من أوليات المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

3- من أوليات المساجد:
قال الله تعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) التوبة 18
وروي في الفقيه باب فضل المساجد ( أن في التوراة مكتوباً : أن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي , ألا إن على المزور كرامة الزائر ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة )

من رحمات الله عزوجل بنا ما نسمعه كل يوم من نداء للصلاة... ، فالنداء سماوي تردده الأرض والمؤذن ينادي المؤمنين للصلاة التي هي الفلاح وخير العمل إذن فهو داعي الله وقد أفلح من أجاب .
ومن رحماته أيضاً أن جعل له بيوتاً في الأرض ودعا المؤمنين للتردد عليها وهي المساجد وإن لهذه البيوت خصوصية ليست كغيرها فلها أحكام خاصة لا ينبغي للمؤمن أن يغفل عنها وهي مدعاة للتفكر فيها كأحكام دخول المسجد للحائض والمجنب والكافر وغيرها ما لا يسع المجال لتناوله لأننا في أوليات المساجد لا غير .
عندما يدعى أحدهم ليكون في حضرة ملك تراه يشغل نفسه في تحضيرات هذا اللقاء المنتظر ويسبق الموعد المحدد لذا فالكون محضر الله وفي بيته ينبغي أن يستوفِ المؤمن بعض التحضيرات حسب إمكانه – فأخذ الزينة عند كل مسجد ولبس الثياب النظيفة والتعطر والحضور قبل الأذان من أوليات الإفاضة الخاصة , حتى ورد أن صلاة المتعطر بسبعين صلاة كما أن النظافة الظاهرية والباطنية من تطهر وتوبة من أسباب حب الله عزوجل للعبد ومن أحبه الله نال قصب السبق.

أحياناً قد يفكر أحدنا بتذلل حقيقي يستجلب به نظر الله وعطفه فتراه يتجرد من ارتباطاته الدنيوية حين قصده للمسجد فتراه لا يصطحب معه شيئاً يشغله كالجوال ونحوه ويستحضر الغربة والوحدة في ذهابه للمسجد وكأنه سائر مستذكر لغربته ووحدته رحمنا الله في الدنيا والآخرة.

أيضاً عندما يستحضر الإنسان أن المساجد هي بيوت الله عز وجل فينبغي له أن يعرف أن الكريم إذا قصد في بيته فحاشى منه الرد وعدم الإجابة فملك الملوك يدعونا كل يوم لكي نأم بيته ليرحمنا ويجيبنا ويكرمنا ولذلك لا بد لنا من مراعاة بعض الأوليات في آداب الحضور التي ينبغي للمؤمن تحقيقها حتى يكون أهلاً للاستضافة الخاصة.
عندما نكون في محضر الله جل جلاله ينبغي علينا مراعاة الأدب مع الآخرين الحاضرين الذين يزورون الله في بيته فالكل في محضر الله وليس من اللائق أن نهين أحداً أي أحد في المسجد بقول أو فعل أو حتى في نظرة غير جيدة .

ينبغي علينا أن نجعل من المساجد محلاً للعروج إلى الله والقرب منه فلا ننشغل ولا نشغل الآخرين حتى بكلام الدنيا المكروه في المساجد وينبغي أن نجعل من المسجد مكاناً للوحدة لا الفرقة والحزبية فالكل يسلك طريقه إلى الله والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق كما ورد والحر تكفيه الإشارة.
إن ملك الملوك وهو الله فتح بيته للعطاء فمن سعادة المؤمن استحضار ذلك ليكون أول المتواجدين في المسجد لانتظار الصلاة فالمؤمن في صلاة ما دام ينتظر الصلاة وللأسف ما نراه من تكالب الناس على الدنيا عند سماعهم عن أمر فيه ربح دنيوي تراهم يصفون على أبواب البنوك وما شابه ليتسنى لهم النيل من ذلك الربح الدنيوي المحدود وتراهم على النقيض في التعامل مع بيوت الله عزوجل وفيضها اللا محدود.

إن من رحمات الله علينا أن رحمنا وتعبدنا بعبادات ظاهرية كالكون في المسجد لتأدية الصلاة جماعة كما تعبدنا في العبادات السرية كالصوم ونحوه والفائز في الباطن فائز في الظاهر أيضا فطوبى لعبد أخلص لله في سره وعلانيته.

ثم إن المتردد على المسجد عليه أن يستفيد من اختلافه على المساجد فيصيب القدر الأوفى من الفوائد الثمان التي ذكرها أمير المؤمنين فيما روي عنه : (من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان : أخاً مستفادا في الله عزوجل , أو علماً مستطرفاً ,أو آية محكمة , أو رحمة منتظره أو كلمة ترده عن ردى , أو يسمع كلمة تدله على هدى أو يترك ذنبا خشية أو حياء ).

جعلنا الله من المترددين على المساجد المشائين في الظلمات لبيوت الله وزقنا الإخلاص والخلاص و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الأطهار .
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عماد طفيف
[ ام الحمام - القطيف ]: 26 / 6 / 2013م - 7:53 ص
جميل جدا.... الكثير من الناس لايكترث لمثل هذه العادات التأدبيه في المساجد لجهل كانت او بنية حسنه لبحث بعض الامور المعلقه لان الوجود في المسجد محل اجتماع للمؤمنين.

من هذا المنبر اضم صوتي لصوتك و اشيد على أئمة المساجد والقائمين عليها بترسيخ هذا الفكر سواء بالخطب أو بالنشرات التوعويه مما يسهم بارتقاء الروح وانشغالها بالآخره مبتعدين من مشاغل هذه الدنيا الفانيه.