الطائفية لا القومية

حسين منصور الحرز *

كثيرٌ هي المواقف التي أتخذها بعض العرب لمناصرة نظام صدام بحجة الانتماء القومي والعربي مما جعلنا في هذا الوطن العربي الكبير نتأخر كثيراً عن ركب الحرية والديمقراطية.
ففي حرب الثمان سنوات ضد إيران وقف أكثر القوميين العرب وطبلوا وزمروا لذلك النظام بحجة أنه يدافع عن البوابة الشرقية ضد الأطماع الفارسية في العراق ولكسر تلك الشوكة التي بدأت تنخر في خاصرة الأمة العربية (حسبما سوق لذلك أدعياء العروبة).
ومن أجل ذلك أوحوا للشعوب العربية من خلال التطبيل الإعلامي بعلاقة بين إيران (الجمهورية الإسلامية) وإسرائيل وأن هناك تحالفاً خفياً صهيونياً إيرانياً ضد الأمة العربية من أجل تدميرها والسيطرة عليها بل طبلوا إعلاميا لصفقات سلاح مزعومة بين النظامين.

قد يعتقد البعض أن المحرك الرئيسي لكل ذلك هو الدافع القومي أو المصلحة العربية بينما في واقع الحال هو خلاف ذلك كله فلو نظرنا إلى ما خلف الكواليس سوف نجد أن الحس الطائفي الذي يخفونه من خلال الادعاء بالانتماء للقومية العربية هو المحرك الذي من خلاله يتحرك أولئك لتقويض أي نشاط من قبل الشيعة العرب لأخذ دورهم في الحياة والسياسة العربية لذلك يحاولون أن يضخموا أي تحرك من قبل الجماعات الشيعية ويحاولون إبرازه وكأنه ضد الطائفة السنية حتى لو كان هذا التحرك من قبل أفراد ليبراليون أو قوميون عرب ينتمون لهذه الطائفة.

لقد أثبتت الأيام خطأ أولئك الذين يحملون هذا الفكر الطائفي وهم في واقع الحال أخطر من أولئك الذين يجاهرون بطائفتيهم كالزرقاوي والمقدسي وغيرهم. ذلك لأنَ أولئك يسهل محاربتهم لمجاهرتهم بذلك العداء لكن من يدسون السم في العسل هم أشدُ سوءً من ذلك لأنهم يحمون أولئك عبر تسميتهم لهم بالمجاهدين والمقاومين والمدافعين.

لقد ضاعت المقاييس في هذا الزمن العربي الذي يسوق للإرهاب كما في العراق ويحارب المقاومة كما في فلسطين والجنوب اللبناني ، لقد ناصر أدعياء العروبة والإسلام صدام في حربه ضد إيران ثم في الكويت وجلبوا بتلك المناصرة الخراب والدمار وتلحفوا بعباءة الإسلام غير آبهين أو ملتفتين للمصلحة العربية والإسلامية ما داموا يخدمون فكرهم الطائفي في سبيل إقصاء الطائفة الشيعية عن نيل ما هو حق لها كجماعات تنتمي لهذا الوطن العربي الكبير تتشارك فيها مع بقية الطوائف الإسلامية الأخرى لها ما لتلك الطوائف وعليها ما عليهم.

ينبغي على أدعياء العروبة أن يقفوا مع أنفسهم وقفة مصارحة كي يعيدوا حساباتهم في تقييمهم للواقع العربي وكي لا يقودوا المجتمع العربي إلى متاهات أخرى كالتي قادها صدام والقذافي وكي ننعم بالاستقرار في زمن نحن فيه بحاجة للتكاثف والإخاء.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 10
1
حسن ال رضوان
1 / 10 / 2009م - 8:47 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
في البداية أشكر الكاتب على جهده الجيد في محاولة توصيف أو تجسيد الواقع العربي.ولاكن هناك بعض الملاحضات:
1.في الجملة الأولى على سبيل المثال ,عندما نسبت التأخير في الحرية السياسية والمسمى دمقراطية الى دعم العرب الى صدام في حربة وتناسيت كل الأسباب الأخرى من الترهيب والقمع وتغذية الصراعات الخفيفة بين الأجناس المختلفة في الشرق الأوسط وذلك بأتباع القاعدة الشهيرة(Low intensity conflict) والمستفيد منها دول الأستكبار العالمي. وذلك من أجل تفتيت هذة البقعة التاريخية من الأرض(الشرق الأوسط) وللأسف نسبت أتهامك الضعيف الى القوميين العرب ولم تعط مثال واحدا ولاكن أستخدمت لغة تعميمية وللأسف هذا يقلل من مستوى وجهة نضرك القوميين العرب هم من يدعمون أيران والناصرييون خيرمثال
2
حسن ال رضوان
[ يتبع الموضوع السابق - يتبع الموضوع السابق ]: 1 / 10 / 2009م - 9:04 ص
والرئيس السوري قومي عربي وهيكل وغيره ممن يعشقون أيران وبعض سياساتها الغير مبررة؟2.النقطة الأخرى,الصفقة بين أسرائيل وأيران ولاكن لاتنسى سياسيا كثير من الأمور مبررة ومقالك أيضا لم يقدم برهانا واحدا بأن أيران ليس من مصلحتها أن تفتت منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال مساعدتها في بعض المعلومات والترتيبات الى الأحتلال الأمريكي في كل من العراق وأفغنستان والحديث هنا يطول!.3.النقطةالأهم بأن حوارك أخذ منهجا طائفيا حتى لوبررته بأن الموضوع برمتة طائفي ولاكن اللذي جلب أنتباهي بأن مقالك لم يطالب بكل حقوق المحروميين في المنطقة وكأننا في الشرق الأوسط كشيعة نعيش في فلك أخر وغيرنا في فلك أخر ولهذا (من وجهة نضري عندما يكون الطلب لكل الطوائف ومنهم الطائفة الشيعية اللتي عانت كثيرا) عندها القارء يلتمس الموضوعية.
3
المستقل
[ ام الحمام - القطيف ]: 1 / 10 / 2009م - 1:52 م
الاستاذ العزيز اتفق معاك في بعض الجزئيات و اتفق معاك بأن القوميه كلمة حق يراد بها باطل و لكن انا ارى ان المشكه اكبر من كونها قوميه او طائفيه هي مسألة تقاطع مصالح ممكن ان تلتقي و يمكن ان تفترق . مشكلتهم مع الشيعه بأن الغالب من الشيعه لهم مباديء لا يمكن المساوه عليها بسبب ارتباطها بخط اهل البيت .
مثال : ايران قبل الثوره كانت شيعيه و لكن خطها السياسي يتوافق مع لاطماع الغربيه و لكن بعد الثوره يتصادم مع الاطماع الغربيه و كذلك اخوننا من حماس و الجهاد من الطائفه السنيه و لكن موقفهم السياسي يتعارض مع الاطماع الغربيه . فالمصالح السياسيه هي التي تجمع و تفرق لا القوميه و لا الطائفيه . و تحياتي لنفسك الطاهرالعاشق لاهل البيت و اتباع اهل البيت .
4
حسين منصور الحرز
[ السعودية - أم الحمام ]: 11 / 10 / 2009م - 10:33 م
أخي حسن آل رضوان أرجو أن تعيد قراءة المقال كي يتسنى لك النقد بصورة أكثر واقعية.
فنحن لم نعني بمقالنا إلا فئة من أولئك وليس الجمع.

