شهدت حضورا تجاوز الـ (6) الاف متفرج

" خمسة بيبان " نقطة تحول تاريخية لمسرح الدوخل

شبكة أم الحمام
" خمسة بيبان " نقطة تحول تاريخية لمسرح الدوخل

 

شهد مسرح مهرجان الدوخلة السابع بسنابس، نقطة تحول تاريخية في مسيرته، التي انطلقت بشكل خجول جدا في المهرجان الثاني، وذلك بعد مشاركة أربعة من نجوم المسرح الكويتي (محمد العجيمي، أحمد السلمان، خالد البريكي، اسماعيل سرور)، من خلال المسرحية الكويتية الكوميدية الهادفة " خمسة بيبان "، التي تناقش بشكل ساخر وممتع بعض المشاكل الاجتماعية والسياسية.

" أبو سعد " فرط في ابنائه فخانه الغرباء

وتدور أحداث المسرحية المختلفة في بيت " أبو سعد " (يمثل دوره الفنان أحمد السلمان)، حينما قرر إبعاد أولاده من بيته بعد التقاعد، ومن ثم تأجير غرفه الأربع، من أجل زيادة مدخوله الشهري، لكل من: نواف (يمثل دوره الفنان محمد العجيمي)، حمود (يمثل دوره الفنان خالد البريكي)، السوداني نور (يمثل دوره الفنان اسماعيل سرور)، واليمني سعيد (يمثل دوره نجم ستار أكاديمي السعودي عباس الشيوخ).

تبدأ أحداث المسرحية، برؤية أبو سعد لثلاثة أشخاص يخرجون من غرفة حمود، الذي ينكر ذلك ويقنع أبو سعد بأن ما شاهده كان مجرد توهمات تتكرر يوميا بسبب عامل السن، ليدور بينهما نقاش مثير عن الوظائف ونذرتها، خصوصا للجانب النسائي، وكذلك عن الرواتب وعدم تناسبها مع الغلاء المعيشي، مما دعا أبو سعد للتعاطف مع حمود، وبالتالي المطالبة بالإيجار الشهري على استحياء، رغم التأخر الدائم من قبل حمود وباقي المؤجرين في تسديده.

وبخفة الظل المعروفة عن أبناء السودان، أطل نور على الحضور، محاولا التهرب من أبو سعد، لكي لا يطلب منه دفع الإيجار، لكن أبو سعد بطيبته الزائدة يتناسى الإيجار، ويحاول الاطمئان على أحوال نور الوظيفية، وكذلك فعل مع اليمني سعيد، الذي يعمل كـ " شيف " في احد المطاعم.

وبعد ذهاب حمود ونور وسعيد لاعمالهم، تذكر أبو سعد أن نواف لم يصحو للعمله بعد، فذهب للاطمئنان عليه، ليتفاجئ بحالة نواف المزرية، حيث كان في حالة لا وعي بسبب شربه للمنكر، فدار بينهما حوار طويل، رسم البسمة على وجوه الحاضرين وأثار اعجابهم، نظرا لمناقشته بطريقة ساخرة لهموم المواطن الخليجي المختلفة، بالاضافة لبعض المواضيع الحساسة.

وبطيبة قلبه المعتادة، قرر أبو سعد أن يقوم باعداد وجبة الغذاء، ليجتمع هو والمؤجرين على سفرة واحدة، بدلا من تشتتهم، حال عودتهم من وظائفهم، وبالفعل نجح أبو سعد في ذلك، ليناقش كل واحد منهم همومه ومشاكله، من خلال " خمسة بيبان "، جاءت كالتالي: الوظائف، المستوى المعيشي وتلاعب التجار بالاسعار، الوضع السياسي، القوانين الوضعية واثارها على المجتمع، واخيرا الوحدة الخليجية.

