمعية أقرت برنامجا لتحسين وترميم المساكن وكلفتنا بالدراسة الميدانية للمنازل المحتاجة في منطقة خدماتنا عامة والتوبي خاصة وذلك بفريق متكامل من الباحثين المتطوعين من ذوي الخبرة بأحوال المجتمع.

 

وتمت زيارة هذه المنازل وأعدّ فريق العمل تقريرا مفصلا عن عدد هذه الأسر وعدد الأفراد ومدى حاجتها للترميم (نحتفظ به في سجلاتنا حفاظا على السرية ومزيدا من الشفافية لأي جهة تعنى بالأمر) وذلك للبحث عن آلية تنفيذ هذا البرنامج فكان أول أهدافه التخلص نهائيا من بيوت الصفيح.

 

 وبلغت ميزانيته أكثر من 1,800,000 ريال تم فيه تخصيص ما يقارب 500,000 ريال لأكثر من 30 أسرة يقطنها أكثر من 200 فرد من مستفيدي التوبي، أما المعاناة مع بيوت الصفيح فهي زيادة كونها مستأجرة فالصعوبات التي نواجهها منها تتلخص في أنها غير مهيأة رسميا كمساكن كونها مناطق زراعية ( لا يوجد بها مرافق عامة ).

 

 وكذلك عدم تعاون المسؤول عن الوقف باستخراج صكوك حديثة تمكننا في المضي في إجراءات الترميم، وعدم موافقة أغلب الأسر القاطنة بها من الخروج لمنزل آخر يليق بالسكن رغم تعهد الجمعية بتسديد النسبة الأكبر من مبلغ الإيجار.

 

وأكد آل سويد إلى انه وبرغم وجود هذه المعيقات فقد تم عمل اللازم في التخفيف عن هذه الأسر وتم وبمساهمة من بعض الخيرين من إيصال التيار الكهربائي والصرف الصحي لهذه الأسر، وترميم هذه البيوت وصولا لتحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم كمراعاة الفصل بين الجنسين وفصل المرافق عن مكان السكن مع توفير أهم الأجهزة الكهربائية، مع استمرار المساعدات النقدية والغذائية والإيجار والعناية بالطلاب (الروضة إلى الجامعة ).

 

منوها إلى أن الجمعية  لا تزال تنتظر التعاون الأكبر ممن يحملون هاجس التخلص من مشاكل الفقر - ومنها بيوت الصفيح - من وجهاء وموسرين خاصة من أهالي التوبي للقضاء نهائيا على تبعات الفقر ليعيش الجميع جسدا واحدا.