قراءة في مشهد الأزمة

كثرة الهرج والمرج عبارة استهل بها لكتابة بعض تداعيات المشهد الحالي للأزمة والذي يتضمن عدة أمور منها التعليق الذي شمل معظم المؤسسات كإجراء ات احترازية ووقائية للحد من انتشار الفيروس الوبائي فهذه إجراءات طبيعية تهدف إلى السيطرة، وذلك وفقا لتقارير وزارة الصحة التي ترصد على مدار اليوم حالات الإصابات المستجدة في كافة المناطق واحصاء الأعداد المصابة والمشتبه بها من المخالطين، كذلك تسخير القوة الطبية المادية والبشرية من مستشفيات وكوادر طبية للعمل المكثف، إذا عبء كبير وضخم تتحمله الصحة فهم جنود الحماية.

وبناء على تقارير وزارة الصحة ومرئياتها تعمل الوزارات الأخر.

التعليم وتعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية العامة والأهلية لكون هذا القطاع يضم أكبر تجمع بشري يربو على ما يزيد على ستة ملايين طالب وطالبة واحتمالية انتشار الفيروس كبيرة وسريعة جدا يصعب السيطرة عليه، جاءت الحكمة في تعليق هذا القطاع الحيوي المهم، وتأتي التحديثات التي تتيح للطلاب استكمال العملية التعليمية عن بعد مع وضع الخيارات المتعددة أمام الطالب وولي الأمر في كيفية المتابعة بهدف ربط الطالب بالعملية التعليمية خلال هذه الفترة الحرجة بدون أي قيود أو التزام بل بكل أريحية. لكن هناك من يعمل على إعادة صياغة السيناريوهات بطريقته الخاصة محاولة تغيير الهدف واحداث الهرج الزائد وهذا ما حدث خلال اسبوع من تعليق الدراسة حيث كثرت الاجتهادات والاستفتاءات

وإصدار الأحكام التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعية بشتى أنواعها وابدع المغردون في تغريد اتهم التي كانت تبث على مدار 24ساعة والتي شغلت الرأي العام وجعلت الطالب وولي الأمر في دوامة كبيرة لها أول ما لها أخر بالإضافة إلى الفهم الخاطئ والغير مسؤول من بعض قادات المدارس في تهويل الأزمة وإلزام منسوبيهم بغير ما أنزل الله به من سلطان، وذلك نتيجة للقراءة الخاطئة للموقف وعدم الالتزام بالقرارات والتعاميم الوزارية وكأنهم في معزل عن المظلة التعليمية.

جانب أخر من المشهد وهو ظهور فئة الكذابين واعتذر عن هذا المفردة إلا إنه واقع حيث اجتهدت هذه الفئة واصدرت أحكامها التي تهدف إلى الفتنة سواء كان ذلك عن طريق تغريدات أو مقالات، أيا كان شكل الإصدار فهو في النهاية يهدف إلى تشويه المشهد وتظليل الرؤية، في حين نحن جميعا في مركب واحد كلا منا يتأثر ويؤثر في الأخر.

بخس الأشياء والرعي بالمرعى بغير راعي في المرج، اكتفي هنا بدلالة واحدة وهي علبة الكمامات وصل سعرها في بعض المحلات إلى 76ريال دليل واضح على التكاتف في أيام الأزمة

ناسين أو متناسين التداعيات التي ممكن أن تجرها هذه الأزمة لو استمر الوضع الحالي

فالتعليق العام الحاصل في العالم والمنطقة اكيد له تداعياته الاقتصادية.

جانب أخير من المشهد الاستهتار وعدم المبالاة بحجم الأزمة، فالتعليق والحجر دلالة على خطورة الوضع إذا ما التزمنا بالإجراءات الوقائية

فما مشهد الجمعة الماضية من تجمهر ثلة من الشباب بالدراجات النارية والتجمعات هنا وهناك لهو خير دليل على عدم الإحساس بالمسؤولية

في نهاية قراءتي، المسؤولية مسؤولية الجميع صغارا وكبارا بيدنا ننهي هذه الأزمة، ونهزم فيروس كورونا ولكن قبل كل هذا نتخلص من الفيروسات الداخلية في داخل كلا منا حتى لا تنتشر العدوى، حفظ الله الجميع وحفظ وطننا من كل مكروه، يدا بيد نصل ونتواصل.