مبادرات إيجابية

إن من الأمور التي تشجع المجتمعات البشرية على التقدم هي المبادرات الإيجابية التي تحث على إزالة الأحقاد بين الآخرين، فالمجتمع الذي يكثر بين أفراده وأبنائه الحقد وسوء الظن، سيتحول لمجتمع فاشل وغير متطور في المجالات الإبداعية والفكرية والثقافية، وغيرها من مجالات أخرى.

تظهر فئة من الناس معدنها الحقيقي في المواقف والأزمات الصعبة بمختلف أشكالها، وهذا الأمر طبعا يعطيها فرصة لبدء بداية جديدة والتحرك وفق مبادئ وقيم إنسانية وأخلاقية، وتجنب إثارة الخلافات الجانبية أو السابقة، من جهة أخرى هناك فئة من البشر تتحول إلى وحوش ”لا تهتم لفئة الصغار أو الكبار“، مما يفتح لها شهية قوية من ناحية استغلال الأزمات الصعبة بأساليب انتقامية، وذلك من خلال الشماتة على الغير والتعدي على حقوقهم، ورمي التهم على الآخر بغرض تأليب الرأي العام وإثارة الأحقاد الداخلية الخاصة بالمرء.

الفرد الذي لديه ضمير، يتعامل بحذر ووعي مع الظروف الصعبة، فإن هناك مشاكل وقضايا كثيرة خارجة عن السيطرة، الأمر الذي يتطلب انتهاج وسائل وطرق تسهم في تخفيف التشنجات والانفعالات، بدلا من إثارتها بين مختلف الشرائح الاجتماعية.

ولهذا لابد لنا أن نتعلم على مهارة الإصرار على التعلم من الأخطاء، وأيضا التركيز على أنفسنا من دون الانشغال بنقائص الآخرين، فإن الجوهر الحقيقي للإنسان هو إصلاح ذاته أولا ثم بعد ذلك يبدأ في التعامل مع الأشخاص المحيطين به، بالإضافة إلى ذلك التماس العذر للآخرين عن حسن نية والابتعاد عن لومهم ومعاتبتهم بكثرة.

وفي الختام، نطرح سؤالين وهما:

السؤال الأول: كيف يمكننا أن نتفاهم ونتعايش في مجتمع لدى أبنائه وأفراده أفكار منغلقة على ذاتها أو غير قابلة للتغير؟

السؤال الثاني: هل بإمكاننا أن نبني علاقات اجتماعية قوية في حال وجود أطراف تسيئ الظن بالأطراف الأخرى، وتذكر سلبياتها وعيوبها وتخفي محاسنها، وتتهمها باستمرار في كل شيء؟