زارها ما يفوق الـ ‏(50)‏ ألف زائر

" القرية التراثية " أسطورة شعبية بأرض الدوخلة

شبكة أم الحمام
" القرية التراثية " أسطورة شعبية بأرض الدوخلة

 

 

 

تمثل " القرية التراثية " بمهرجان الدوخلة السابع، والذي يقام على ساحل قرية سنابس بمحافظة القطيف، واجهة تراثية ومشرقة له، حينما يتناثر عبق ماضيها الجميل بين أرجائه، لتجسد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، " أسطورة شعبية "، تحظى باهتمام واشادة الجميع.

فتدور " عجلة الزمان " بزائري أقسامها واركانها المختلفة، وتعود بهم لزمن الاجداد البسيط، ذلك الزمن الذي لم يعاصره الكثيرون من الجيل الحاضر، وافتقده كثيرا من اطال الله في أعمارهم من الجيل القديم.

" غرفة العروس " تبهر الزوار الاجانب للمهرجان

فمن البيت القديم، بغرفه المختلفة ومجلسيه (الرجالي والنسائي)، بالاضافة لـ " غرفة العروس "، التي توقف لديها الزائرون كثيرا (الأجانب منهم على وجه الخصوص)، والحوش، والليوان، والبير، وغيرها، انتقالا للمعلم، والمحلات الشعبية القديمة، مثل: الخباز، الحداد، الطواش، الحواج، ومرورا بمنطقة الالعاب الشعبية، يتعرف الزائرون على معالم حياة الاجداد، بكل تفاصيلها وخباياها الجميلة.

" 40 " يوما لبنائها، ودقائق معدودة لهدمها

وبسؤال الحاج موسى آل دغام (المشرف العام على القرية التراثية)، عن الوقت التي استغرقوه في بناء القرية التراثية، أجاب: " قضينا ما يقارب الاربعين يوما من العمل الشاق، استمر العمل خلال بعضها لأكثر من (12) متواصلة، وذلك من أجل الانتهاء من بناء هذه القرية، التي زاد حجمها خلال المهرجان السابع، لكونها صممت كي تكون الواجهة الرئيسية له ".

واضاف، " واجهنا العديد من المصاعب والمعوقات خلال بناء القرية، ومن أهمها: تجهيز الأرض القائمة عليها حاليا، نقص المواد، وكذلك قلة المتطوعين "، لكن همة الرجال واخلاصهم لأرضهم ووطنهم، ساهما بشكل كبير في إنهاء البناء قبل ساعات قليلة من الافتتاح، وهو ما يعتبر انجازا يصعب تكراره في مكان وزمان اخر.

أما عن ما يشعر به، بعد سماعه لكلمات الإشادة بالقرية وبالقائمين عليها، فقال: " رؤية الابتسامة وهي ترتسم على وجوه الزائرين، هي هدفنا، وكلماتهم هي البلسم الذي ينسينا كل ما عانيناه من متاعب ومصاعب خلال فترة البناء والتجهيز ".

وتأثر آل دغام كثيرا، عندما وجهنا له سؤالا بخصوص هدم القرية مباشرة بعد نهاية المهرجان، ثم قال: " لا يمكنكم تصور ما أشعر به ومن معي من حزن كبير، حينما نقوم خلال دقائق، بهدم كل ما بنيناه خلال أربعين يوما، فقلوبنا تحترق عندما نرى ركام القرية، لكن هذا هو الحال، ويجب علينا التأقلم معه ".

وفي نهاية حديثه، ناشد آل دغام القائمين على المهرجان وكذلك الجهات المختصة، بوضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة، وإصدار قرار مفرح بالمحافظة على القرية التراثية، كمقر رسمي، تجمع مختلف الأجيال والأطياف، خلال لقاءات دورية مستمرة طوال العام.

من ناحيته، عبر الحاج أحمد علي عن سعادته الكبيرة بزيارته للقرية التراثية، التي عادت بذاكرته لايام الصبا، وما تخللها من عادات وتقاليد، اندثر الكثير منها حاليا، وكذلك ذكريات لعبه مع أولاد الجيران في زقاق وطرقات الحارة.

فيما أشاد الاستاذ عبد الله الدوسري، بفكرة القرية التراثية، وبدورها الكبير في تثقيف الجيل الحالي من أبنائنا، وتذكيرهم بمواريث الاجداد، التي ساهمت الحداثة في غياب وتجاهل الكثير منها، متمنيا أن تفتح القرية أبوابها طوال العام، كي يتمكن القادمون من الخارج، من قضاء أوقات اكبر فيها، وكذلك الاستمتاع بجميع تفاصيلها.

