تشييعٌ مهيبُ «القديح الجريح»

أحاسيس ووقائع

ان هذه اللحمة الولائية التي شاهدناها اليوم في تشييع هذه الكوكبة المؤمنة الكريمة من شهداء القديح، وما شاهدناه من اصطفاف قلّ نظيره في بلادنا لهو دليل واضح جلي على وجود الروح الولائية التي تنبض من قلوب أهلنا في توحد الصفوف ورصها، فمن كل منطقة ولائية هبّت الجموع مؤمنة تاركةً أعمالها والتزاماتها لكي تأتي في حرارة الشمس تؤازر وتواسي أهلها في بلدة القديح الجريحة سواءً من قرى ومدن محافظة القطيف أو من محافظة الأحساء الأبية وقراها والمدينة المنورة بشيعتها أو من الكويت الحرة ومن البحرين الصامدة أو غيرها من المناطق التي زحفت هذا اليوم لتكوّن مئات آلاف المشيعين، فهذه الصورة النادرة كوّنت مشهداً مهيباً نعتزّ ونفتخر به لكياننا ووجودنا الممتدّ جذوره في عمق التاريخ بهذه المنطقة الحبيبة.

واننا مع ما آلمنا وفجع قلوبنا فقد هذه الكوكبة من الشهداء الشرفاء الأبرياء نغبطهم على ما نالوه من شهادة في يوم عظيم وبيت من بيوت الله تعالى حال صلاتهم وتلبية نداء الباري عز وجل، فهنيئاً لهم الشهادة ووفودهم على ربٍ كريمٍ بأيدٍ بيضاء وصحيفةٍ كاللجين.

*وهنا نسجل بعض الوقائع التي شاهدناها والأحاسيس التي شعرنا بها:

أولا: الشكر الجزيل لكل المرجعيات الدينية التي تفاعلت مع هذا الحدث وقدمت التعازي والمواساة لأهلنا المجروحين.

ثانيا: الوعي التام الذي جسده المجتمع في هذه الحادثة الأليمة، ولا سيما رجال الدين والثلة المؤمنة المتصدية للتشييع، وأخص بالذكر الوكيل الأبرز - لسماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي - سماحة السيد العلامة طاهر الشميمي على خطابه القوي الذي وضع النقاط على الحروف وأشار بكل وضوح عن أسباب هذا الحادث وخلفياته الحقيقية، والتطلع الواضح للمرحلة ومستقبل شيعة أمير المؤمنين في المنطقة.

ثالثا: ان هذا المشهد العظيم بما يحمل من معاني سامية للتكاتف والتراص في اوساط المجتمع هو مصدر قوتنا وكفيل اذا ما فُعّل لنيل مطالبا وكريم عيشنا، وادخال الرعب في كل من يحاول زعزعة أمننا أو التفكير في ذلك.

رابعا: إن هذه الحشود الغفيرة التي زحفت هذا اليوم للتشييع من كل مكان ضربت أسمى معاني الوفاء لدينها بشعارتها التي صدحت بها برفض الذل والهوان وتمسكها بمذهبها الحق والاصرار عليه، هي حقيقةٌ لا بد أن يدركها كل من يعادي هذا المذهب، فنحن كنا ولا زلنا وسنبقى أوفياء لديننا ومذهبنا مهما كلفنا الأمر من تضحيات وتاريخنا يشهد بذلك.

خامسا: الشكر موصول لكل يدٍ ساهمت بعطائها في تخفيف الألم الذي حفره هذا التفجير الغادر في نفوس أهلنا المثكلين بشهدائهم، وأخص بالذكر الهيئات الخدمية التي سهرت وقدمت ما بوسعها لإنجاح التشييع، لا سيما قناة الامام الحسن الفضائية التي كانت منذ الدقائق الأولى تتابع الحدث وتنقل الصورة الصادقة كما هي.

وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول حمى الله شيعة أمير المؤمنين في كل مكان لا سيما بلادنا، ودعائنا بالشفاء العاجل لكل المجروحين.

طالب علم