حين تقسو الحبيبة

ــ مراراً أطرح عليه ذات السؤال ولايشبع نهمي بإجابة وافية:
لم أقتربت من عالمي وأقتحمت حياتي ؟
ــ هي الأقدار ساقتني إليكِ.
ــ كان في مقدوركَ طي تلك الصفحة بمجرد انتهاء مهمتك.
ــ لعله الفضول أوأمر آخر قد جذبني إليكِ.
ــ المشكلة تكمن في تعلقي بكَ وتعاظم حبكَ في قلبي.
ــ تنعتين حبكِ لي بالمشكلة!
ــ حين يكون الغرام دونما أمل ماذا نسميه؟
ــ ألا نكتفي من الهيام بمشاعر نحياها ونلتذ بها؟
ــ جبلنا على حب التملك،ومناي أن تصبح لي وحدي،تتنفسني،تبصر بي،تجدني في كل شؤون حياتكَ.
ــ وماذا عنكِ ؟
ــ ما قصدكَ؟
ــ هل بتُ العينين اللتين تنظرين بهما، والرئتين اللتين تتنفسين بهما والأذنين اللتين تسمعين بهما؟
ــ بل أكثر من ذلك بمراحل،حياتي هي لأجلك ..لسماع صوتك الهادر وأنفاسك العذبة وروحك المخملية
نفسي على الدوام تواقة إلى محياك،متلهفة على لقياك.
ــ إذن قراركِ بالهجران مجنون وغريب.
ــ قل عنه ما شئت فليس الأمر بيدي.
ــ هل لكِ بايضاح يزيل سحب الغموض المتراكمة على صدري والمفضية إلى علامات دهشة واستغراب؟
ــ كان موقفاً صعباً ولحظات قاسية مازلت أكابد تبعاتها،مجرد التفكير في الابتعاد عنكَ مدعاة لقلقي فكيف بي أصدر أمراً قاطعاً بالإنزواء عن مملكتكَ.
ــ تحملين لي أحاسيساً لا توصف ولاغنى لكِ عني ومع هذا تودين الرحيل!!
ــ منتهى التناقض أليس كذلك؟
ــ هل من دواعي له؟
ــ أدركت أن عشقكَ لي سيقبر يوماً ما ويمسي مجرد ذكرى لا أكثر،وقتذاك ستكون لوعتي مدمرة وصرخاتي مميتة.
ــ كيف لهذا الإحساس بالتسلل إلى دواخلكِ وأنت تعلمين خطورة قدرك لدي؟
ــ الواقع الذي نعايش تفاصيله بث لي هذه الأفكار التي لا تروق لك .
ــ وفضلتِ أن تكون المبادرة عن طريقكِ لتنهي سيرة علاقتنا؟
ــ حياتي بدونكَ جحيم لا يطاق ،لكن لا قدرة لي على تملكك وصيرورتك لي دون سواي.
في كل لحظة أتجرع ويلات النأي عنك، فلا تطيل في العتاب،ولا تكثر من اللوم
ــ كما ترغبين أيتها المعشوقة القاسية،سأختفي من دنياكِ لتنعمي براحة تنشدينها.
* قاص وكاتب/القطيفـ. القديح*