آمنة الشبيب : مشاريع نسائية تستثمر مشاكل البدانة والعزلة وإسراف الضيافة

صحيفة الشرق الأوسط الدمام: إيمان الخطاف
آمنة الشبيب مشاريع نسائية تستثمر مشاكل البدانة والعزلة وإسراف الضيافة
آمنة الشبيب مشاريع نسائية تستثمر مشاكل البدانة والعزلة وإسراف الضيافة

 

 

 

في حين تشير أحدث إحصائية طبية إلى أن نحو 37% من النساء السعوديات يعانين السمنة، تأتي مشكلة أخرى تتمثل في البحث عن ملابس تناسب هؤلاء النساء، في ظل سيطرة صاحبات القوام الممشوق على معظم الألبسة المعروضة في الأسواق، وهو ما دفع السيدة السعودية آمنة الشبيب إلى الاستثمار في الألبسة ذات المقاسات الكبيرة، عبر مشروعها «كاف»، الذي حمل شعارا طريفا، مفاده: «منذ القدم تغنى الفلاسفة والشعراء بالعود الريان والقوام الممتلئ».

وتتحدث الشبيب عن مشروعها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «فكرت في الاستثمار في المقاسات الكبيرة لمساعدة السيدات السمينات على إيجاد ما يناسبهن؛ لأنه لا يوجد اهتمام كبير بهن، وقد بدأت مشروعي من المنزل، وأعمل الآن على توزيع الملابس التي أنتجها على المراكز التجارية، تمهيدا لافتتاح محلي الخاص في المنطقة الشرقية»، وتؤكد الشبيب أنها راعت في مشروعها مناسبة الأقمشة لطبيعة الجو في السعودية وخصوصية المجتمع.

يأتي هذه المشروع ضمن باقة تضم 70 مشروعا نسائيا احتفت بتدشينها غرفة الشرقية مساء أول من أمس، ضمن معرض خريجات برنامج المشاريع، الذي أقيم بالتعاون مع دائرة المسؤولية الاجتماعية في البنك الأهلي التجاري؛ حيث أقيم الحفل في مدينة الخبر وضم جمعا كبيرا من صاحبات المشاريع، اللائي حاولن الانطلاقة بمشاريع «مبتكرة» وبعيدة عن الإطار التقليدي للمشاريع النسائية.

ومن ذلك: مشروع موضي الخالدي، التي زينت ركنه التعريفي بديوان الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، متحدثة لـ«الشرق الأوسط»، عن فكرتها التي تتضمن إنشاء أول مقهى نسائي يهتم بالشعر، قائلة: «فكرتي هذه نابعة من كوني شاعرة ومهتمة بالشعر، إضافة إلى رغبتي في كسر حاجز العزلة التي يعيشها الكثير من الشعراء والشاعرات؛ لذا سيكون المقهى فريدا من نوعه، وأنا أنتظر التمويل الآن لأفتتحه قريبا في مدينة الجبيل».

ويمكن القول إن معظم المشاريع النسائية الجديدة التي احتواها المعرض اهتمت بقطاع الضيافة والمأكولات، بما في ذلك صناعة وتغليف الشوكولاته والحلويات بأنواعها المختلفة، بينما أفصحت صاحبات هذه المشاريع لـ«الشرق الأوسط» عن أن ذلك نابع من اهتمامهن بإعداد هذه الأصناف، إلى جانب تلمسهن لشغف النساء السعوديات في البحث عن الضيافة المتميزة، وهوس السعي خلف تقديم الأصناف المبتكرة من الأطعمة في الحفلات والأعراس ومختلف المناسبات.

من جهتها، أوضحت هند الزاهد، مديرة مركز سيدات الأعمال بغرفة الشرقية، أن مشاريع هذا العام تنوعت وتغيرت عن الأعوام السابقة: «كانت معظم المشاريع عبارة عن مشاغل نسائية وحضانات للأطفال، دون أن يكون فيها ما هو إبداعي، لكن هذه المرة وجدنا مشاريع إبداعية»، وشددت الزاهد على ضرورة أن تخرج هذه المشاريع من إطار العمل المنزلي: «إن لم تخرج هذه المشاريع خلال فترة قصيرة فسوف تندثر».

وأرجعت ذلك لكون المشاريع النسائية المنزلية تفتقد العمل المؤسسي ولا يوجد لها تسويق جيد، إلى جانب تعثرها في حال استجد أي ظرف طارئ، موجهة حديثها للفتيات بالقول: «من المهم أن تخرجن من المنزل، ونحن في مركز سيدات الأعمال على استعداد لتقديم الدعم اللازم لكُنَّ وتوجيهكن إلى جهات التمويل وإفادتكن بأي معلومات أو إحصاءات قد تحتجن لها».

في حين حذرت مديرة مركز سيدات الأعمال صاحبات المشاريع من «فوبيا» الشراكة، قائلة: «كثيرات يخفن من الشراكات، وهذا الخوف لا مبرر له!»، مؤكدة أن نحو 90% من المشاريع الكبيرة هي عبارة عن شراكات وليست مؤسسات فردية، وشددت على ضرورة ألا تتوجس المستثمرات السعوديات من عقد الشراكات، بشرط اختيار الشريك المناسب.

وتعلق على ذلك سيدة الأعمال غيداء الجريفاني، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بقولها: «لا داعي لخوف الفتيات من الشراكات، وأتمنى كذلك أن يتوجهن نحو الاستثمار في الصناعة، ومن بين خريجات برنامج المشاريع هناك فتاة أقامت مشروعا لعمل المخبوزات من المنزل وأعطيتها الفكرة لشراء الماكينة والآلات التي تمكنها من التصنيع بدلا من العمل اليدوي».

وبسؤال الجريفاني عن توجه معظم الفتيات مؤخرا للأعمال التجارية المتعلقة بصناعة المأكولات ومستلزمات الضيافة، تقول: «بدأت في التدريب على المشاريع الصغيرة منذ عام 1418هـ، ووصلت لقناعة بأن غالبية الفتيات يردن الشيء السهل والمشاريع التقليدية؛ لذا فإن دوري هو أن أمدهن بالأفكار والتطوير اللازم، خاصة أن كثيرا منهن سيفاجأن بعد مدة قصيرة بصعوبات التسويق». من جهتها، تحدثت مها الدبيان، وهي مديرة أولى لبرامج فرص العمل وممثلة البنك الأهلي التجاري، عن تجربتهم في تأهيل الفتيات للعمل التجاري، مؤكدة أن هذا التوجه انطلق منذ عام 2004، وأضافت: «وصلنا حتى الآن إلى أكثر من 3500 خريج وخريجة على مستوى السعودية ككل، ولنا شركاء في كل مكان، من أبرزهم غرفة الشرقية».

وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» بين المشاريع النسائية التي قدمها المعرض، تبين أن كثيرا منها بانتظار التمويل؛ حيث اعترفت كثير من الفتيات بأنهن تقدمن إلى صندوق التنمية الصناعية، وأن مشاريع بعضهن ما زالت قائمة مع وقف التنفيذ، في حين قررت الأخريات جعل العمل المنزلي محطتهن الأولى لحين اكتساب الخبرة والحصول على الدعم المالي اللازم.