بعد ذلك، اكتشف أبو سعد خداع المؤجرين له واستغلالهم لطيبته الزائدة، بعد قبضه على أحد الغرباء في بيته، ليعترف حمود بأنه قام بتأجيره وثلاثة اخرين غرفته بالباطن، نظرا لضعف راتبه الشهري، ورغبته في تأمين مستقبله والزواج بعد أن بلغ من العمر عتيا. وتطبيقا للمثل " علي وعلى أعدائي "، كشف حمود عن وجود مصنع خمر متكامل داخل غرفة نواف، الذي لام غياب التوعية عن المخطئين وتطبيق اشد العقاب عليهم من اقل خطأ يرتكبوه، فيما وصل اليه حاله، حينما سجن لخمسة أعوام، بسبب اكتشافهم لزجاجة نبيذ بسيارته، فخسر زوجته وأولاده وكذلك وظيفته المرموقة، فاضطره ذلك للعمل في تصنيع النبيذ المحلي، والمتاجرة فيه.

وبعد تكالب الهموم عليهم، اضطر كل من نور وسعيد، لشرب المنكر، رغبة منهما في نسيانها، ليفجع أبو سعد بذلك، ويشرحان له أسباب ذلك، فيقول نور: " كفيلي نصب علي، فهو يحتجز أوراقي ويطالبني بمبلغ مالي كبير في كل عام، لعدم ترحيلي من البلاد "، فيما قال سعيد: " راتبي الصغير، لا يؤهلني لجلب زوجتي وأولادي، الغائب عنهم منذ خمس سنوات، مما ساهم في تدهور نفسيتي، وبالتالي اللجوء للمنكر ".

ليقرر أبو سعد في نهاية المسرحية، ابعاد المؤجرين واعادة أولاده للسكن معه، مستشهدا بالمثل الشعبي القديم " ما يحك ظهيرك الا ظفيرك "، مما جعل المسرح يضج بالتصفيق الحار، نظرا للرسالة الاجتماعية الحساسة التي طرحت.

يذكر أن أكثر من (6000) متفرج، قد استمتعوا كثيرا بأحداث المسرحية التي تقدم للمرة الأولى، من خلال خمسة عروض بمهرجان الدوخلة، فيما طالبت أعداد أكبر بتمديد عرضها حتى اخر ايام المهرجان، ليتسنى لهم حضور أحداثها، لكن ارتباطات الفنانين السابقة، حالت دون ذلك.

العجيمي: مندهش من ثقافة ابناء القطيف

من ناحيته، أبدى النجم الكويتي محمد العجيمي اندهاشه من الثقافة والوعي، التي يمتلكها المتفرج القطيفي، مبينا بأنه لاحظ من خلال خمسة عروض، تذوقه الكبير للفن، فتراه يستمع عندما يجب عليه الاستماع، كما أنه يضحك ويصفق في الوقت والمكان المناسبين، مؤكدا بطريقة مازحة بأن المتفرج القطيفي " يفهمها على الطاير ويطيرها ".

السلمان: تجربتي بالدوخلة لا تنسى

فيما أكد الفنان الكويتي أحمد السلمان، بأنه لم يكن يتوقع أبدا هذا الحجم الكبير لمهرجان الدوخلة، ولا هذا الحضور المثير للانتباه، معربا عن سعادته الكبيرة بهذه التجربة المميزة، وبتواجده بين أهله واخوانه، أبناء القطيف، اللذين غمروه بحبهم وكرمهم، وهو مايدل بما لا يدع مجالا للشك على اصالة معدنهم.

البريكي: أخجلتمونا بحبكم

وعن مشاركتهم بالمهرجان، قال الفنان المميز خالد البريكي: " ما وجدناه من حب وكرم لدى أبناء القطيف، أخجلنا، وهو ما جعلنا نحترق من أجل تقديم ما يليق بهم وبثقافتهم الجميلة "، مبينا أن الحس الفني العالي لديهم، والوعي الكبير بمجريات المسرحية واسقاطاتها، رسم السعادة على وجوه جميع المشاركين بالعمل.

