انطباعات عن شخصية المهندس

بسم الله الرحمن الرحيم


انطباعات عن شخصية المهندس


إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ببالغ الأسى والحزن ارفع أحر التعازي القلبية إلى الأخ أبو أياد و أبو حسن والى عائلة آل قو احمد والرضوان والى أقرباء وأصدقاء فقيدنا الغالي أبو أحمد .

لم تربطني بالفقيد علاقة متينة كتلك التي مع أعز أصدقائه ولكن علاقتي مرتبطة بعلاقته مع أعز أصدقائي ومن خلال تلك العلاقة عرفت تلك الشخصية العالية في هممها الكبيرة في عطائها لمجتمعها فتمحورت تلك الشخصية في نظري بعدة أبعاد كانت تمثل ذاك الكيان لشخصية فقيدنا الغالي ومن أبرز سمات تلك الشخصية ما يلي :

الأخلاق:

كان الفقيد يستقي تلك الصفة من أخلاق قادته وسادته محمد وآله الميامين الأطهار فابتسامته لا تفارق محياه فهو دائم الابتسامة في حديثه في ترحيبه للناس في تعاطيه وتعامله مع كل من يلتقيه في مكتبه أو منزله ولا يميز بين الناس مهما كانت مكانتهم فكلهم عنده في التعامل على حد سواء كان يحترم الصغير ويوقر الكبير ويراعي كل من يزوره في منزله ويضعه في المكان الذي يليق به لم يميز في تعاطيه بين الناس فلقد زرته في منزله بسيهات مرارا بصحبة الأصدقاء وزرته في منزله العامر بالبلد فلم أرى منه إلا الخلق العالي والتعامل الطيب الذي يدل على تلك النوايا الصافية التي يكنها داخل نفسه.

الموجه والمرشد:

كان فقيدنا محط استشارات الكثير ليس على سبيل التخصص بل تعداها إلى كل الأمور التي يعتقد فيها الناس أن أبا أحمد صاحب رأي حكيم وسديد لذلك كان الكثير يلجئون إليه للاستنارة والاستئناس  برأيه وتوجيهه، أما توجيهاته على سبيل الاختصاص فحدث ولا حرج فقد أجزم حينما أقول إن أكثر أبناء البلد قد لجئوا إليه في استشاراتهم الهندسية لمنازلهم ولم يكل أو يمل في إدلاء ما يحتويه من فكر إلى من يستشيره فلقد بادرني شخصيا حينما كنت أبني منزلي في سيهات حين عودتنا من صلا ة الجمعة مع سماحة السيد علي الناصر حفظه الله وذلك في عام 1405  في الطريق سألني بخصوص المرور بعد الصلاة وهو يقول (يمكن فيه استشارة حسب تخصصنا نفيدك فيها ) وبالفعل كان لاستشارته علي الشيء الكبير في إجراء بعض التغيرات البسيطة حيث كان لتلك اليد المبادرة في تخليص منزلي من مشكلة التخطيط حينما عارضت  الجهة الرسمية على بعض الأشياء في المنزل لم أكن الوحيد الذي قدم ومد يد العون إليهم بل الكثير وبدون مقابل فقد ترك الغالي أبو احمد لنا بصمات في الكثير من منازل البلد على وجه الخصوص ومنازل القطيف وغيرها على وجه العموم.

فلقد سخر تخصصه و خبرته وأفكاره  لخدمة مجتمعه لذا اقترن تخصصه بشخصيته فحينما يذكر المهندس فسرعان ما يتوجه التفكير إلى أخينا المرحوم أبي أحمد هذا كله على الصعيد الشخصي أما على الصعيد الاجتماعي والديني فكل الأصرحة الدينية من مساجد حسينيات وأصرحة اجتماعية كالجمعية والنادي كان لتلك الشخصية الأثر الكبير في الوقوف مع كل مشاريع أم الحمام والمنطقة وكان سريع المبادرة قبل أن يبادروه هو بنفسه يعرض عليهم وكل ذلك بسبب حبه وحرصه وعطائه السخي إلى مجتمعه فرحمك الله أبا احمد على توجيهاتك وإرشاداتك لمجتمعك وأبناءه وجعل ذلك في ميزان أعمالك انه سميع مجيب.

رجل العطاء:

كان للمرحوم آثارا بارزه في دعمه ومساعدته لكل مشاريع البلد فلتشهد له كل المشاريع الدينية والاجتماعية على عطائه السخي ومن تلك المشاريع دعمه لعدة سنوات لهيئة الرسول الأعظم ص والذي كان لذلك الدعم الأثر الايجابي والقوي في دفع عجلة الهيئة للتقدم والرقي ولم يقتصر فقط دعمه على المستوى المادي بل ظل دائم التوجيه والنصح لي وإلى كل أفراد الهيئة على تميز العطاء ونوعه كان رحمة الله عليه يقول لابد أن يكون عملنا عملا مميزا وبارزا كم استفدنا من توجيهاته ونصائحه.

الرجل المبادر الى اصلاح ذات البين:

 كان لفقيدنا الغالي أبي أحمد الكثير من المبادرات في إصلاح الكثير من المشاكل الأسرية بحكم مكانته الاجتماعية التي جعلت الناس تلجأ إليه في إصلاح قضاياهم فلقد نجح في إصلاح الكثير منها ولم تقتصر مبادرته الإصلاحية على الجانب الشخصي والأسري بل بادر في إصلاح بعض القضايا الاجتماعية وكان لتلك المبادرات الآثار الايجابية على كل الأطراف.

فبفقدك يا أبا أحمد فقدنا تلك الابتسامة الدائمة على محياك وفقدنا توجيهاتك وإرشاداتك اللا محدودة نسأل الله أن يجعل ما قدمته في ميزان أعمالك وان يتغمدك بواسع رحمته وان يسكنك فسيح جناته وان يلهمنا جميعا الصبر والسلوان انه سميع مجيب.