جاسوس من الداخل !!


 

مع كل أسف يستغرق بعض الناس معظم أوقاتهم في اجترار التجارب السلبية في حياتهم ، ويتحسرون ليل نهار على خيباتهم وخسائرهم السابقة ، ويُسرفون في تأنيب ذاتهم على الأخطاء التي ارتكبوها بقصد أو بدون قصد فتقضُّ مضاجعهم ، ويقبلون على مشاريعهم الجديدة وهم يجرِّون الإحساس المرير بخيبة الأمل والشعور بالخذلان ، وآخرون يتجاوزون خيباتهم السابقة ويعتبرونها تجارب علّمتهم دروساً مهمة ، ويخلدون إلى النوم وهم يُحدِّثون أنفسهم بالنجاح الدائم ويتهيئون لتقبل النكبات والتعامل معها بفاعلية ، ويباشرون مشاريعهم الجديدة كتحديات وعيونهم متجهة نحو تحقيق النجاح بعزيمة وإصرار .

إن كنت راغباً في أن تصبح جسوراً ومقداماً فعليك التمسك بالأفكار الجريئة التي تؤكد لك ألاّ شيء يخيفك ويقف في طريقك نحو تحقيق هدفك المنشود ، وإن كنت متردداً وتعاني من الخجل الفاضح أكِّد لنفسك بأنك لن تسمح لكائن من كان أن يخيفك أو يجعلك متردداً في التقدم إلى الأمام في مشوار حياتك ، وعاهد نفسك بأنك سترفع هامتك عالياً وستفرض احترامك وتقديرك حتى على منافسيك وإن كرهوا.

لا تسمح أن تهتز ثقتك بنفسك ولو للحظة واحدة ، وكن على يقين بأنه مهما لاح الطريق أمامك مُظلماً فليس هناك من يستطيع تدمير ثقتك بنفسك وإهتزاز صورتك في مُخيّلتك إلاّ أنت ، من هنا يجب عليك الإحتراس من أن تظهر همّتك المثبطة وترددك القاتل إلى العلن فيراه الآخرون من حولك من خلال انعكاسه على محيّاك الباهت في يأس .

عليكالتعرف على المصاعب والإعتراف بها لا الإستسلام إليها ، بل معالجتها وإذابتها في سكون، ولا تدع أي احتمال سيء يخطر ببالك إلاّ إحتمال النجاح إنطلاقاً من" قانون التفاؤل "تخيّل نفسك وقد حقّقت ما تريد ، وتمسك بهذه الرؤية بكل ما أُوتيت من قوة ، فمهما كانت حالتك الراهنة تدعو إلى التشاؤم ، ومهما ظهر المستقبل مُظلماً ، فلا تتخلى عن أمنياتك التي طالما دغدغت مشاعرك ، وأدخلت السرور إلى نفسك فحلّقت في آفاق الفرح دون حدود .

تأكد – يا عزيزي – بأن أغلبية الذين يخفقون يبدأ إخفاقهم بتشكيكهم في قدرتهم على إنجاز ما يطمحون إلى تحقيقه أو القيام به ، وأنك إذا شرّعت الباب للتردد والشك للدخول إلى ذهنك ، فإنك بذلك تسمح إلى عدو لدود وجاسوس مُحنّك لإختراق منظومتك الأمنية ، والتسلل إلى مُعسكرك ، والعبث الهائل بمقدراتك الشخصية ، وهزيمتك في عقر دارك ، وهذا عارٌ عليك .

أنت قادر على السيطرة على أفكارك . تذكّر جيداً بأن هذا العالم يفسح السبيل أمام العزم فقط ، وأمام الذين يسخرون من العوائق التي تقيِّدهم ، وتذكّر ايضاً أن الذي يربط عربته إلى النجوم هو الذي يبلغ هدفه قبل الذي يجرجر أذياله على الطريق اللزج ، فالثقة والمسئولية هي أم الإنجازات ، لأنها هي التي تزيد من قدرتك ، وتُضاعف طاقتك ، وتدعم ملكاتك العقلية ، وتزيد من قوتك ومقاومتك لليأس وإن كثُر المخربون . تحيّاتي .

إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية