إلي شركاء الدين والدم والوطن !

همسة لكل مواطن يملك ضمير وإحساس وقدر من المسؤولية ..

أخي وشريكي في هذا الوطن الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله .. أذكرك وأذكر نفسي أولاً وأهلنا وأصدقائنا وأبناء عشائرنا ، وكل مواطن يؤمن بالله وبرسوله ، وبإنسانية من يشاركه تراب وهواء هذا الوطن الغالي بقيادته الحكيمة .. أخاطبك كأخ وشريك تدق رجلانا معاً أرض المملكة من أحساء الخير شرقاً حتى جدة العز غرباً ، ومن جيزان الكرم جنوباً حتى طريف المجد شمالاً ، وندور جميعاً حول قطب دوحة الرياض الرشيدة من رحى المملكة العظيمة ، وأبناء القطيف وأبها ونجران والرياض والأحساء وتبوك وجدة وحائل وكل مدن مملكتنا الحبيبة ، وبكل حروفها الأبجدية إخوة بالدم والدين والوطن ولغة الضاد ، حيث أكل أجدادنا وأكلنا من نخلة واحدة ، وتقاسموا وتقاسمنا تمرتها عند إفطار رمضان ، فكلنا ترعرعنا وشببنا على تراب هذا الوطن الغالي، وكلنا تنفس هوائه وشربنا من مائه وأكلنا من خيّره .

 أتذكر أيامنا  بالمدرسة ؟ أتذكر كيف كان يصدح القرآن بصوت الشيخ عبدالباسط قبل طابور الصباح ، أتذكر عندما كنا ننشد السلام الوطني ونحن ضاحكين، وكيف كانت حقائبنا تختلط علينا ! وكانت كل حقيبة تحتوي حزب عم ! أتذكر حارتنا أيام رمضان ؟ وكيف كانت تأسرنا رائحة طبخ أمهاتنا ، أتذكر مشاهدتنا لبرامج تلفاز بلادنا القناة الأولى ؟ عندما كانت تعرض برنامج " أفتح ياسمسم وسلامتك " ، أتذكر زمالة أبائنا بالعمل والشارع والمستشفى وبالدوائر الحكومية ؟ أنسيت وجودنا بالحرم المكي والمدني معاً ؟ حيث توجهنا بقلوبنا نحو الكعبة وكبرنا معاً ( الله أكبر ) ويجمعنا دين واحد ، ورسول واحد ، وقرآن واحد ، إذ وجدنا أسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه ، يتردد ويتكرر في بيوتنا منذ الأجداد حتى الأحفاد .

صدقني شريكي وأبن دمي ولحمي ، كلما شاهدت مايجري حولنا في العالم الإسلامي ، من حمامات الدماء ، وهتك الأعراض ، وقلة الزاد وفقد العباد وفلذات الأكباد ، أخذتني حينها العبرة وسالت الدمعة ، وسرقـتني الفكرة وتـذكرت العبرة .

تخـّيل لاسمح الله ، لو وقع في بلادنا أي مكروه ، وعمت الفوضى هنا وهناك ، وأختل الأمن ، وأنتزع الأمان ، وأصبحنا كالرعاع المشردين السارحين ، دون والي رشيد يحمينا ويوحد صفوفنا ، ماذا سيكون مستقبلنا ؟ صحيح يوجد اختلاف في معتقداتنا ، لكن لا أعتقـد إن هذا سيفسد علاقتنا وشراكتنا ، فالاختلاف صحي وطبيعي .. أنظر إلي الدول الأخرى كيف تعددت بها الألوان والألسنة والأديان ، لكنهم أتحدوا وصمدوا ! وهاهم الأن في مقدمة الدول علمياً وثقافياً واجتماعيا واقتصاديا .. هل أذكرك بقصة رسول الله مع جاره اليهودي ، وكيف كان يعوده عند مرضه ..ألا نبتع سنته وهداه ؟

فأرجوك لاتشمت بنا الأعداء ! لا تشمت بنا الأعداء ! لا تشمت بنا الأعداء ! ولنعضد بأيدينا ، ولنتعاهد بأن لا ندع هفوة أحدنا تغير صفو شراكتنا وسلام وامن وطننا، وأن لا يتدخل الأجنبي في شؤوننا ، فنحن إخوة (وأنا وأنت يا أبن عمي على الغريب)، وأن لا ندع المجال أو نترك ثغرة لأحد بالضرب على وتر الطائفية أو القبلية .. فالعيون متربصة والقلوب حاسدة لما نحن فيه من خير وأمن وأمان ، ونحن يد واحد ضد كل من يريد تدنيس أمن وطهارة هذا التراب وأهله ، ولنرفع أيدينا لله متوجهين ، بأن يحفـظنا وأهلينا ويحفظ ديننا ووطننا وحكومتنا الرشيدة لمافيه الخير والصلاح ، آمين رب العالمين ... فهل تمانع أن نكمل حياتنا وشراكتنا في وطن واحد بحب وسلام واحترام  ؟ أما من يخالفني الرأي ، فأقول له ، خذ جولة على قنوات التلفاز، وتخيل أن تخرج أبنتك أو أختك أو أبنك ، فيأتيك اتصال بأنها خطفت أو قتلت ، بعدها تذكر كلامي ، فبمجرد أن تتأخر من المدرسة نصف ساعة تقوم القيامة في البيت ! وأعتقد بأن لا نفع بالدواء إذا وقع الفأس على الرأس ، ومعظم النار من مستصغر الشرر ...  أخوك وشريكك في الوطن

روائي وباحث اجتماعي