فاكهة صيفية اسمها: زوجة أخرى

لئن كان تأجيلي لقراءة نصوص «زوجة أخرى» الصادرة مؤخراً عن مؤسسة البلاغ في بيروت، للكاتب حسن آل حمادة، أمراً فرضته الظروف، فإنني شاكرةٌ لها ذيّاك التأجيل الذي منحني فرصةً لأفتتح صيفي القائظ بعنقودٍ عنبيّ الأفكار، حلو الوجدان، دينامي العاطفة.كتيب زوجة أخرى

في كل قضمةٍ لنص منه تفيض الأفكار منسابةً قد طعّمها الكاتب في بيانه، ففي حين تكتفي القصة عادةً بفكرة واحدة، نجد أن نصوص زوجة أخرى في مجملها قد اكتنزت بجمال لطيف على أكثر من فكرة دون أن يخل ذلك بتوازن الكلمات أو يؤثر على مضمونها الوجداني، فيثقل سبكتها اللغوية؛ فهي تدخل بسهولة الفكرة وعذوبة اللفظ ليتلقاها القارئ في ذاكرته الدائمة «الوعي» دون انتباهٍ منه لاستقرارها في ذاكرته العشوائية!

زوجة أخرى، تجربة فريدة.. أعادت ترابط جوهر الفكرة بجمال اللفظ.. فكانت فاكهةً صيفيةً.

قصة قصيرة جداً من نصوص المجموعة «شاعرة شقراء»:

شدّته صورتها؛ فقرأ قصيدتها. افترس بعينيه يدها اليُسرى، فكتب على عُجالة: «خاتمك جميل»! استدرك القرّاء في تعليقاتهم المستفيضة، ما غفل عنه، فتحدّثوا عن عينيها الخضراوين وخصرها الممشوق، مرورًا بثيابها ومكياجها.. وزاغت عيون الجميع عن: «شعرها الأشقر»!