كما أبدت الأخت وسيمة أحمد إعجابها الكبير بالقرية التراثية، وبزفة العرسان القديمة، التي جاءت على أنغام الليوة والمزمار، مطالبة القائمين عليها بإضفاء بعضا من الحيوية فيها، من خلال خلق أجواء وشخصيات أكثر (مطابقة للماضي) في زوايا القرية المختلفة، و التعريف بالمهن المختلفة، وبعض خواصها بطريقة أكثر تميزا، مما هي عليه الآن.

يذكر بأن وفدا من مهرجان الجنادرية الوطني، قد زار القرية التراثية مساء أمس، وأبدى المشاركين فيه اعجابهم الكبير بها، وبالمجهودات الجميلة التي يقوم بها أبناء الوطن من المتطوعين، مؤكدين بأن ما نقل لهم من وصف ومديح، شجعهم كثيرا على الحضور بمجرد انتهاء فترة تكليفهم خلال موسم الحج.

الجنبي: حضارة " جزيرة تاروت " تعود لآلاف السنين

وفي أمسية ثقافية، اهتمت بحضارة " جزيرة تاروت " وآثارها، تحدث الاستاذ عبد الخالق الجنبي (الباحث في شؤون التراث والآثار والحضارة)، عن أربع مراحل مرت بها الجزيرة، وهي: عصر ثقافة العُبيد، وعصر ثقافة دلمون، وعصر ثقافة جِرة، وعصر الثقافة الهيلينستية، وعن مدى ارتباط حضارتها بالحضارات الاخرى، كحضارة مصر والعراق، وغيرها من الحضارات التي سكنت أرض الخليج العربي والجزيرة العربية واليمن.

وذكر الجنبي، أن وجود أسماء متطابقة يدل على التعامل التجاري بين سكان هذه المناطق، كاشفا عن وجود بردية مصرية ذكر فيها اسم " تاروت "، وكذلك عن وجود مسمى تاروت، في مدن: المنصورة المصرية، وعمان الحالية، وعمان اليمن.

كما أكد الجنبي، على خروج الفينيقيين والآكاديين الذين سكنوا المنطقة بحضارتهم للعراق، مدللً على ذلك بالآثار المكتشفة، وبالتشابه الكبير بين التماثيل المكتشفة بتاروت ونظيرتها السومرية.

وتحدث الجنبي أثناء مداخلات الجمهور، الذي تفاعل كثيرا معه، عن عيون المنطقة القديمة، والتي نضبت في الوقت الحاضر، قائلا: " النيل واهب الحياة لمصر، وعين تاروت هي واهبة الحياة هنا ".

وفي ختام الأمسية، كرم الأستاذ عاطف الغانم (رئيس اللجنة الثقافية) الأستاذ عبد الخالق الجنبي وقدم له درعًا تذكاريًا بهذه المناسبة، في حين قدم الجنبي شكره وتقديره للخيمة الثقافية ولإدارة مهرجان الدوخلة الوطني السابع على هذه الاستضافة.

" جمعية الكوثر " البحرينية في ضيافة المهرجان

زار وفد من مملكة البحرين الشقيقة، ويمثل " جمعية الكوثر للرعاية الاجتماعية ورعاية الايتام " مهرجان الدوخلة السابع بسنابس، حيث كان في استقبالهم الاستاذ عبد الله العليوات (رئيس جمعية البر بسنابس) وعدد من رؤساء وأعضاء اللجان المختلفة.

هذا وقد اصطحب العليوات وباقي زملائه، الوفد البحريني في جولة بين مختلف أقسام المهرجان، نالت من خلالها " القرية التراثية " على النصيب الأكبر من الإشادة والإعجاب.

وعن الزيارة، قال الأستاذ أحمد حبيب الهملي (رئيس جمعية الكوثر): " رأيت تطورًا كبيرًا بالمهرجان يزداد عاما بعد الأخر، وهذا المهرجان هو عمل تطوعي ضخم وفريد من نوعه على مستوى المملكة ". وقد عبر الهملي عن سعادته الكبيرة بالتواجد في مهرجان هذا العام، ناقلا شكره وتقديره لإدارة المهرجان لما يلقاه الزوار من حسن استقبال وضيافة، تدلان على طيبة أهالي المنطقة الشرقية. فيما وصفت الأستاذة زهراء مطر (من الوفد المشارك) هذه الزيارة بالجميلة، وباركت للمتطوعين جهودهم الطيبة.

من ناحيته، كشف العليوات عن سعادته الغامرة، هو يرى زوار المهرجان في ازدياد مستمر يومًا بعد الاخر، سواء كأفراد أو مجاميع، مؤكدا على توفر الإمكانيات بالمهرجان لاستقبال جميع الزوار من داخل وخارج المنطقة، وكذلك من الأشقاء من دول الخليج العربي أو المقيمين العرب والأجانب، فالمهرجان حدث كبير ينتظره الكثير من الناس، ونحمد الله برؤيتنا لأهداف ورسائل المهرجان وهي تتحقق من خلال ما يشهده المهرجان من حضور مستمر وكبير في كل عام.