«يتيم من غرفة الولادة » الحلقة الأولى

أنتِ حامل


خرج زهير وزوجته زهراء من غرفة الطبيب فرحين مسرورين بنتيجة التحليل التي تقول يا زهراء أنتِ حامل بجنين في أسابيعه الأولى.


فرح زهير وسر في داخلهِ كثيرًا وهو يقول في نفسهِ لقد أصبحتُ أبًا ولله الحمدُ وإن كنت لا أعلم بأنه ولد أم بنت وفي مخيلتهِ وساوس كثيرة تدور بسرعةِ البرق.


ولد ماذا اسميه؟.


بنت ماذا اسميها؟.


لا يهم وإن كان ولدا سيكون أفضل لي لأنه سيعينني على مصاعب الحياة ويقف بجانبي مثل ما كان يقف ابن عمي مع والده حين كنا شبابًا نجلس في منزلهم قبل الزواج.


قطعت عليه زوجته حبل أفكاره قائلة ما لي أراك يا زهير غبت عني بفكرك وروحك في عالم الخيال؟؟.


فيم كنت تفكر؟.. لِمَ لمْ تفرح بخبر الحمل؟


تشاركني فرحتي وتعبر لي عن مشاعرك وتخبرني كيف لقطت من الطبيب كلمة زوجك حامل.


تبسم زهير في وجهِ زوجتهِ ثم مال عليها برأسه وهمس في أذنها في وسطِ الزحام قائلاً: مبروك عليك يا حبيبتي لقد فرحت كثيرًا لكني كنت أفكر متى سيأتي؟ وهل يكون ولدًا أم بنتا؟.


تبسمت زهراء وعلت وجنتاها حتى كادت تغمض عينيها وهي تشير بسبابتها إلى زوجها زهير أنتم عالم الرجال غريبون لا تُفكرون إلا في الولد.. لكن سأدعو ربي إن شاء الله تأتي بنت وتكون من نصيبي تعينني وتسليني وتقف بجانبي، وإن جاء ولد فخذه أنت وتصرف في تربيته.


آه منكن ومن غيرتكن أنتن النساء.. وأنتِ ألا تفرحين بقدوم الولد الذي يحميك ويبقى بجانبك لو غبت عنكِ؟.


أخفض صوتك واسكت لا يسمعك الناس لقد بدأت تلعلع ونسيت أننا لسنا في البيت.


صعدا للسيارة وزهير يقول لزوجتهِ بالهون عليكِ فأنتِ حامل وأخاف أن تتعرضي للأذى.. لا تنزلقين.. ضعي قدمك أولاً ثم اركبي وأغلقي الباب.


أغلقت زهراء باب السيارة وهي تسخر من خوفِ زوجها على ما في بطنها قائلة زهير أجبني بصراحةٍ أنتَ خائفٌ عليَّ أم على ولدك الذي في بطني؟.

لا يا حبيبتي يا زهراء.. وهو يشير بأصبعه إلى صدره أنا خائف عليك أنتِ وأحبك من قلبي ولا أتوقع أن أعيش يومًا بدونكِ.


تصوري حياتي بدون زهراء.. لقد كنتُ أحبكِ قبلهُ وسأحبكِ بعدهُ وبدونه.


صحيح تُحبني من قلبكَ يا زهير، وهذا الكلام الذي أسمعه لي، أم أنك تجامل لأني حامل.. فأنا خائفة منك تحتال عليَّ.


حرام عليكِ يا زهراء هذا الكلام لقد جرحتِ مشاعري نعم أحبكِ.. وأموتُ ولا يموتُ حبكِ في قلبيِ.


وإن ولدتْ لكَ بنتا؟.


سأحبكِ أنتِ وابنتكِ.


وإن كان ولدًا ستهتم به وتحبه أم ستهتم بي وتحبني؟.


سأهتم بأمه وأمه ستهتم به.


وصلا إلى البيتِ ونزلت زهراء من السيارة وزهير يذكرها بالحمل ويقول بالهون عليكِ لا تستعجلي على مهلكِ أمسكِ الباب لا تقعين.


دخلت زهراء شقتها وهي تحمل ورقة التحليل في يدها والجنين في بطنها وأملها في دوام الحب في قلب زهير ويكون حبهُ حبًّا حقيقيًا يزداد وينمو لكي نربي مولودنا جميعًا على الحب.


ماذا ستطبخين لنا هذا اليوم يا زهراء فإنني أشعر بالجوع وعصافير بطني تزقزق.


زهير أنا مرهقة بسبب ابنك ومنذ الصباح ونحن في المستشفى لم نأكل شيئا فأرجوك اطلب الغداء من المطعم والليل سأطبخ لكَ ما تشتهيه نفسك تأمر وتتدلل يا حبيبي.


وهو كذلك ماذا تشتهين؟.


كبسة لحم بدون خضار.


بدأ زهير باللقمة الأولى في فمه وقدم اللِقمْة الثانية لِفم حبيبته وهو يقول هذه اللقمة لكِ وهذه لولدي.