رؤى 3 + 4

 

 رؤى 3

رياح جائرة
شرذمة حاقدة
قد انسلخت من انسانيتها
لا تدرك فداحة جرمها
في حقه
وكيف لها ذلك
وهي تمارس طقوسها
بمنأى عن كل القيم
هل قُدر له أن تنصرم سنوات عمره
في مجابهة العراقيل
وإزاحتها من دروبه الوعرة !!
متى ينعم بمنزلة هو حقيق بها ؟
.
بين الفينة والأخرى
تعتمل في دواخله هواجس
تقض مضجعه
منبعها تساؤل حائر
ينشد إجابة شافية عنه
تزيح شيئاً من هموم عالقة
إن تواصلت قذفت به في لجج الجنون
وغياهب الضياع
يتمحور في استفهام واحد
لا رديف له :

هل أنا سائر في الدرب الصحيح
وسواي ممن يخالفني الرأي
يتخبطون في مسالكهم؟
كثيرة هي الأمور التي توقعه في
تصادم
وتوترات
لكن ماتراكم لديه من خبرات
يدعم ثقته بنفسه
رغم أن المسائل بدأت تنحى اتجاه مغاير
لا اتزان فيه ولا طمأنينة
لن يزايد على مبادىء
يعتقد بصحتها
ولن يرضخ لأفكار
لا تتوافق ونظرته الثاقبة
مناغاته تنبعث :

 يوماً ما سيتحققون
من سهامي الصائبة
التي لم تخطىء
الهدف
وحينها سيعضون
أناملهم ندماً
وقتذاك ربما يكون الآوان
قد فات
وتطايرت الأوراق بعيداً
مهاجرة إلى حيث
بقاع تحتضنها
بدفء
وهمس حالم

 رؤى 4

تقمص العديد من الأدوار
أبحر في سفن كثيرة
وحط قاربه عند شواطىء شتى
ليتيح له التأمل في صفحات الوجوه
والتمعن في الملامح
ارتضى لنفسه البحث المضني
عن الحياة ذات الرونق الساحر
فما توقفت خطاه
إلا عند بوابة العشق
ملبياً نداء الحب الذي لايقاوم
سيرتع في غواياته
مخلفاً وراء ظهره حياة رتيبة
لايستسيغها
منطلقاً بكل سلاسة
في تمرده وعبثه
وليصفه من شاء
بأن به
مس
من
حب

* قاص وكاتب/القطيفـ. القديح*