لم أمتْ يوما

 

 

لم أمتْ يوما على هذه الريحْ.

فغدي نائمٌ، ومسائي مُشعَلٌ بالبداياتْ.

هذه الريحُ أمشي عليها، وحذائي مثقلٌ بشتم جنودِكْ.

لم أمتْ يوما على هذه الريحْ.؛ لتحيى كبوصلةٍ لا تجيدُ الجهاتْ.

المسافاتُ تعبرني..، تمزّق كلّ بنادقهم...، والحكاياتُ

المصاغةُ موتاً  تشبه عتمتهمْ.

لم أمت يوما.. يدي مضرجة بكونٍ وعيوني ملؤها الفضاءات التي مكثت بقلبي.. ورصيفي حزينْ

لم أمتْ يوماً؛ لينجو قاتلي من طلقتٍ ماتت على قلق الزنادْ.

لم أمتْ؛ كي يستريحَ من العذابْ.

لم أمتْ؛ كي ينزع البارودَ عن وجعي.. عن استعارات المكانِ،

وعن دمي، فأنا وإن ضيّعتَ في بدني الحياةْ.

لا يزال على رصيف المعدمينْ.

أنا أبن أنثى أرضعتني حبّ ثورتها سنينْ.

لم أمتْ يوماً؛ لترحلَ عن رصيفي، مثل مغرورٍ تكبّرْ.

لم أمتْ؛ كي تدفن المأساة عني.. فأنا الأبدْ.

ألم أخبركَ أني لن أمتْ؟!

.. هذه الريحُ أمشي عليها.،.