وأنت ابنة الوطن

وكم نزداد نشوة لكل من يطل من نافذة الإبداع، يحمل خطاه ناحية التألق ارتقاء وارتقاء.

الدكتور لمياء البراهيم تمنحها وزارة الصحة ثقتها حيث أصدرت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض قراراً بتكليفها لتكون مديرة إدارة التوعية الصحية في صحة الرياض، لهي خطوة إيجابية في احتواء العقول النيرة والمتميزة، فتسعى لخدمة وطنها عبر اتساع الزوايا والأفق.

نعم، هي الدكتورة لمياء البراهيم الحاصلة على الزمالة العربية في تخصص طب الأسرة بدرجة استشارية من مدينة الملك عبد العزيز بالحرس الوطني، ودرجة الماجستير في تخصص الجودة الصحية من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للتخصصات الصحية، وقدمت عدداً من الأبحاث في « تحسين الجودة وسلامة المرضى وسياسة فحص الثدي «الوقائي - الربو وعلاقته بالتلوث بمدينة الجبيل الصناعية وتأثير المبيدات الحشرية على البيئة والصحة العامة ».

لم يخبو ارتداد الفعل المتسمة بالاعوجاج الفكري في استقبال هذا الخبر فانحنت عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر بإنشاء هاشتاق #رافضية_تتولى_منصب_صحي_كبير والتغريد بقبح الأحرف بدلاً من احتواء الخبر بالحب والتآلف تحت مظلة كلنا في خدمة الوطن والوطن هو العشق.

إن عقدة الأنثى لازالت متشبعة في بعض الأدمغة التي ترى في الأنثى بكونها أنثى محصورة في إعداد وليمة « المندي والمفطح »، ودقائق يحتضنها الفراش المطرز بالماكياج، وتسريحة الشعر المتدلي بابتسامة الشفاه الحمر.

ما يؤسف حقاً أن يتناول مغردو تويتر عبر هاشتاق #رافضية_تتولى_منصب_صحي_كبير تعيين الدكتور لمياء البراهيم من جهةٍ طائفيةٍ ومذهبيةٍ وبالأحرى عقدة طائفية، فيصبون كلماتهم اللا إنسانية في أرواق تويتر مستنكرين، ليبتعدوا كل البعد عن الألفة والحب والتآخي في حين أن دعوات التآخي والحب والألفة مطلب لكل إنسان يسعى إلى العيش في مجتمعٍ واحدٍ، ويهفو إلى شراكةٍ مجتمعيةٍ من خلالها يحتضن الإنسان أخيه الإنسان عبر لحمةٍ وطنيةٍ نشتاق إليها، ويشتاق إليها كل محبٍ لوطنه الغالي.

إن هذا التيار الذي لم يعلو جهداً في تبني ثقافة الإقصاء لمكونٍ من مكونات المجتمع ينبري تبعاً لثقافته الطائفية عنوة والتي أخرجها من قمقم الهمس إلى فضاء تويتر في تحويل اختيار الدكتورة لمياء البراهيم إلى نزعةٍ طائفية، ووضعه في خانة الطائفية ليكسب أقلاماً تؤيده، وليخفي ما تحتويه ذاته وروحه من نظرة دونية للأنثى في حين أن الساحة الثقافية والعلمية والأدبية إلى آخر القائمة تشهد بما لا يحجبه الظلمة بأن المرأة السعودية أثببت جدارتها وقدرتها في كل المحافل بأنها الأنثى القادرة على العطاء والإنجاز والإبداع.

معلم لغة عربية