جندي يطلق النار

 

 

واقفا بين يديه البندقيهْ.

والرصاصات على أكبادها محشوةً، كالذاكرهْ.

وخيالُ الموت يمشي أخضراً، حاملاً حرباً وحلماً دمويا.

 

أيها الجنديُّ أرمي كلّ بارودكَ..، لا حربٌ؛ لتحصي كل موتاكَ

ورؤياكَ وحلمَكْ.

أرمي زهراً وتراباً وسماءً ورجالاً ونساءً وهويه.

 

مثقلا يحمل في كفيهِ بغيَاً عنصريا.

لم يجد حرباً ونار.

وجّه النار سماءً..، سقط الطير وماتْ.

وجّه النار سريعا ثم عادْ.

 

عائدا نحو منامهْ.

والرصاصات على معطفهِ الدامي تنامْ.

وعلى إصبعهِ اليمنى صراخ من دمٍ ما زال ينعاه السلامْ

وهو هائجْ.

وهو هائجْ.

عاطل عن أي حربٍ، فرأى أنها حربهْ.

أطلق النار ونامْ.

ثمّ نامْ

ثمّ نامْ.

مثقلا باستعارات زنادهْ.

لم يحب الشعر يوماً، لم يجد للبحر لونا في سمائه.

لم يفكر بحصاده.

عاطل عن أي حربٍ، فرأى أنها حربهْ.

أصبحَ الجنديّ والناس بكاءً، ثم قالْ:

 لم أمتْ في الحربِ.. إني بطل يحمل في الجيب رصاصهْ.!!

 

عندها صمت الجندُ، وقالوا: مات جنديُّ بناركْ.

شعر الجنديًّ بالعار وقالْ:

لم أكن أنوي قتاله.

إنما كنتُ على قارعة الوهم فأطلقت رصاصي نحو صدري.

لم أشأ أن أقتل الشعبَ ولكني قتلتهْ.

ثمّ نامْ.

ثمّ نامْ

وبه العارُ ينامْ

2012-01-28