حصار!!*

منير النمر

الخبزُ يفتك بالحصارْ
وعلى شفاه الطفل ينتظر الندى نجماً يُضيئ حروفَهُ الجوعى، يُضيئ الخوف في عينيهِ، في شفتيهِ، في خبزٍ تجمّعَ في زوايا الملحِ
عادَ كبحرنا حيّاً على أشلائهِ انتفضتْ دماءٌ في المدارْ.

كان الصغارُ على الشواطئ يحسبون نجومهمْ
و"عليُّ" كان يصيحُ من نجمٍ بعيدٍ عن فمٍ ضجَّ البكاءُ به، فمات على حصير الخائفينَ بلا حراكٍ أو مطرْ
جلسوا على الشطآنِ منتظرين سربَ حمائمٍ، نوراً يُعيد إضاءة الظلماتِ، أشياءً من الذكرى القديمةِ...، بعضَ ألعاب الصغارْ.
لكنهم عادوا إليهم والرصاصُ هو الرصاصْ. مُسْتَشْهَدِيْنَ كما تموت الأمنياتُ على القدرْ
كسروا الحصارَ بموتهم.. مات الحصارْ
و"عليُّ" تلعب في يديه الأحجيهْ.
يمشي وعيناهُ الصغيرة دفترُ الأسماء والذكرى.

واصل حصاركَ واقتل الأزهارَ والجوعى.
خذْ ما تبقى من دماء القتل وأمسحْ بضعَ طلقاتٍ، هنا يستشهد النبلاء فوق البحرِ.. تحت البحرِ.. قمْ واصل حصاركَ يا ابن آدمَ فلممات هو الحياةْ. قمْ أمسكِ الأعلام فالدنيا تحنُّ إلى الطفولة ليس فيها أي جزارٍ سواكْ. قمْ وأقتلِ الأحلامَ والقتلى.

لا جوعَ بعد اليومَ فالنجماتُ قادمة إلينا.
برقاً ستُمطرها السماءُ على الموانئِ والبحارْ
مات الحصارْ

لا فرق بين حمامةٍ وحمامةٍ: قالت ليَ السمراءُ في غزّهْ.:
هذي سفينة بوحنا طوفانها يمتدُّ نحو الشمسِ، يخلق ضوءه الأزليّ في موجٍ، فيرسل ما بدا من أنبياء العصرِ، من شفة الحياةِ، وكسر قطعان الحصارْ.

 لا فرق بين حمامةٍ وحمامةٍ فإلى السماء نعودُ أحياءً.
وإلى الهواء نصيرُ أشعاراً.
وإلى الرصاص نكون بركاناً. (...).


لا فرق بين حمامةٍ وحمامةٍ: قالت ليَ السمراءُ في غزّهْ.:
كدموعها قتِلتْ على جوعٍ قديمْ
ورصاصة قدمت إليها بعد أحلام النعيمْ.
قُتِلتْ على خوفٍ من الطغيانِ في قلبِ المجرهْ.
قُتِلَتْ مجرَّهْ.

* لشهداء أسطول الحرية.. لكل شريف في هذا العالم أهدي هذا النص.