وأنظر لقولنا في بداية المقال كثيرٌ هي المواقف التي أتخذها ( بعض العرب لمناصرة ) فالبعض لا تعني الكل.
الامر الآخر جهة نضرك لا تكتب هكذا وإنما وجهة نظرك.

الأمر الآخر لم نضع الناصريين في هذا الإطار
5
حسين منصور الحرز
[ السعودية - أم الحمام ]: 11 / 10 / 2009م - 10:40 م
الأخ المستقل لا أجد في حديثك ما يتناقض مع مقالي بل هو متوافق معه ويكاد أن يكون مكمل له.
الأمر الآخر خير الكلام ما قل ودل فليس من المستحسن الإسترسال فيما لم يقال وإنما فيما قلنا

تحياتي لك ولقلمك المبدع ونفسك الطيبة
6
حسن ال رضوان
14 / 10 / 2009م - 3:22 ص
Dear,
Thank you for your correction in terms of the spelling mistake. Honestly, your article was scanned quickly after your destructive response on my comments added to the webpage. Firstly, you are absolutely right regarding the word 'some', however with all respect your concern was mainly on minor comments. In the mean time my constructive comment is to use intellectual and realistic reasons when you justify your perspectives. Apparently, your target was not to demonstrate a weak argument. Thus, the solution is to reference some of your claims at least by writing some dates or citations because politics based on historical facts, data, justification of attitudes, logic, etc .
7
حسن
14 / 10 / 2009م - 3:24 ص
A recommended example of referenced article was written by Mr. Waseem about the security companies in Iraq.
Obviously, the added comments are to provide a feedback. Unfortunately, the previous contribution might have not been helpful, consequently the tip is to read the article written by Mr.Shabib about the role of criticism in order to accelerate developments. Hopefully, a possible conclusion or lesson will be even if some writers were famous, they asked for criticism weather positive or negative ones in order to improve their skills.
It is worth mention that famous writers and critics might make mistakes, specifically when the comment on other people works during busy day.,
8
حسن
14 / 10 / 2009م - 3:25 ص
By the way, I am not famous writers, therefore some spelling mistakes are expected to be made.
Many thanks
9
حسين منصور الحرز
[ القطيف - أم الحمام ]: 16 / 10 / 2009م - 7:38 م
أخي حسن آل رضوان أشكر على حسن أخلاقك وكرمك في التجاوب معي في هذا الموضوع ، باعتقادي أن كلانا طالب حقيقة وبالتالي ليس هناك أي تصادم بيننا في طلب المعرفة وإنما هو تكامل للوصول للحقيقة.

لقد كان الموضوع غير متكامل في مسألة إحضار النموذج والنموذج المضاد كي تتضح للقارئ الصورة متكاملة وكان ردك كفيل بإيصال وتوضيح ذلك.

صحيح أنا تعجلت في سبك الرد ولم يكن من المفترض أن أرد بهذه الصورة المجحفة لذا أقدم لك اعتذاري في نقدك لتصحيح الخطأ الإملائي ، الأمر الآخر هو أنني لست بحاجة كي أنظر ماذا كتب الآخرون أو ردوا فلكل أسلوبه في الرد وصياغة المفردات الخاصة به.

أشكر تواصلك وتفاعلك معي مما يشعرني ويجعلني أعتز بوجود مثل قلمك يتابع وينافح ويكافح ويناقش للوصول للحقيقة.
10
حسين منصور الحرز
[ القطيف - أم الحمام ]: 16 / 10 / 2009م - 7:40 م
أخي حسن آل رضوان


أشكر لك تواصلك وتفاعلك معي مما يشعرني ويجعلني أعتز وجود مثل قلمك يتابع وينافح ويكافح ويناقش للوصول للحقيقة.

كأن بإمكانك قول ذلك باللغة العربية كي يتسنى للجميع معرفة رد الفعل والفعل المضاد
كما أرحب بقلمك الرائع والفذ الذي نحن بحاجة له دائماً وأبداً في صياغة واقعنا المعاش، لك مني أفضل التحايا واصدق الود.
شاعر وأديب