«المحسن» بعد غياب 15 عاماً: مجتمعنا لا يتحمَّل الاشتغال الشعري

شبكة أم الحمام القطيف – محمد المرزوق
الشاعر«أمجد المحسن» في ضيافة مقهى ثقافات (تصوير : هادي رسول )
الشاعر«أمجد المحسن» في ضيافة مقهى ثقافات (تصوير : هادي رسول )

خرج، أخيراً، الشاعر أمجد المحسن، من عزلته المنبرية التي دامت نحو 15 عاماً، مبتعداً فيها عن المشاركة في الأمسيات الشعرية، واستطاع القائمون على نادي «اقرأ كتابك» في محافظة القطيف إخراجه إلى العلن، في أمسية شعرية الجمعة الماضية. ورافق حضور المحسن إعلانه عن صدور ديوانيه الجديدين «مكعب روبك»، و» حضرت ذوات الأكمام»، متوقعاً حضورهما في معرض الكتاب الدولي في الرياض.

وأدار الأمسية الشاعر ياسر الغريب، وألقى المحسن عدة قصائد من ديوانه «حضرت ذوات الأكمام»، معتبراً إياه أهم ما كتبه من شعر. وأرجع غيابه عن الساحة الشعرية المنبرية إلى «قناعة راسخة في كيفية ومكان تقديم القصيدة»، متهماً من دون تردد «المجتمع بأنه مجتمع مناسبات ومنبر، والبحث الشعري والاشتغال الشعري لا يتحمله منبر المناسبات في مجتمعنا»، مضيفاً «كنت أرفض المشاركة في الأمسيات بشكل مؤدب، محاولاً اختيار المكان الذي أضع على منصته شعري»، إلا أن ذلك لم يمنعه من التصريح ب «لم أفعل شيئاً أو أقدم عملاً في الشعر، وطموحي أن أكون شاعراً وأسعى حثيثاً لأكون لائقاً بهذه الكلمة».

واعترض المحسن على إطلاق مصطلح «شعر الومضة»، متسائلاً عمن وضع هذا المصطلح؟، موضحاً أن «من وضع المصطلح تيار يبحث عن تكريس لاقتراحه الشعري، ويفرض على الآخرين الأخذ به، مروجين إلى أن زمننا لا يحتمل القصائد الطويلة»، مضيفاً «كتبت شعر الومضة، لكن اعتراضي على هذا الوصف، ولا أعلم من اتفق على هذا الوصف والمطالبة باتباعه»، وذكر أن «القصيدة الطويلة لها ظروفها واقتراحاتها وتحتمل ما لا تحتمله قصيدة الومضة، ما أدى إلى فشل كثير في الأخيرة».

وأصدر المحسن، في وقت سابق، ديوانين «سهرة عباسية» في عام 2009م، و» أدراج» في 2010م، ومن المتوقع أن يشهد معرض الكتاب الدولي في الرياض كتابين جديدين «مكعب روبيك»، و» حضرة ذوات الأكمام»، وأعتبر الأخير أهم كتاب له، مبيناً أنه «يتحدث عن القطيف والأحساء»، وقال إن «الكتاب اشتغال على المكان والأرض في هذه المنطقة، الممتدة من البصرة إلى عمان»، مضيفا أن «محاولة قراءة جزء من هذا المكان منفصلاً عن الآخر تنتقص من تاريخية المكان»، مبيناً أن «كتابة الشاعر في المكان إما بسبب فقر في الموضوع، أو أن المكان يحتاج إلى حماية وحفظ»، معتبراً «اللغة حارسة أمينة للمكان».