رجاءً لا تتعجلوا

 

 

 

بعد أيام من إعدام طاغية العراق وحجّاجها في يوم عيد الأضحى المبارك من العام 2006م، وردتني رسالة متداولة على بريدي الإلكتروني هذا نصها:

"يقول امير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين وباب مدينة العلم عليه السلام  (بينما الناس في عرفه وهم قيام وبطريقهم الي الكعبه يأتي خبر هلاك طاغيه مستبد ويفرح لهذا الخبر سائر المسلمين وبهلاك هذا الطاغيه المستبد يتنفس الناس الصعداء ) .نص الحديث تجدونه مكتوب في كتاب الملاحم و الفتن"
انتهت الرسالة.. 

وفي الحقيقة لقد علّقت حينها على هذا الحديث بالرسالة التالية:

"أستبعد بشكل كبير أن يكون نص هذا الحديث المزعوم لأمير المؤمنين فعلمه أكبر من أن نتقول عليه مالم يقله؛ وثانيا: كتاب الملاحم والفتن ، عنوان لأكثر من ستين كتاباً أو أكثر تحمل نفس العنوان فأي واحد فيهم!؟ هذا غير ركاكة النص، واستخدام ألفاظ حديثة كـ (الطاغية) أو (المستبد) أو (تنفس الناس الصعداء) وقانا الله وإياكم شرور الفتن"
انتهى الرد.. 

إلا أنني وفي الحقيقة وبعد البحث وجدت حديثاً يشابه هذا الكلام بشكل كبير!!
فقد ورد عن إمامنا الصادق عليه السلام ما نصه: "بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعبلة (يعني سريعة) يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) وفرج الناس جميعاً" هذا الحديث روته المصادر التالية:

  • كتاب الغيبة للشيخ النعماني : ص 267 باب ‍ 14 ح‍ديث 37
  • عقد الدرر للشافعي: ص 106 ب‍ 4 ف‍ 3
  • برهان المتقي : ص 109 ف‍ 1 ح‍ 20 - عن عقد الدرر ظاهرا .
  • إثبات الهداة : ج 3 ص 737 ب‍ 34 ف‍ 9 ح‍ 106
  • البحار للعلامة المجلسي : ج 52 ص 240 ب‍ 25 ح‍ 107
  • بشارة الاسلام : ص 117 ب‍ 7
  • منتخب الأثر لآية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني : ص 444 ف‍ 6 ب‍ 2 ح‍ 22
  • معجم أحاديث الإمام المهدي (عج) للشيخ الكوراني: حديث رقم 1054 وكذلك في كتابه "عصر الظهور"
  • أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين، فصل علامات ظهور الإمام المهدي ص 71، العلامة 65

حقيقة وإن كان نص الحديث ونسبته للإمام علي غير صحيحة، وملاحظاتي في موضعها، إلا أنني صعقت لوجود خبر شبيه به!! ، صحيح أنه لا ينبغي أن نأخذ بكل ما يُنسب لأهل البيت من أحاديث غير صحيحة خصوصاً هذه الأيام، إلا أنني تحذّرت حينها أن أنكر الأحاديث مباشرة دون بحث أو تقصٍ أو سؤال أهل الاختصاص.  فأكون قد رددت أحاديثهم بناءً على استحساناتي وذوقي، وهنا أورد ما ذكره صاحب كتاب بصائر الدرجات ليكون رادعاً لي ولأمثالي من المتعجّلين بإنكار أحاديثهم :
عن بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 557 باب فيمن لا يعرف الحديث فرده

  • حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول:" اما والله ان أحب أصحابي إلى أورعهم وأفقههم وأكتمهم بحديثنا، وان أسوأهم عندي حالا و أمقتهم إليّ الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يعقله ولم يقبله قلبه اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به وهو لا يدرى لعل الحديث من عندنا خرج والينا سند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا".
شاعر وكاتب - الأحساء