مُسِنّات القطيف يَطْرُدن أذى «الجانّ» عن العروسين بـ«العِدْرة»

شبكة أم الحمام القطيف ـ رحمة آل رجب

 

سيدة: صنعت العِدْرة لـ 433 عروساً

تتمسك بعض السيدات الكبيرات في السن، من قرى محافظة القطيف، بعادة ورثنها عن أجدادهن، ومازلن يمارسنها حتى اليوم، وهي «العِدْرة»، التي تختص بعملها الكبيرات اللاتي انقطعت عنهن العادة الشهرية للعرسان الجدد، والعِدْرة عبارة عن أرز مطهي مع دبس التمر أو البيض، حيث يوضع تحت سرير العروسين في يوم الزفاف، كهدية إلى أهل الأرض «الجان»، لاعتقادهن أن ذلك يدفع أذى الشياطين عن العروسين طوال حياتهما الزوجية، وما إن يدخل صباح يوم جديد على العروسين، حتى يتم توزيع «العِدْرة» على الجيران والأقارب. فيما استبدلت بعض القرى قدر الأرز والبيض، بكيس يحتوي على النقود، والأرز غير المطهو، ويوضع تحت مخدة العروس، ويتم التبرع بما يحويه الكيس للفقراء بعد ثلاثة أيام.

433 عروسا

وذكرت مدينة حسين «أم عبدالواحد»( 62 عاماً) أنها صنعت «العِدْرة» لـ433 عروسا دون أن تطلب مقابلا ماديا، وعادة أهل العروس يقدمون لها إكرامية، مشيرة إلى أن طهي العِدْرة يتم بطرق عدة، منها أن تقوم السيدة بوضع الماء ودبس التمر على النار، ثم يضاف لهما الأرز، مشيرة إلى أن بعضهم يستبدل التمر بالبيض، وبينت أن هذه العادة لا تزال باقية حتى الآن، ويطلب عملها عادة أهل العروس لطرد أذى الشياطين.

فيما بينت فاطمة علي ( 58 عاما)، أن طريقة عمل العِدْرة تختلف من قرى لأخرى، فبعضهم يكتفي بوضع أرز غير مطهو تحت وسادة العروس، ثم وضعه عند باب المنزل في اليوم التالي، لدفع الشياطين، ولكن هذه العادة قديمة، والدارج في الوقت الحالي هو الأرز والبيض أو دبس التمر.
وأكدت السيدة سعاد أم عبدالله (55عاما) أنها لم تتخلف عن صنع «العِدْرة» عند تزويجها بناتها الأربع، وقد أعدتها لهن بنفسها، مشيرة إلى أن من شروط نجاح العِدْرة أن لا يفتح القدر إلا بعد مرور يوم كامل، وأشارت إلى أنها صنعت العِدْرة كذلك لثلاثين فتاة من قريتها.

أعطتني والدتي

وذكرت مريم حسن (29 عاما) أنها تفاجأت بأم زوجها في صباحية زواجها، تدخل غرفتها، وترفع لحاف السرير لتأخذ قدر «العِدْرة»، مشيرة إلى أنها لم تكن على علم بوجوده، مشيرة إلى أنها سألت والدتها فأخبرتها أنها عادات وتقاليد نافعة.
وبينت هناء صالح (27 عاما) أن والدتها أعطتها يوم زفافها كيسا، يحتوي على أرز غير مطهو، وبعض النقود، وأمرتها بوضع الكيس تحت الوسادة، على أن يبقى مكانه ثلاثة أيام، وبعد انقضاء المدة، سلمت الكيس لوالدتها، التي تبرعت به بدورها للفقراء في الحي.

بينما أوضحت هناء جاسم (30 عاما)، أنها لا تؤمن بهذا المعتقد، وترى أنه مجرد «خرافات» اعتادت على فعلها كبيرات السن، منوهة أن والدتها اعطتها قدرا من «العِدْرة» في يوم زفافها، ولم ترفضه طاعة لها، واحتراما للعادات والتقاليد.
وفي الوقت الذي تعد فيه هناء «العِدْرة» معتقدةً أن لا صحة له، تؤكد رجاء مكي (28 عاما) أنها طلبت من والدتها عمل «العِدْرة» لها يوم زفافها، فهي متيقنة بأن ذلك يحفظها من أذى الشاطين، ويجعل حياتها الزوجية في مأمن، معدة أنها هدية لأهل الأرض.