البهجة والمرح يحضران في أمسية آل دهيم

وفي جهة اخرى، استضافت الخيمة الثقافية بالمهرجان الشاعر المميز حسين آل دهيم في أمسية قدمها الشاعر والاعلامي المعروف محمد الحمادي، وحملت عنوان " هلوسة تعتمل في فمي ".

بدأت الأمسية بطلب من الحمادي لـ " آل دهيم " بتعريف نفسه للجميع، فأجاب: " أنا من تراني في عيون هؤلاء، ولا يريد غير محبتهم "، في اشارة واضحة للجمهور، اللذين اعجبوا باسلوبه الراقي، فصفقوا طويلا له. بعدها، استفسر الحمادي منه عن طريقته في الكتابة، فقال: " قصيدتي تقسم إلى ثلاث مراحل وهي: النص، والعنوان، والإهداء ".

لينطلق بعدها في امتاع الحضور الغفير من خلال قصائده النثرية المتنوعة، ومن أهمها قصيدتي: هلوسة تعتمل في فمي، وانثى.

وفي ختام الأمسية، كرم الأستاذ ياسر المطوع (نائب رئيس اللجنة الثقافية) الشاعر حسين آل دهيم ومقدم الأمسية الأستاذ محمد الحمادي، فعبر آل دهيم عن شكره وامتتانه لإدارة المهرجان وللخيمة الثقافية على استضافتهم له.

" زفة العروس " تعيد احياء عادات قد اندثرت

وفي الخيمة النسائية بالمهرجان، تعالت أصوات " الأغاني الشعبية القديمة " بين أرجاء البيت الشعبي، خلال تجسيد البنات لـ " زفة العروس "، تلك التي تبتدئ بليالي " الحناء "، مرورًا بليلة " الجلوات "، ونهايةً بليلة " الدخلة ".

فتتميز ليالي " الحناء " باللباس الملون، وبالذات اللون الأخضر للعروس، فيما يزين الشعر بالورد والريحان، حينما تقوم " الحناية " برسم أجمل نقوش الحناء على يد وأرجل العروسة خلال ثلاثة ليال متواصلة.

تلي تلك الليالي، ليلة " الجلوات "، حيث تزين العروس بأجمل الملابس والحلي والذهب، ويُقرأ عليها المواليد، الذي ترتدي من خلالهم سبعة مشامر (المشمر: عبارة عن قطعة قماش خفيفة ملونة بألوان زاهية وبكريستال)، ففي كل أغنية ترتدي العروس مشمر مختلف عن الذي قبله، وفي نهاية الجلوات تذكر بعض الأهازيج المعروفة، ومنها:

أول ما بدينا بالصلاة على محمد .. واتريمبوه واليومي

وثاينا بفاطمة بنت الأمينِ .. واتريمبوه واليومي

وثالثا الحسن ويه الحسينِ .. واتريمبوه واليومي

ورابعا بالملائكة أجمعينِ .. واتريمبوه واليومي

ويابن عمي لا اتقول آني سليتك..

وسبع بيبان مغلوقه عليكم .. واتريمبوه واليومي

ولاني حيه وبسعى وباروح اليكم .. واتريمبوه واليومي

ولين دخلت الدار قولي هلا ومرحبا بك يا ولد عمي .. واتريمبوه واليومي

أما في الليلة الخامسة، فتزف العروس في أبهى حللها، وهي مليئة بالذهب والاكسسوارات التي تغطيها بالكامل، وبعد ذلك تغسل رجلي الزوجين وتنثر بعض النقود والورد والريحان عليهما، طلبا من الله أن يوفقهما في حياتهم الجديدة وأن يرزقهما الذرية الصالحة، ويبعد عنهما أعين الحساد.

وبنهاية الزفة، تفاعلت الحاضرات، وارتسمت على محيائهن علامات البهجة والسرور، وصفقوا بحرارة، اعجابا بإعادة احياء عادات اندثرت لدى الكثيرين من الجيل الحالي.