من أوليات الاستغفار

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين فقد انتهيت من كتابة مجموعة تحتوي على بعض الموضوعات المختاره أسميتها من بساتين الأوليات سائلاً من الله الإخلاص في العمل وخدمة المولى روحي فداه وفائدة المؤمنين.

أما التسمية (من بساتين الأوليات) فهي من وحي أن المطروح عبارة عن أوليات (بدايات وأسس) إذا تعلمها واستحضرها المؤمن ( لأن أكثرها داخل في ضمن ما هو في دائرة النية والقلب) يحوز على شيء من خير الدنيا والآ...خرة إنشاء الله أبدأها ب ( من أوليات الاستغفار).

1- من أوليات الاستغفار

قال الله تعالى : ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33

مما ينبغي لنا تناوله من أوليات الاستغفار أن يعرف ويستحضر المؤمن الذي يريد أن يستغفر معنى الاستغفار حتى يهيأ الأرضيه للإفاضة منه سبحانه وتعالى .

الكثير منا يستغفر بالعدد فقط وقد لا يدرك أكثرنا ماذا يردد بلسانه فيقول أستغفر الله ولو سألته ما معنى الاستغفار لوجدته بعيداً عن المراد والقصد لذلك لا يكون لاستغفاره أثراً يذكر إلا تطييب اللسان بالذكر.

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله عز وجل والمغفرة تعني الستر والتغطية فالاستغفار حقيقة يعني طلب الستر والعفو والتغطية من الله عز وجل فالنتيجة أن الاستغفار طلب ولكن هذا الطلب قد يجاب وقد لا يجاب .

فالمستغفر الذي تكون عنده أرضية لإفاضة المولى عليه يغفر له ولكن المستغفر اللساني الذي لا يتعدى استغفاره لسانه أنى له والمغفرة وآثار الاستغفار و ألطافه إذن لابد أن نعرف كيف نستغفر؟

روي أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام سمع قائلا يقول أستغفر الله وكان الإمام عليه السلام عارفاً بذلك الرجل فقال له : " ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على 6 معان :

  • أولها : الندم على ما مضى
  • والثاني : العزم على ترك العود إليه أبدا
  • والثالث : أن تؤدي للمخلوقين حقوقهم حتى تلق الله أملس ليس عليك تبعة
  • والرابع : أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها
  • والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد
  • والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله. البحار باب الاستغفار وفضله وأنواعه

إذن الاستغفار يجب أن يكون سلوكاً قبل أن يكون قولاً والقول يكون واقع الحال عندما يقول المستغفر أستغفر الله فمن الجهالة ومن الاستهزاء بالله أن أسأله أن يغفر لي وأنا أصر عى ذنبي بلا ندم ولا عزم على الترك أبداً .

كما أن الله عز وجل عدل فلا يغفر حقوق المخلوقين بين بعضهم البعض إلا بتراضيهم أما تأدية الفرائض المضيعة فهي من رحمة الله أن يتقبلها منا كبداية لسلوك جديد.

أما إذابة اللحم الذي نبت على السحت وإذاقة الجسم ألم الطاعة فهي إزالة للأثر الوجودي للحرام حتى يكون العبد نقيا من الأدران والسحت مهيأً للإفاضة بسلوك الطاعة مع ألمها ومشاقها وما أحلى ألم السهر في مرضاة الله والصوم ابتغاء وجهه سبحانه.

فما أجدر بنا أن نستغفر ونحن ندرك شيئا من أسرار الاستغفار لنحظى بشيء من آثاره التي لا تعد ولا تحصى فهو الأمان الباقي في الأرض ويجب أن نتحين الزمان والمكان الذي يتأكد فيهما الاستغفار جعلنا الله من المستغفرين لله السائرين في مرضاته

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
سلمان ال عبدالله
18 / 6 / 2013م - 11:51 ص
جميل ما كتبت أستاذي
2
محمد حسن الشملاوي
[ المملكة العربية السعودية - القطيف ]: 20 / 6 / 2013م - 1:40 م
أشكر لك مرورك الجميل أستاذ سلمان دمتم موفقين في رعاية المولى روحي فداه