لنا شرف المودة
لنا شرف المودة في القرابة
وتبجيلُ العديد من الصحابة
وذا إبليس من فرط اشتهاءٍ
أسالَ لما يرى حسداً لعابه
تُخاصمُنا النفوسُ وتبتلينا
ويقذفُ من ترصدنا شهابه
على مرأى من الزمن المعادي
أشدنا للولا السامي قبابه
وأنزلنا من المزن ابتهاجاً
رؤًى أنهتْ من الوادي يبابه
وشاحُ العز ما يُلقى علينا
فأورثنا الكرامة والمهابة
ولولا الحبُّ لم نصل الثريا
وذاك البحرُ ما خضنا عبابه
ولولا الحبُ لم نسلكْ قويماً
ولمْ تعرفْ مواسمنا ثوابه
مدائننا كواكبُ سائرات
بأفق هدَّأ المسرى اضطرابه
تغازلنا النجومُ إذا مررنا
وتغبطنا الملائكُ لا غرابة
نسجنا من خيوط العشق غيماً
وظللنا المعارج بالسحابة
وأثثنا البروج كما اشتهينا
وباقي الكون زينّا رحابه
وروحُ القدس تشعلنا شموساً
بدربٍ لا تجاوره الرتابة
ومن عين الخلود هوًى سقينا
وكأس الآل ما أحلى شرابه
تَسامَرْنا على رتب المعالي
تَشاطَرْنا التشوق والصبابة
تبسمنا ولمْ نحفلْ بعلج ٍ
أهاج لفرطِ عقدته كلابه
لواءُ الحقِّ رفَّ على المعالي
بأيدينا وقاومنا استلابه
على نهج الكرام كذا فطرنا
فديدننا التماسكُ والصلابة
فكم غرسَ الخناجر في دمانا
دعيٌ وانبرى يروي ذئابه
وطود الصبر قد خِطْناه ثوباً
غداة الغر مزقها ثيابه
فضمدنا الجراح وما انتقمنا
وما فقد العميدُ هنا صوابه
وأخمد فتنة الساعين بغياً
فعادوا بالتقهقر والكآبة
لأنَّ زعيمنا الموحى إليهِ
من الأجدادِ لمْ يفسدْ خطابه
وربّتَ فوق أكتافٍ برفق
ولمْ يصدعْ بآيات الحرابة
6 أكتوبر 2009م
