تميزك هو تميز لي

أن تعيش الحالة الكلية بعيدًا عن كل المسافات الفردية، لتنغرس في استشعار السعد، حين يتميز الآخر، لتكون أنت متميزًا معه، ستعيش الألق الذي سيفتح الأبواب في دنيا إبداعاتك. إن التحفيز أمر ضروري في كل عمل باختلاف ألوانه، التحفيز له أنواع متعددة، لفظيًا كان أم عمليًا. وعليه ماهية استشعار تميز الآخر، هو تميزنا نحن.

إن النظرة الإيجابية، واقتناء ثقافة استدعاء التحفيز، يجعلنا ننساب من خلال صفاء الروح وانتعاش الذات إلى أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض، نقدم المساعدة، نبدي المشورة، ونحتضن المباذرة الطيبة في سبيل أن ينجز - الآخر -، ما ينجزه بشكل أبهى وأروع. وهذا بطبيعة الحال إذا ما تم اتباعه بمنهجية منطقية لن يكون عائقًا على وجود حالة التنافس ما بين الفئات المختلفة.

إن بعث هذه البيئة في الوسط الاجتماعي والثقافي، سيكون لها إيجابياتها الكثيرة، وسوف تقعر من حالة الأنانية والحقد، أو على أقل تقدير، فإنها ستعري كل من « تخرخش داخله العقد النفسية البغيضة ».

إنه حقيقة وليس من نافذة الخيال، أو الدخول في حكايات « ألف ليلة وليلة »، إن البعض منا يقتات على إقصاء الآخر، لتصل به النتيجة إلى محاربته، متمنيًا فشله وعدم تميزه « تقول تجيه بطة شبذ في شبذه من العلة ». هكذا نفسيات للأسف الشديد تبصرها « مدرعمة »، في أكثر الأمكنة - الأنشطة الاجتماعية، الدهاليز الرياضية، المكينة الإعلامية، كتاب، شعراء، رواد القصة "، وغيرهم، لأنها تمثل ظاهرة واقعية، فقط يحتاج الإنسان إلى أن يتأمل ويتمعن، وستكون المعطيات بين يديه. إن توصيف الواقع لا يعدو كونه فتح شرفة، ليكن الاحتواء ثقافة، والتحفيز طريق نجاح، والتواضع للصغير قبل الكبير، سمة مجتمع يرنو للتميز والإبداع.

و من نافلة القول، إن الإنسان الذي ينتهج منهج « الأنا »، في وجهتها السلبية، لا في وجهتها الإيجابية، ويتخذ ديدنه « وراك حد الدعسة »، إنسان لا يملك المقومات التي ينبغي له أن يملكها ويتمتع بها لينجز. إن لكل إنسان الحق في أن يتميز، في أن ينظر لنفسه وينشد تألقه، من حقه أن يتميز، ويشار له بالبنان، وفي وجهتها السلبية، أن لا تكون كمقص يسعى إلى قص أجنحة الآخر، ليتمز هو، ولا أن يكسر مجاديفه - الآخر -، ليبحر هو، ولا أن يرمي الرماد في مقلتي الآخر، ليبصر هو جماليات الحياة والتميز. إنها ثقافة خرساء إن كانت في وجهتها السلبية، وهي بحق استحمار ثقافي، ولن يجني روادها أي قيمة نوعية، وإن دغدغ مشاعرهم « الإفراط في المدح أو التطبيل »، هي متعة لا محالة، كزبد البحر سرعان ما ستذروها الرياح.

معلم لغة عربية