الإحتفال بالغدير ينسف الوحدة !

المتمعن في #التاريخ #الإسلامي يجد كثير من #الخطب والمواقف التي مر بها هذا التاريخ واتخذ فيها أهل البيت عليهم السلام موقفاً صارماً قوياً وبينوا فيه بشكل لايقبل اللبس والتأويل ليخلقوا فاصلاً وليقيموا تمايزاً واضحاً وجلياً بين الحق والباطل ، ومن بين هذه المواقف العظيمة موقف الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله في يوم الغدير .

ففي يوم غدير خم وقف الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم موقفاً في ظروف تجعل هذا الموقف راسخاً وصارخاً في التاريخ الإسلامي لتبيان مدى أهمية وعظمة الأمر الذي ينوي الرسول الأعظم صلى الله عليه واله تبيانه للناس لكي لا ينحرفوا ويضلوا بعد رحيله ، ففي بعض الروايات إن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله كان بمعيته أكثر من ١٢٠ الف مسلم ، عائدين من مكة المكرمة بعد أداء حجة الوداع  وفي شمس الظهر الحارقة في بيداء الحجاز بالقرب من غدير خم حيث أمر المتقدمين بالرجوع والمتأخرين بالقدوم ليبين للناس أن ماسيقوله سيكون فاصلاً مابين الحق والباطل ،. فمن يؤمن ويسلم بما سيقوله الرسول الأعظم صلى الله عليه واله فإنه سيكون تحت راية الحق ومن ينكر ويجحد فسيكون تحت راية الباطل .

فبهذا الفعل أراد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله أن يمايز مابين الحق والباطل وذلك في يوم غدير خم وهذا مادأب عليه أهل البيت عليهم السلام من بعده .

فتبيان سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها حين قالت في خطبتها الفدكية " وإمامتنا أماناً لكم من الفرقة " يصب في القضية الغديرية المباركة ويذكّر المسلمين من معشر المهاجرين والأنصار بما قاله الرسول الأعظم صلى الله عليه واله في يوم الغدير الذي لم يمر عليه اكثر من ٧٠ يوماً حتى جحدها القوم بل بالغوا في تعديهم على مقام النبوة وأهل بيت الرسالة بقولهم " إن الرجل ليهجر " ومن ثم الهجوم على بيت النبوة وإحراقه !

فالغدير قضية مفصلية والإعتراف به وإحياءه بكامل محاوره وكامل تفاصيله ينسف بنيان الأخر ومابنى عليه من قواعد ، فالوحدة لاتكون إلا بإحياء الغدير ومن ركائز إحياءه الموالاة لأهل بيت النبوة عليهم السلام والبراءة والمعاداة لأعدائهم والغاصبين لحقهم كما نصت على ذلك الروايات الشريفة لأهل البيت عليهم السلام ومن مصاديق المولاة التسليم والتصديق بالتنصيب الإلهي لأمير المؤمنين كخليفة وإمام لجميع المسلمين من بعد رسول رب العالمين صلى الله عليه واله ، هكذا تكون الوحدة والأمان من الفرقة كما قالت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام .

أسعد الله أيامكم بعيد الولاية ، عيد الله الأكبر ، عيد الغدير الأغر أعاده الله علينا وعليكم وأنتم محاطين برضى صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء.