مَرُّوا على قلبي

مَرُّوا على قلبي

في ذكرى ميلاد عقيلة الطالبيين السيدة زينب بنت علي

مرُوا على قلبي فما جفلوا

وتقاسموا روحي فما عدلوا

أخذوا الهوى، حملوا النوى، وأنا

بدمي لهيب الشوق يشتعلُ

رحلوا وعيني في حقائبهم

تتهجّأ الدمعاتِ مُذ رحلوا

عُودوا فما بالروح من أملٍ

والمرءُ مَيْتٌ إن خبا الأملُ

حنوا على من في أضالعه

مُدنٌ لكم يجتاحها المللُ

فمتى العيون يجف حارقها

ومتى حبال الوصل تنفتلُ؟

همَسَ النسيمُ مُداعِباً أذني:

صبراً، فجرح البُعد يندملُ

عد يا نسيم، فخافقي وجلٌ

أو ما علمتَ القومَ ما أمِلوا؟

حطوا الرحالَ، أقام ركبُهمُ

بجوار «زينبَ»، نِعم ما نزلوا

حيث الجلالُ تخر هيبتهُ

عند الضريح، ويخشع البطلُ

حيثُ الإباء أقامَ دولتَهُ

حيث الخصال الشمُ تُختزلُ

مهد التقى، سر الندى، وبها

ألقُ الهدى، والدينُ والمُثُلُ

** ** **

يا من يُسائل مُدنَفاً صبّاً

عشِق الشآمَ، فقلبه ثملُ

أنا بالأبية «زينبٍ» شغِفٌ

فبها فؤادي ناضر خضلُ

إن مرَّ إسمٌ كاسمِها انتفضت

كل العروق، يُظنُ بي خبَلُ

هي كلُ روحي، منتهى أملي

وبإسمها النبضاتُ تحتفلُ

قل للعَذولِ بحبها حسداً

إني بحب الطهرِ منشغلُ

ماءُ اليقينِ يبُلُّ حنجرتي

وبآل طه شفّني الغزَلُ

** ** **

يا «زينبَ الكُبرى» أتيتُ هنا

بفمي سؤال الجرحِ ينهملُ:

ما حالُ قبّتكِ التي في ظلّها

نام اليتيمُ، وأُمِّنَ الحمَلُ؟

ما حالُ قبرٍ لم تزل لغدٍ

زُمرُ الملائك فيه تتصلُ

كيف الرواق، الصحن؟ هل صمدت

شمُّ المنائر؟ أختفى الزّجلُ؟

أيعودُ حقدٌ من زبانيةٍ

غذتهمُ «صفّين» و«الجملُ»؟

فيمزقون براءةً وشذى

ويعودَ فيهم حاكماً «هُبَلُ»

فلِحىً يقودُ ضلالَها وثنٌ

ودُمىً يحركُ حبلها دولُ

صبوا الحجيم، رصاصُهم لؤم

لعقوا الشقاء، فشيخُهم ورَلُ

دهسوا زهور الحبِ، واحتفلوا

بئسَ القرودِ، فما بهم رجُلُ

** ** **

للبيتِ ربٌ ليس يترُكُه

تعثوا به الأفيالُ والنُصُلُ

«عباسُ» ما زالت صوارمهُ

بدمٍ من الأكباد تكتحلُ

يا نَسلَ هندٍ حِذركم فلهُ

في حصدِ أرواحٍ لكم شُغُلُ

لا تُستفزُّ الأُسْدُ من وعَلٍ

بعرينها، فالخاسرُ الوعَلُ

شاعر وكاتب - الأحساء