التجربة الماجديّة

 

 

 

إرادةٌ فولاذية، وعزيمةٌ لا تعرف الركود. نحلةٌ في العطاء، وشاخصٌ على عمق الولاء. متواضعٌ في عزّة، وعزّةٌ في عناد. لم يعرف التقهقر قط منذُ عرفته، ولم يخشى إقتحام الضباب. يرى في الإخفاق دروساً مُستفادة، وفي الدروس فرصاً للتحسين. يشتهي التحدي على العلن بنبرة الواثق، وحكمة المستنير. بسيطٌ دون إهمال، وعميقٌ في التفكير دونما غرور.

إختلفتُ معهُ في بعض رؤاه. قسيتُ عليه في جزءٍ من تصرفاته التي لا تنسجم مع أفكاري وقناعاتي فلم يقاطعني، أو يتجاهلني، أو يقصيني حتى خُيِّل إلي أنني أملك أحد الطلاسم أو أنه لدي قوة فوقيّة ترفع شأني لديه، فاكتشفت بعد الممارسة العميقة أنه المتفضل في إحترام، والمؤمن بقضية.

جَسُورٌ لدرجة المتاعب، ومُتعِب لدائرة الحوار. إنني أراهُ حالة " متفرِّدة " في السلوك القيادي والإجتماعي، وأنا هنا لستُ بصدد القيام بحوكمة " فترة رئاسته للجمعية الخيرية مع الأكارم الذين تعاقبوا على كتيبته جميعاً الذين أكن لهم عظيم المودة والتقدير، ومن سبقوهم من المؤسسين والفاعلين، ولكنني أستنطق فكري بصوتٍ مرتفع عن هذا " الرجل المقدام " الذي لا يملك حتى الذين لم يتفقوا معه لأسبابٍ يرونها، إلاّ أن يعترفوا ولو بصوت منخفض بكفاءته، وإصراره على بلوغ أهدافه ، وصلابة إرادته، وأنه يحقق ما يقول، ولا يدّعي دون إنجاز.

كم أنت رائع أيها " الماجد " إنني استمتع بثقتك في نفسك، وإخلاصك لما في ذمتك، الضنينة على ما هو في دائرة مسئوليتك. ساهمتَ في التجسيد لمرحلة إشراقٍ جديد، وفتحتَ الباب على مصراعيه لمن يبحثُ عن فرصة للتميز والعطاء، أو من يتوق لأن لا ينطفئ له ضياء.

عندما يذكرك " التاريخ " سيستحضر إسمك " كقائد إداري إجتماعي " بأحرفٍ من نور الإبداع، وقوة الإرتكاز على الباري عزّ وجل. مهندس أنت في فنون الإبصار، وتمتلك اسطوانة ربانية عملاقة لا تنفذ من طول فترة الإبحار. لك ولزملائك الكرام من مجتمعك النبيل التحية والتقدير على جهودكم الدؤوبة، وإخلاصكم وتفانيكم في أداء الأمانة ولو كانت هناك سقطة هنا، أو تقصيرٌ هناك، فهذه طبيعة الجهد الإنساني - لمن يعي ذلك – فلكل شيء إذا ما تم نقصانُ.

إنني أرفع عقالي تقديراً واحتراماً لمن سبقوكم، ولكم، ولمن خلِفكم لقيادة دفة المسئولية بعدكم، لخدمة هذا الكيان الخيري الإجتماعي الشامخ، وكما ظننا فيكم خيراً وكنتم على مستوى المسئولية والتحديات، فإنّ هؤلاء الشباب الذين قدّموا أنفسهم بنية خالصة لوجه الله لإستلام الراية من بعدكم لمتابعة مسيرة العطاء والبناء، لقادرين بإذن الله على كسب الرهان، وإثبات أنهم عند مستوى الطموحات وحُسن الظن بالرغم من حداثة سن وتجربة بعضهم، ولكن كما قال أمير الشعراء : أحمد شوقي :
( وما استعصى على قومٍ منالٌ  ... إذا الإقدامُ كان لهم ركابا )

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ابراهيم علي الشيخ
10 / 2 / 2013م - 12:24 م
يطيبُ لي أن أتًقدم بالشكر الجزيل لكافة القراء الذين تفضلوا بالتعليق على هذه الشهادة ، وتأكيدهم على معظم ما جاء فيها .. من أم الحمام العزيزة ، ومن خارجها ، معبراً عن عميق إمتناني كذلك إلى الأفاضل الذين تحدثوا معي عبر الهاتف بهذا الشأن .. موضحين أنتي قد قمت بالتعبير عن مشاعرهم تجاه المرحلة الماجدية ، وما قبلها ، وما تلاها .

شكراً .. ألف .. لثقتكم التي أعتز بها ...
شكراً أيها المؤسسون في إخلاص ..
شكراً أيها المودعون في إنجلز ..
بالتوفيق أيها القادمون بعزيمة وثبات ..
أنا خادمكم ما حييت ...
2
ابراهيم علي الشيخ
11 / 2 / 2013م - 9:48 ص
تتمة ....
يطيب التأكيد للأخوة الأفاضل الذين بعثوا لي برسائل عبر جوالي الشخصي حول ( التجربة الماجدية ) بأنني قمت بإعادة إرسالها للأخ : أ. ماجد العبدالعال .. والذي أبدى بدوره شكره وتقديره لهم جميعاً ، مؤكداً بأنه من المجتمع وإليه ... للإحاطة والسلام .
إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية