فلسطين وحق العودة

نستذكر في مثل هذه الأيام انتفاضة إخواننا الفلسطينيين في الذكرى السابعة والستين للنكبة التي أصابتهم عام 1948م

مقدمة:

بين جدلية من يكون أوّلاً الوطن أو الإنسان عادت ذكرى النكبة الفلسطينية في عامها الـ 67 وإحصاءات اللاجئين في بقاع الأرض تزداد فلا تكاد تُذكر دولة في العالم دون وجود جالية فلسطينية فيها.

هؤلاء ينظرون إلى حال الدولة العضو التي حصلوا عليها بحزن لأنها لم تشترط عودتهم في ظل وضع عربي يائس جدّد هجرتهم وحوّلهم إلى مطاردين.

لذلك استقبلنا ذكرى هذا العام بتوجس شديد لأن من السذاجة الاطمئنان إلى الشعارات المعروفة عن حق العودة ونحن نشهد كل هذا التدمير بحق الإنسان الفلسطيني وسيكون من الغباء السياسي أن نطلب من اللاجئ الاستمرار في الصمود بعد أكثر من نصف قرن وقد أصبح في ذيل قائمة الاهتمام الوطني.

علينا ألا نصدق كثيراً من يحمل مفتاحاً لبيت جده في يافا ويجوب به شوارع الضفة وغزة وهو في الوقت نفسه يحلم في الهجرة إلى أوروبا كما علينا أن نخاف على جيل أتى يتعلم على مقاعد الدراسة منهاج الجغرافيا فيه يشطب أكثر من نصف خريطة الوطن…

جرائم إسرائيل وذكرى النكبة:

في مثل هذه الأيام جاءت عصابات الصهاينة وبدعم من الأجانب البريطانيين والغربيين وأغاروا على مناطق الفلسطينيين وعاثوا في مدنهم فدمروا مئات القرى وأخرجوا الناس من بيوتهم ومزارعهم وانتزعوا ممتلكاتهم وهجّروهم من أراضيهم وأراضي آبائهم حيث هجّر مئات الآلاف منهم لكي يعيشوا لاجئين في الدول المجاورة.

وجاء المحتلون الغاصبون بمستوطنين يهود أجانب من مختلف مناطق العالم وأحلوهم محل ذلك الشعب!

وقد ارتكبوا في حق الفلسطينيين العزل المجازر الفظيعة، وهناك أكثر من 15 ألف فلسطيني ذبحوا من الرجال والنساء والأطفال.

إسرائيل وإثارة الفتن:

ونتعرض في هذه الذكرى لبعض أعمال اليهود المعروفة، منها: إثارة الفتنة والخلافات والنزاعات والتطاحن بين أبناء المسلمين والنتيجة طبعاً ستكون لصالح اليهود فقد استخدموا أساليب كثيرة في الدسّ بين طيات الكتب والطعن بالمعتقدات وإثارة النعرات الطائفية والعرقية بين المسلمين بأساليب جديدة أدّت إلى تدمير البلاد وضياع الكثير من الثروات ونهبها عن طريق تأسيس عصابات ذيلية ترتبط بهم مَطْلِيَّة بصيغة بعض الأحزاب السياسية العلمانية.

ولو بحثنا وراء جذور الأحزاب المنحرفة الهدامة التي تخدم مصالح الاستعمار في العالم لوجدنا أن المؤسسين هم من اليهود وذلك عبر التنسيق مع بعض السفارات الأجنبية لذا لم تقم تلك الأحزاب الاستعمارية بأي عمل ضد اليهود.

إسرائيل وليدة الإستعمار:

ثياب الاستعمار كثيرة فكلّما بلي ثوب لبس غيره.

وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر للدول الاستعمارية أن لعبتهم هذه سوف لن تستمر وباتت لعبة قديمة ورأوا أن الإسلام لو تحرّك بحرية بين هذه البلدان المستعمرة فإنه سيشكل قوة ضاربة خطيرة تعصف بهم وبمصلحتهم في هذه المنطقة الحيوية من العالم وفي مناطق أخرى كثيرة لذلك فإن إسرائيل «وهي اللعبة الجديدة والثوب الجديد» للاستعمار ستكون كفيلة بتحديد حرية تحرّك الإسلام في هذه المنطقة لذا فيجب أن «تُصنع» في هذا المكان الحساس، وولدت بعد محاولات بذلتها الصهيونية العالمية واليهودية مستفيدة من كل الظروف العالمية ولكن ذلك صادف رغبة ملحة وهوى في نفوس الدول الاستعمارية تحقيقاً لمصالحهم.

إذن إسرائيل صنيعتهم والخادم المنقذ لمصالحهم.

وبالفعل فقد حققت لهم إسرائيل كل مصالحهم وخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما يقولون.

خاتمة:

وأخيراً نذكّر بقول الإمام الشيرازي الراحل «قدس سره» بأن المسلمين لو رجعوا إلى الأسس الحيوية المذكورة في القرآن الحكيم لأمكن لهم استرجاع فلسطين وتحقيق الغلبة على الأعداء.