لماذا (#ويبقى_الحسين)؟

 

لماذا (#ويبقى_الحسين)؟

أليس النبي المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله أفضل وأعلى منزلة من الإمام الحسين عليه السلام. فلماذا لا نجد (ويبقى_محمد)؟ أليس المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أفضل وأعلى منزلة من الإمام الحسين عليه السلام، فلماذا لا نجد (ويبقى_علي)؟

أليست سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء أفضل وأعلى منزلة من الإمام الحسين عليه السلام، فلماذا لا نجد (وتبقى_فاطمة)؟

أليس الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أفضل وأعلى منزلة من الإمام الحسين عليه السلام، فلماذا لا نجد (ويبقى_الحسن)؟

إذاً لماذا فقط الصرخة تدوّي  (ويبقى_الحسين) ؟

لمن أَشكل عليه الأمر ولم يتمكن من الرؤية بشكل جيد نقول: أعد القراءة بعين الحب، وبروح الاقتداء، وإيمان المتّبع.

إن فعلت ذلك ستجد في شعار (ويبقى_الحسين). أيضاً .. ويبقى النبي المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى والأئمة الأطهار من ولد الحسين عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام.

هكذا .. ببساطة المقال وعظم المعنى، فالإمام الحسين عليه السلام هو ثمرة مقدسة من شجرة النبوة، هو الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أمه السيدة فاطمة الزهراء بنت خاتم الانبياء محمد بن عبدالله ، أخوه الإمام الحسن المجتبى عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام.

ولكن لماذا عيّن الحب، وروح الإقتداء، وإيمان المتّبع؟ هي أدوات بها يتوضح لنا المطلب، وبها نرى بوضوح الصورة كاملة. فحينما نسمع سيدنا خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله يقول:(حسين منّي وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً). وعندما نرى رسول الله صلى الله عليه وآله يبكي على حفيده الإمام الحسين عليه السلام في يوم ولادته، ويبكي عليه أيضاً في عدة مناسبات أخرى.

ونقرأ في متون الكتب (عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ : " مَنْ أَحَبَّهُمَا أَحْبَبْتُهُ ، وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا أَوْ بَغَى عَلَيْهِمَا أَبْغَضْتُهُ ، وَمَنْ أَبْغَضْتُهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ عَذَابَ جَهَنَّمَ وَلَهُ عَذَابٌ مُقِيمٌ "). والحاكم على كل ذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - آل عمران -٣١. وقوله تبارك وتعالى:﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا- الأحزاب – ٢١. وقوله تبارك وتعالى:﴿ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ - الشورى-٢٣

يتبين لنا أن شعار (ويبقى_الحسين) هو إتباع المؤمن المحب للقدوة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله. وحينما نصرخ بحبٍ حزين، وننادي بألم المفجوع : (ويبقى_الحسين) نستشعر ألم الجد، ومصاب الأب، ولوعة الأم، وحزن الأخ (لا يوم كيومك يا أبا عبد الله) كلمة من الإمام الحسن عليه السلام لأخيه الإمام الحسين عليه السلام، تختصر كل مشاهد الألم والمصاب الجلل، فابحث في أرشيف الأيام، فلن تجد ليوم الحسين عليه السلام مثيلاً يساويه في الألم العظيم والمصاب الجلل، والحزن الكبير والفاجعة المهولة.

وإن أَبيْتَ إلا التفصيل فاسمع وصف حفيد الحسين عليه السلام الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام لذلك اليوم:(إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا ، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام  ).

إذاً..(ويبقى_الحسين) ويبقى مصاب جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله فهو فيه مكلوم. (ويبقى_الحسين) ويبقى مصاب والداه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام فالقلب له مألوم.(ويبقى_الحسين) ويبقى مصاب الإمام الحسن عليه السلام، والأئمة من ذرية الإمام الحسين عليهم السلام، والحث على إحياء ذكرى الحسين منهم معلوم. (ويبقى_الحسين) ويبقى هذا المصاب يدُمي قلب كلِّ مُحب، تُعلِنه العبرات، وتُبديه الآهات، جمرةٌ لا تهدأ حرارتها ولا تخمد شعلتها.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الحسين بن عليّ (عليهما السلام) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً»)- مستدرك الوسائل ج10 ص318 ح13 رقم 12084

(ويبقى_الحسين) مصباحُ هدىً وسفينةُ نجاة، رُوِيَ عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قَالَ : "إن الحسين مصباح هدى و سفينة نجاة و إمام خير و يُمن و عز و فخر و بحر علم و ذخر" -عيون أخبار الرضا: 1 / 62

(ويبقى_الحسين) قالتها من قبل مولاتنا السيدة زينب عليها السلام:(فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا).

 

* مشاركة متواضعة في حملة (#ويبقى الحسين) وللقائمين على هذه الحملة كل الشكر والتقدير، ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل أعمالهم، وأن يكتبهم وإيانا في سجل خَدَمة الإمام الحسين عليه السلام إنه وليّ التوفيق.