لنمحو ثقافة الكراهية في مجتمعنا اولاً

حين تناول الأستاذ بدر الشبيب ثقافة الكراهية لفت إنتباهي الى نقطة مهمة وهي أن الكراهية مرض موجود في الواقع  الإجتماعي وليس في السياسة او  التطرف الديني ...
نحن في مجتمعاتنا نعاني من كراهية متأصلة تظهر كلما إختلفنا في وجهات النظر او انتهاج سلوكيات معينة لاتؤذي احد ...
او لاتقود لمحمل الكراهية الذي أثقل بحمولته القلب ....
منذ زمن والصراع بين قابيل وهابيل يأخذ مجريات كثيرة فتحول الحسد الى حالات وأزمات مرضية وصار جو الكراهية والاحتقار متعارفاً عليه كنوع من النتائج الحاصلة لردات الفعل ...
مما يحزن أن تغلغل ثقافة الكراهية في العمق الاجتماعي ولدت مناخات كثيرة لتفكك العلاقات وصارت هناك منافسة على ايهما يشتد كراهية أكثر فأكثر ...
تقول إحدى الباحثات في الجمعية الخيرية بالدمام فرع سيهات أن مما يؤسف له ان نجد محرضاً على تفشي الكراهية للآخر من بعض اطراف مهمة في المجتمع وفاعلة من حيث التاثير ...
 وهذا  يحدث في مجال العمل كثيرا مما يتسبب في حالات إحتقان تخرج عن اطار العمل للمجتمع ...!!

كما أن مديرة إحدى المدارس  الابتدائية ذكرت لي ذات مرة ان الكراهية متوارثة من جيل لجيل حتى بين افراد الاسر الواحدة فتجد هناك حربا شرسة بالنظرات تدور في فصول الدراسة وتتطور بالتدريج لتصبح قنبلة موقوته تنفجر بالسخرية والاستهزاء بشكل موارب ..
وأعتذر للأستاذ بدر الشبيب على تناول ثقافة الكراهية بهذا الشكل العنيف الا أنني أقول نحن مجتمعات مصابة بالتطرف حتى في دواخلنا فكيف نحارب كراهية الاخر لنا ونحن نحمل لبعضنا في عقر دارنا الاجتماعية كراهية تظهر في تصرفاتنا بأي شكل من الأشكال وكثيرا ماتناولت هذا الموضوع الحساس الذي تسبب في إشكاليات عدة وكلاً يتبنى وجهة نظر يعتبرها هي السليمة بينما نتجاهل حقائق من ضمنها ان التربية المنزلية هي نقطة البدء لإنطلاق تلك الثقافة التي نكابد ويلاتها ...

فمن الاختلافات التربوية والسلوكية الى الاختلاف في المرجيعة الى الفكر والنظرة للحرية والعولمة والتدويل والتمذهب والتدين الى علاقاتنا في المجتمع الواحد بين القرى والمناطق الى الاسرة التي يتخرج منها هؤلاء الافراد الذين يقودون دفة النمو الاجتماعي ...فكيف نتخلص من ثقافة الكراهية تلك بيننا  حتى نعرف كيف نحمي أنفسنا من كراهية الآخر لنا ..!!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
نور
[ أم الحمام - القطيف ]: 25 / 7 / 2009م - 4:19 ص
الأخت الفاضلة : منى بنت حبيب الرضوان
أشكرك على صراحتك العميقة في هذا المقال الذي يعتبر إمتداداً لما كتبه كل من الأستاذين الكريمين : بدر الشبيب ، ابراهيم الشيخ ، وإنني أتفق معك في أن الذات الوالدية ( وهي ما نتعلمه من الوالدين ) في طفولتنا يلعب دوراً فاعلاً فينا ويؤثر بشكل كبير على نظرتنا للآخرين سلباً أو إيجاباً كل حسب تربيته وما تم برمجة عقله به . المشكلة يا أختي الكريمة أن هذه الأفكار ليس بالسهولة التخلص منها كما يعتقد البعض لأنها استقرت في الذاكرة العميقة التي لا يمكن محو ما فيها ببساطة . كفانا الله وإياكم شر الكراهية ومشاعر العداء . ولك تحيات نور .
2
بدر الشبيب
25 / 7 / 2009م - 6:24 ص
الأخت الفاضلة منى حبيب آل رضوان:
شكرا لك على هذه المقالة الرائعة التي أكدت ما كتبته وكتبه الأستاذ ابراهيم الشيخ.
أتمنى لك التوفيق الدائم وأرجو أن تستمري في الكتابة.
3
احلام
[ السعودية - القطيف ]: 25 / 7 / 2009م - 9:17 ص
لنمحو ثقافة الكراهية في أنفسنا أولا وليس في المجتمع ياكاتبةونمحو الوساويس الدي يوصل الى المرض النفسي ولا نعترف بأننا مرضى نفسين فاليبدأ الواحد منا بنفسة..........
4
المستقل
[ ام الحمام - القطيف ]: 25 / 7 / 2009م - 1:48 م
الاخت الفاضله شكرا لتواجدك بفكرك ومتابعتك لما يكتبه الاخرين. اما الكراهيه فهي صناعه بشريه لا يمكن ان نحدها بمكان و زمان و ما تطرق له الاستاذ بدر ابو احمد تطرق لظاهره تناولتها وسائل الاعلام و ربطرها ببعض المظاهر التي تحدث في عالمنا الاسلامي . اما مايحدث في محيطنا على المستوى الاسري او الاجتماعي فهذا تحصيل حاصل لما يحصل في شتى بقاع الارض فنحن بشر يجري علينا ما يجري على الاخرين ربما تختلف المظاهر الخارجيه نتيجة لاختلاف الثقافات و العاداتت و لكن الكراهيه هي هي في كل مكان و زمان. متمنيا في اخر المطاف معالجة الامور بتروي و بدون انفعال و اعطاء لكل انسان الحق في اختيار رغباته و تأكيد قناعاته و السجال الفكري لايعني اننا نعيش كراهيه نحن و لله الحمد نعيش في مجتمع متألف متحابب و لكي مني كل احترام.