في أم الحمام.. قو أحمد خريجة جغرافيا تنقل الخطابة الحسينية إلى خارج الحدود العربية

شبكة أم الحمام أم الحمام - معصومة المقرقش

استطاعت الناعية والخطيبة الحسينية زهراء إبراهيم قو أحمد رغم عمرها الصغير في نقل الخطابة النسائية من طور سردها التاريخي إلى فن مشافهة الجمهور واستمالته؛ وذلك بإثارة المواضيع الاجتماعية، وتقديم الورش التدريبية لتحسين مهارات الإلقاء وتطوير الخطيبات الحسينيات الناشئات حول العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الخطيبة قو أحمد تحكي عن بداياتها الأولى قائلة:“أول كتاب حسيني قرأته هو كتاب“الفخري”أو كما يُعرف ب”المنتخب للطريحي”في جمع المراثي والخطب، وكان عمري آنذاك سبع سنوات، في إحدى المجالس الحسينية التي كانت أمي تحييها”.

إرث

وتضيف أنها ورثتُ هذه الخدمة من أجدادها لأمها آل عباس؛ حيث كانوا خطباء بلدة أم الحمام، واشتهروا في ذلك منذ زمن طويل جدًا، وجدها الأكبر كان يطوف حول أرجاء الوطن ناعيًا حتى توفي ودفن في البقيع أثناء زيارته للمدينة المنورة، مشيرةً إلى أن جدتها كذلك ورثت هذه الخطابة، وعلمت جيلًا كبيرًا من الأولاد والبنات، واشتهرت بلقب“المعلمة”أم محمد آل عباس.

تشجيع

وقالت:“تشربت حُبّ القراءة الحسينية مباشرة من أمي التي كانت حريصة على تعليمي منذ الصغر أصول القراءة وقواعدها، وحفظ أبيات رثاء آل البيت الشجية”، ملفتةً إلى أنها تأثرت كثيرًا بمعلمتها الخطيبة فرات آل قويسم التي بدورها شجعتها على مواصلة دربها عبر إعداد الدورات والورش الخاصة لمن أرادت تعلم فن الخطابة.

تأثر وشجون

وعن الخطيب الذي يثير شجونها تقول قو أحمد:“الملا ألياس المرزوق والرادود محمد بو جبارة، وباسم الكربلائي، وعمار الكناني، هم أكثر من يثيرون شجوني”.

بين القراءتين

وعن الفرق بين القراءة القديمة والحديثة توضح الخطيبة أنّ القراءة الحسينية القديمة تعتمد على قراءة السيرة التاريخية للشخصية فقط، المثيرة للدمعة، وأنها كانت تفتقر إلى الولوج إلى المواضيع الاجتماعية، نظراً لغياب الدور العلمية، ولعدم توفر المعرفة الدينية، وبعد الوعي الديني أخذ خطباء وخطيبات المنبر الحسيني بتطوير الخطاب الديني، وذلك عبر مناقشة وطرح القضايا الاجتماعية والدينية على المنبر، لتلبي احتياجات العصر، وأصبحت تجمع بين «العِبرة والعَبرة».

مستمعات

والتي استمعت لصوتِ قو أحمد وهي تتلو آيات الذكر الكريم أيام المقاعد الدراسية منذ المرحلة الابتدائية إلى الثانوية تعلم جيدًا أن هذا الصوت الشجي سيُوظف يومًا بطريقةٍ ما، وينطلق مخاطباً العالم غير آبهةٍ بانتقاد الناقدات اللاذعات، ولا عجب أن يكون لهذا الصوت أيضًا جمهورًا من مختلف الفئات العمرية؛ ولا عجب كذلك أن تتعرض هذه الخطيبة الشابة لحادّات اللسان، تقول عن ذلك:“نعم تعرضتُ لانتقادات من إحدى الخطيبات القديمات، وتلقيتُ صفعات تلو الأخرى حادة أحيانًا، ولاذعة كسرتني أحيانًا أخرى، ولكن سرعان ما تغلبتُ عليها سريعًا وظهرتُ بأداء أفضل وأقوى في مجالس أخرى، فلم تحطمني بل زادتني قوة ليقيني التام أن المشوار الذي أنا فيه يحتاج لصبرٍ كبير”.

خطيبات الجيل القديم

أما عن خطيبات الجيل القديم توضح قو أحمد أنهنّ المعلمات الأوائل اللاتي مسكن زمام النعي الحسيني، وحافظن على أطوار النعي البحراني القديمة، وهنّ من علمننا كيفية قراءة السيرة على الطرق المعروفة لليوم، ملفتة إلى أنهنّ مدرسة خرّجن خطيبات وناعيات شهيرات، على الرغم من أنهنّ لم يكملن دراستهنّ الدينية حيث ورثنها فقط من أمهاتهنّ وجداتهنّ.

الدورات

ومن تخصصها الجغرافي استطاعت تطويع قارات العالم، واختصارها في مجموعات واتسابية تضم خطيبات ناشئات من مختلف العالم العربي والعالم، لتأهليهنّ وتدريبهنّ على فنون الخطابة، مشيرة إلى أن أول دورة مصغرة للأهل بدأت بعد أن أعطتها أستاذتها فرات الضوء الأخضر للبدء في إقامة الدورات والورش التدريبية للخطيبات الناشئات، وأقامت للآن عشرات منها، مبينة أنها انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالواتساب؛ لتعطي درسًا في فن الخطابة الحسينية، وضمت مجموعتها التدريبية دولاً من الخليج العربي والعالم كأمريكا وبلجيكا، وألمانيا، وماليزيا والسويد.

وتذكر أنها دائماً ما تراجع الدورات التي قدمته سابقًا لطالباتها، وتعيد نشرها بينهن للإفادة، كما تحرص على إعطاء سلسلة من الدروس الدينية في أحد المجالس للسيدات.

عزوف

أما عن سبب عزوف بعض السيدات عن حضور المجالس النسائية للمجالس الرجالية تعلق قائلة:“في كل دورة أقدمها لمتدرباتي أسألهنّ هذا السؤال، وكانت أبرز ردودهن أن المجالس النسائي باردة، وبعضها يفتقد للذوق العام حيث الصراخ على الأطفال وأمهاتهنّ، فضلًا عن أنهن يبحثن عن المعلومة السريعة البعيدة عن الإسهاب الطويل”.

وفي نهاية حديثها أكدت قو أحمد على أن حضور السيدات للمجالس النسائية يعتبر ضرورة حتمية وأن كثيرًا من الخطيبات ينصحنّ السيدات بذلك؛ كون المرأة أقرب للمرأة في طرح ومناقشة أمورهنّ الخاصة، فهي تتلقى المعلومة من الخطيبة مباشرة، ملفتة إلى أن المجالس النسائية أرث لا يجب الاستغناء عنه وتبقى له نكهته وتاريخه الطويل.