الحرب

 

وتَعْنُفُ الحربُ..، إلا من ضحيَّتِهَا

إلا مِنَ الجثثِ التعبى، وعِفَّتِهَا

ينوحُ في دميَ البارود مثلُ فتىً

تنعاه صاحبةٌ بالحبِّ يرشفها

تمزَّقَ الخوف في عينيه، فانتفضتْ

روح الرصيف، وعاد الأمس يلمسها..

ضاعَ الرصيفُ به والموت ألفُ سَمَاً

فعاد يخلق من أشلاءِ بسمتها

الحربُ عهرُ منيٍّ راح يسرق من

وجهِ البكارات أحلاماً.. ويقتلها

هيَ السنون التي ماتَ الصغار بها

هيَ النساءُ التي ضحَّتْ بطفلتها

دمٌ تُسال على كفيهِ مجزرةٌ

وهي الشياطينُ، و”الشطرنجُ“ يؤنسها

الحربُ آخر مجنونٍ نمى دمهُ

على دمي، فانتشى حقداً برسمتها

كم عانقت أختيَ الصغرى وبسمتها

وكم توفيتُ أعمارا لأخرسَهَا

لكنني رغم كل الموتِ منتقما

أمشي وحيدا على أناتِ رقصتها