الإصدار السابع عشر (اقرأ وربك الأكرم)

شبكة أم الحمام بتول ناجي آل تحيفه
معرض الكتاب القطيفي الثالث مجمع القطيف سيتي مول(ارشيف)
ارشيف


صدر مؤخرًا كتاب حمل اسم (اقرأ وربك الأكرم) وهو الكتاب السابع عشر للأستاذ ناجي آل تحيفه أهداه الكاتب إلى النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله كونه سيد العلم والأدب وجاء في مقدمة الكتاب: أخي القارئ أتمنى عليكَ أن تبدأ بالقراءةِ في الكتابِ الذي بين يديك وفي الكتب الدينية والثقافية والعلمية الأخرى وتستمر عليها لأنها هي الدواء وهي الغذاء وهي الحياة وفيها النجاة من الجهل والغفلة، وبالقراءة عُرف الله وعُبد الله على يقين وبها يُطاع الله ولا يعصى، ولا تكتف بالاستماع والنظر للتلفاز وللشاشة العنكبوتية اللذين لا يكفيان عن الكتاب إطلاقا ولا يغنيان كغناه، فاعتماد هاتين الوسيلتين الكلي في برامجهما على الكتاب الذي نحن تخلينا عنه لأجلهما، وبغير الكتاب تصبح هاتان الوسيلتان الإعلاميتان صفرًا على الشمالِ لا قيمة لهما، فأنت أولى أن تختار ما تقرؤه بنفسك وبمزاجك ولا تنتظر من الآخرين أن يقرؤوا عليك ما يريدون وما يختارون وما يفيد مصالحهم حتى لو كان في غير اختيارك ورغبتك.

وفي قسم آخر تحدث الكاتب عن قيمة الحقيقة للكتاب وفائدته من الناحية العلمية وقال:
يجب أن يكون أدباؤنا أكثر إنجازًا، وكتابنا أكثر إبداعًا، وخطباؤنا أرفع مكانًا وأكثر صراحة وأكثر إخلاصًا، ومعاهدنا وجامعاتنا أكثر انتشارًا، وسجوننا أقل اتساعًا وأقل عددًا وأقل سجناء، وقتلنا أقل، ومشاكلنا أقل، وحوادثنا أقل، وخلافاتنا أقل، وطلاقنا أقل، ولا نحتاج للغرب والغربيين بهذا المقدار.

وأضاف:
لأن الكتاب في الماضي كان وحده ويعرض وحده ويشترى وحده ويرافق وحده ويدفع قيمته وحده ويقصد وحده كان يفيد وينفع بما فيه من العلم، وكان يُخرج العلماء والقراء والكتاب ويعطي ما أُريد منه، ويستخرج منه الكنوز والعلوم.

أما اليوم وقد شاركه في المكتبة وعلى الشبكة العنكبوتية ملايين السلع العلمية الأخرى المغرية والمثيرة أكثر من إغراء وإثارة الكتاب، وفي نظري كثرة العرض ضيعت القارئ وشتت أفكاره وأصبح لا يستطيع التركيز على كتاب بعينهِ كما كان يركز من كان يشتري الكتاب ويقرؤه، وأصبحت الشبكة بحرًا من العلومِ المختلفة والمختلطة بالحلال والحرام والمعيب والمباح وتحتاج إلى نضج يختلف عن نضج من كان يشتري الكتاب، والكتاب حينما كان وحده كان سيدًا يتربع على مكتبةِ القارئ وفي حقيبتهِ وبعد هذا التداخل وكثرة العرض قلت قيمة الكتاب الحقيقية بعد أن نطق العلم وحاكى القارئ بالألوان والأشكال وأجاد العرض والإغراء فأصبح الكتاب الورقي والمرئي على الشبكة في نظر الكثير عديم القيمة وعديم الفائدة واشتغل القارئ بالصورة وباللون وبالسمع بدلا من القراءة والكتابة وانعدمت قيمة الكتاب وفائدته في نظر الكثير، وهذه نظرة خاطئة، وتحتاج إلى من يحل رموزها ويفكك ألغازها للشباب، وإن كان أغلب الشباب جامعيين ومهندسين وعلماء ومعلمين ومتقدمين إلا أن الدواء موجود في الصيدليات ولا غنى للمريض عن مراجعة الطبيب الذي يبين حاجة المريض ويرشده إلى استخدام الدواء، ولو دخل المريض إلى الصيدلية وأخذ منها ما رأته عيناه وما وصلت إليه يداه لعله يصاب بالتسمم أو يموت، وما في الشبكة العنكبوتية من عروض يحتاج إلى من يفرزه ويصنفه ويرشد مستخدميه لأن ليس كل المعروض مفيدًا ولا كل المعروض غير مفيد، وبقدر التقدم العلمي نحتاج إلى تقدم مضاد وعلم مضاد وفهم يعادل التقدم لكي نفهم كيف نستفيد من المفيد ونتخلص من السموم والألاعيب التجارية المغشوشة.

وأضاف:
كما تقتطع فترات للغذاء وأخرى للاستحمام وأخرى للنوم وأخرى للتسوق والزيارة وغيرها تستطيع أن تقتطع ساعة أو نصف ساعة أو ساعة من أربع عشرة ساعة من غير ساعات النوم للقراءة والاطلاع والتصفح، وإذا أردت أن تبدأ بالقراءة وأنت غير معتاد عليها فعليك أن تبدأ قراءتك بالتدرج في الأشياء المثيرة والجذابة لنفسك وتوجهاتك وما تميل إليه كالروايات والقصص والأشعار والكتيبات الدينية التي تحتوي على خمسين صفحة أو تزيد وتتدرج فيها بعزيمةٍ وإرادةٍ وإصرارٍ حتى تصبح في يومٍ من الأيامِ أحد القراء والعلماء والهواة للقراءة.