أطلقوا سراح غضبكم

 


عندما يُقال أنه يجب على الإنسان أن يُعبِّر عن غضبه بطريقة توكيدية ليس معناه أن يصبح لحوحاً كثير المطالب مسيطراً أو متسلطاً على الآخرين. بل إن كل      ما يعنيه ذلك أن يحترم الإنسان ذاته ويحترم الآخرين في نفس الوقت أبّان ثورة الغضب، وأن يدير غضبه بطريقة إيجابية فاعله، لئلا ينفجر مدمراً نفسه والآخرين.

من هنا فإن المطلوب من الإنسان أن يُعبِّر عن مشاعر الغضب بمسئولية وليس بطريقة عدوانية حاقدة تحاول القصاص من الطرف الذي تسبب في إثارة شحنة الغضب، حيث يمارس من خلالها توجيه الإتهامات للآخرين، والعمل على الحط من شأنهم، أو النيل من كرامتهم الإنسانية أو التسبب في إيذائهم بأي صورة كانت.

ليس من العيب أن يغضب الإنسان لأن ذلك يعتبر حالة إنسانية إنفعالية طبيعية تماماً كما هي حالة الفرح أو الإنشراح، ولكن المهم هو الإهتمام بالكيفية التي يتم بواسطتها التعبير عن حالة الغضب وإظهار مشاعر الإنفعال، فالكل يغضب، إنما قلّة من الناس هم الذين يمتلكون القدرة على كظم غيضهم، أو الإعلان عنه بطريقة إبداعية فاعلة دون المساس بكرامة الآخرين أو إهانتهم، أو التسبب في تأزيم الجو العام والذهاب بالأمور إلى نقطة اللّاعودة . 

والغضب " الفعّال " يعتبر خطوة هامة نحو حل المشاكل، وجلب إنتباه من يهمنا أمره، أو من نحسب أنه يتحتم عليه أن يهتم بشئوننا، أو توجيه تحذيرٍ لمن تجاوز حدوده التي نرتضيها في تعامله معنا، كما يمكن أن يساعد الغضب الشخص إذا عبر عنه بطرق سوية صحية في أن يشعر بحسن الحال وبالقوة والجدارة الشخصية في إدارة الذات.

إذاً كلنا نحتاج إلى التنفيس عن إحباطنا وأن نشعر بالقدرة على السيطرة على مشاعرنا وانفعالاتنا بعيداّ عن الإنجرار وراء القطيع، أو الخضوع لنظام الحشد، فعندما نعبِّر عن غضبنا بطرق توكيدية سوية راشدة فإننا سنحصد النتائج المأمولة وإن طالت معاناتنا، أو استشرى من وجّهنا غضبنا نحوه في تجاهلنا، ولكن المهم أن نملك زمام أمرنا، وأن نتحمّل مسئولية أنفسنا ومن نعتقد أننا نتبادل معه الإهتمام وإن تنكّر لدوره المعوّل عليه تجاهنا، وإن تعكس الطريقة التي نعلن بواسطتها عن غضبنا درجة وعينا الذي لا يقبل الجدل.  

إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية