أحلم بيوم وطن

 

 

أحلم بيوم وطن ..

أملأ رئتي فيه بالهواء .. دون أن يعدّ علي النسمات الداخلة ..
و يستجوّب زفراتي الخارجة و يفحصها تحت ألف مجهر ..

أحلم بيوم وطن ..
أرسمه في قلبي حقيقةً أتكئ عليها .. حين تدورُ بي الأرض
وترميني على ضفاف الاغتراب ..

بيومِ وطن ..
لا يقرر صلبي على كلمات المناهج الدراسية .. و يرمي بياض ساحاتي بكل رجسٍ و نجسٍ !
و يبعثر ملامحي على تكةٍ بلا هوية !

أحلم بيوم وطن ..
يترك أقراني فيه المسافات .. ليقينهم بأن يديّ المكبلة يوماً .. لم تحمل إلا الورود
و خلف ظهري لا تنبتُ إلا عرائش الريحان ..

بيومٍ .. لا أودع فيه أحلامي لأني لا زلتُ على سُلم المواطنة في الرتبة الأخيرة ..
ومن حقه فيّ بترُ الأحلام !
بيومٍ ..
لا يذوب فيه صوتي في المدى ..
دون صدى !

أحلمُ بيوم وطن ..
لا يدّكُ خاصرتي ..حين ترتجف أوصالي لمعنى الانتماء ..
و يداعب أمنياتي حينَ تنبت براعمها على حناياي ..
و لا يتركني غيمةً لا تجد لها سماء !

بيوم وطن ..
لا يسأل عن رَسَمي .. لا يبحثُ في أوراقي عن اسمي
لا يصنفني تحت دينٍ و مذهب .. ولا عِرقٍ أو قبيلة ..
يكفيه أن أبثه شكواي .. ليفتح ذراعيه !
يومٍ لا تُقصُ فيه أجنحة الروح ..
لترقص على إيقاعِ آمالها في الفضاء ..

أحلم بيوم وطن ..
تتنفس فيه أوراقي حين تتساقط دون أن تتوعدها يد الرقيب
و تبحثُ فيها عن إدانتي كـ " طابور خامس " .. لم تجرِ في عروقه يوماً
أغنية الوفاء !

أحلم بيوم وطن ..
أغفو تحت ظلاله دون ترقب .. و في أرضه يزرعني أملاً لغدٍ قد يأتي ..
و قد لا يأتي .. لكنه يحلمُ بي فيه !

أحلم بيوم وطن..
ينشدُ أغنياتي حين ينقطع مني الصوت ..
يرتلُ في غفوتي كلماتي ..
أتدثر ترابه حين الموت !

أحلم بيوم وطن ..
يمحو من ذاكرتي بعض الندب ..
يمد يديه ..
ليمسح عن جبيني التعب !

أحلم ..
بيوم ...
لوطنٍ لا يصادر مني الحُلم !