زكريا ضحية تطلب الإنصاف !!

 

 

على حين غفلة من أهلها عاشت منطقة " القطيف " حالة مربكة هذا المساء،  وبعد ارتفاع مآذن الذكر بصوت الأذان الرطب  : " حي على الفلاح " سمعت الجلبة في البيوت، وحالة من الذعر انتابت الأهالي بصراخ غير مسبوق، ودعوات بالويل والثبور على أولئك الذين اقتحموا المنازل دون سابق إنذار، إذ لم يتسنى لصاحبة الخمار أن تحشم نفسها فضلاً عن ستر بناتها عن أولئك الرجال الأجانب، وهل تشفع لهم وظيفة " رجل أمن " أن تنتهك الأعراض ويهجم على النساء عنوة دون استئذان؟!، أين الحياء يا أصحاب الشيم العالية؟! أين الضمائر الحية يا أهل الدين القويم ؟! هل تخول السلطة كل من يلبس بزة أمنية أن يتجاوز حرمات الله نهاراً جهاراً ؟! أم أن القرآن الذي يأمر باحترام الأعراض نسي ولم يبقى إلا رسمه؟!

لم تكن هذه المداهمات الوحشية بدعاً جديداً، ولهذا أكملت تلك المسيرة المشينة بإطلاق الرصاص الحي دون سابق إنذار..، ماذا يحدث؟! حالة جنونية قريبة من أجواء أفلام العصابات والمافيا...، كان حاملاً حقيبته المدرسية، قافلاً إلى منزله يتوق لمشاهده أهله وذويه بعد يوم حافل من الدراسة، لم يشعر ذو العاشرة من عمره بشيء حينها، سوى ألسنة الرصاص وأزيز البنادق تعصف من كل مكان، استقرت فيه بضعاً من الطلقات وسقط مضرجاً بدمائه إثر إصابة خاطفة استقرت  في الصميم ..

ماذا فعلت يا " زكريا .." ؟! وما الجناية التي ارتكبتها حتى تكون ضحية رشق طائش من رجل غير مسؤول، ولا يحمل ذرة مسؤولية للأمانة المعلقة على عاتقه؟! هل فعلت ما يغيض أحداً هذا النهار يا زكريا؟!، حتى ترشق بوابل النار يا صغيرنا الحبيب، ها أنت محمول على الأعناق تزف إلى فراشك الأبيض، كفراشة وديعة تعبت من حقول العطاء ورحيق العسل، وانهالت عليك الدبابير الجائرة دون رحمة، كيف لهاتك المشاعر الحانية التي تنتظرك على أحر من الجمر أن تصبر على هذا الخبر الصاعقة ؟! وكيف للأهل الكرام أن تستقبل نبأ أصابتك المفجعة هذه دون إن تعلن البكاء والصراخ؟!

اعتدنا أن نسمع هذا الدوي ليلاً ونهاراً، واعتدنا أن نسمع مثل هذه الأخبار المفجعة صبحاً ومساء، وكأننا في بلد لا يمت للأمن بصلة، وهكذا تمضي اليد الجانية كشعرة مستلة من بين العجين، دون أي مسائلة من أحد، ودون أي معاتبة من جهة، نعم يقلد المجرم بالنياشين، وتتهم الضحية بألقاب الإجرام، هذا ما تعودنا عليه، ولكن لن نسكت ولن نسمح أن تقلب الحقائق ونحن صامتين، فسنعريها لتفوح رائحتها البشعة للعيان، فهذا زمن الشفاه الناطقة والقلم المدوي !!

أن هذا الطفل الصغير لتوه خرج من مدرسته كبقية الأطفال الأبرياء، فلماذا يرشق بوابل الرصاص؟!، ولماذا تنطبق الشفاه كالموتى ويصيبنا داء الخرس؟! أما يوجد فينا رجل شجاع، يوقف هذه البنادق الجائرة عند حدها ؟!

عبدالعزيز حسن آل زايد

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
abo mohamed
27 / 12 / 2011م - 10:01 م
سوف ينشكف المستور وسينالون جزاءهم وسيحاكمون.
لن ننجر ابدا الى لغة السلاح فسلاحنا الكلمة وسنعبد الطريق لجميع المستظعفين والمظلومين في شتى أرجاء الجزيرة العربية بضحايانا البريئة والتي سوف تضيئ الطريق لأهل الوسطة والغربية ليطالبو هم ايضا بحقوقهم