"الدوخلة" بين الروح الجماعية وهيمنة الأفراد وتعزيز روح القبيلة الثقافية

 

غالبا ما تؤكد رسائل إلكترونية أتلقاها كإعلامي عبر بريدي العام، أن مهرجان  الدوخلة 7 المنطلقة فعالياته مساء اليوم، هو مهرجان لمحافظة القطيف، وقائم على أسس مؤسساتية تجمعها الروح الجماعية لا فردية، هذه الرسائل التي تبعثها الإدارة بغية تغطية فعاليات المهرجان الذي يريد الجميع خروجه بصورة مرضية لأبناء المحافظة ككل؛ لأنه يمثلهم ويعكس صورة حسنة عنهم...، لا تنفك تتبخر بسبب الروح الفردية التي سببت قلبت أنظمة في الشرق الأوسط في زمن الربيع العربي.

إن عمل بعض اللجان المنطوية تحت مضلة المهرجان، مثل "الدوخلة بعيون ثقافية"، تمارس الإقصاء سواء أكان متعمدا أو غير متعمد، ولو تأملت في سلوك اللجنة الإداري، فإنني سأجد، وورائي عشرات الشعراء والمثقفين الذين استشرتهم قبل الشروع في كتابة هذه المقالة، بأن نحو 90 من المستضافين في أمسيات الشعر يمثلون لونا واحدا يتمثل في تيار مارس هو الآخر إقصاء أبناء محافظة القطيف في أمسياته الشعرية كنسبة وتناسب، ما يعتبر إقصاء من قبل اللجنة لكل الشرائح المتواجدة ثقافيا وأدبيا في المحافظة.

وهنا يجب أن نتوقف، إذ أن السلوك الإداري القاصي لنحو 90 من التكتل الشعري يعزز ما أسماه لي أحد شعراء جزيرة تاروت الحبيبة المعروفين سعوديا "القبيلة والشللية الثقافية" المرتكزة على مصلحة الذات والوجاهة البحتة، واستطيع الجزم بأن هنالك حلولا يمكن تصحيح الوضع الخاطئ إن أرادت اللجنة حتى وأن دخلنا مرحلة التطبيق لما تم الإعلان عنه في الجدول الرسمي ...، سأقتصر على حلين ساهم في بنائهما مجموعة من المثقفين المنتمين لمنتديات ثقافية معروفة في المحافظة، الأول يطبق مستقبلا عبر التركيز عليه لاحقا، فيما يصلح الثاني؛ لتصحيح الخطأ حاليا إن اعترفت –طبعا- اللجنة أنها أخطأت في اختيارها ما يشكل 90% من تيار واحد، وتشكل النقطة الثالثة ركيزة مهمة في العمل المستقبلي للمهرجان:

أولا: لم تقم اللجنة المشرفة على الجانب الشعري باستشارة مكونات ثقافية موجودة في هذا المجال في محافظة القطيف؛ كي تضمن التمثيل الذي يرضي أغلبية المثقفين؛ خاصة لأن المهرجان في زاويته الثقافية منهم وإليهم، كما عليها الاستشارة في الحد الأدنى، فضلا عن فتح المجال لمن يريد العمل والانخراط في ذلك، خاصة أن المهرجان تم التحضير له منذ فترة ليست بالقصيرة زمنيا.

والمطلوب هنا عمل ورش استشارية ينبثق عنها الاختيار الذي ترضاه الأغلبية.

ثانيا: على اللجنة تدارك ما حصل فورا، وتصحيح الخطأ الواضح عبر عقد اجتماع طارئ يتخذ فيه وقف شكل الانحياز لمجموعة واحدة عبر اختيار الضيوف منها، وترك المجال لما يشكل 10% من خارج التشكيلة.

والمطلوب هنا أن تغير اللجنة عبر رفع بعض الأسماء المنتمين لملتقى واحد وإدخال بديله من ملتقيات تختلف حسب المناطق.

ثالثا: ينبغي الأخذ بالروح الجماعية بحيث أن نجد تجددا في الدماء التي تدير المهرجان، فليس من المعقول أن يظل الطاقم الإداري للجان كما هو، وذلك لأن إدارة المهرجان تعلن عبر رسائلها بأنها تعمل على مستوى محافظة القطيف، وليس على مستوى جماعة معينة كما هي الحال في المنتديات الأخرى التي يديرها أفراد.

والمطلوب هنا هو أن تجدد الدماء في اللجان، علما أن اللجنة الثقافية حملت نفس الأسماء في كل مرة، كما أن المقدمين نفسهم تقريبا، كما أن المطلوب أن يسري التجديد في كل دماء الإدارة بما في ذلك الصف الأول منها، إذ لن يكون لهم عذر أمام الرأي العام، إلا إن قالوها صراحة إن هذا المهرجان ملكنا، ونحن أسسناه وهو ليس لمحافظة القطيف، بل لمنطقتنا سنابس، وأن تكون أدبياتهم على هذا الأساس، ما يؤدي لتغيير النظرة الاجتماعية له بكل تأكيد، وهذا طبعا ما لا نتمناه.