مدرسة الطف الولائية

 

عَلّمَنِيْ الحُسيْن ..
أنّ الرِضا بالقضاءِ والقدَر
كنزٌ إن أدركنا أحد مقاماته
ستمتلأ كؤوسنا شَبعاً
لِما قد نَنظر إليه وسَننظر
وسنتعلمُ الإكتفآء
وإن كانت أكوابنا فآرغة !

عَلّمَتنِيْ كَرْبَلاءْ ..
بأنها أرضٌ وفيّة تَعرف أصحابها وتُميّزُ طَهَارة من يَطأ عليها
وعَلّمتني بأنها فخورةٌ بِدِمَآء الشهدآء
يَحُقّ لها الفَخرُ ،، ما دَامت تَحْمِل جَسداً
قَبّلهُ خير الأوصيآء وسِرآج الأنبيآء مُحَمّد
واحتظنته فَآطِمَة الزّهْرَآءْ
وقلبٌ فيه حُبُّ الأميرِ عَليٍ مُكتَنَزْ
وجَسدٌ نآم بجوآره السِبْطُ الزّكِيُّ الحَسَنْ ..

عَلّمَنِيْ الحُسيْن ..
أنّ واجب الدّين لا يقتصر على تأدية فرائضه الخَمْس
فقدِ اُقتُصّت حَجّتُه وهِي فَرضٌ عَليه
ولَم تكُن عبثاً وخَالِقِيْ
فَقَد أعلن اكتِفآئه مِن الدُّنيْا ولم يكن لِنفسهِ أبداً
كآنتْ لأجْلِ إسلامنا
ونحن من كُنّا ولا زِلنا وسَنَبْقى فِيْ أمّسِ الحآجة
لأنفآسه الكوثرية ،، وخطوآته العآشقة
وعتبآته الروحآنية ،، وأحكآمه المَلائِكية
بإختصآر ،، نحن بتفآصيله نبحث عن طريق الجَنّة ..

عَلّمَتنِيْ كَرْبَلاءْ ..
بأنّها أقْدَسُ بُقعَةٍ طُرِح فيها جُثمَآن الولاء ..

عَلّمَنِيْ الحُسيْن ..
بِأنّ الأخُّوّة مِنْ أقوى الروابط التي ترتكز عليها قُوّانا الشخصية
وأنّها بِمَثابة قُوامِ الظهر الذي لا يَنكسر إلا بالفقد ..

عَلّمَتنِيْ كَرْبَلاءْ ،، اليُّتم
حينَ أخذتْ مني جُثمَآن أبي دون تقبيله
علمتنا كَرْبَلاءْ كيف أن نكون يتآمى ونحن لم نَعِش ذآك الزمَان
ولكنّ الذِكْرَى فيه عَقِيْمَة خَلدّت فينا الأثر
وأخَذت مِنّا صآحِبَ السَكِيْنَة ..

عَلّمَنِيْ الحُسيْن ..
أن أبكِي وَفآئَه قبل الإمَامَة
عَلّمَنِيْ أيضاً أن أبْكيه لذَاتِه لآ لإجْلِ مَثُوبة
وعَلّمَنِيْ أن البُكآء مدآمِعٌ حُرّة
 وعَلّمَنِيْ بأنه لا قِيمة لعَبرآتِنا وإنْ كنّا نعلم بأنّها لن تُعِيْدَ ميْتاً
ولكنها جزءٌ نوآري به جَسده المُلقَى ثلاثاً ..

عَلّمَتنِيْ كَرْبَلاءْ ..
بأن زَادَ المُسآفر هو قَبْرُه وكَفَنُه عَمَلُه وحَيَاتُه الأخرى شَهادتُه
وعَلّمَتنِيْ بِـ زُوارِهَا أن ثَأرَ الحُسيْن نآرٌ لا يَنطفِأ لَهِيبُها ..

عَلّمَنِيْ الحُسيْن ..
حَياة الموت فِي سَبِيلِ نُصرةِ التَلبِيّة
وبَقَآء نَسْلِ الطُهْر لِعِبْرَةٍ إلهية ..

عَلّمَتنِيْ بِنْتُ خَيرِ النّسآء وأمِيرِ المُؤمنِيْن فَخْرِ المُخدّراتِ زَيْنَبْ ..
قِيْمَة الخِمَآر الذّي يَستُر جَوهَر الأنْثَى وحَيَآئِها
قَبْل أن يَستُر جَسداً إليه الأنْظَآرُ مُرْتَحِلة !
وعَلّمَتنِيْ بأنّ عَضِيْد الأخ لآ تُعَوِّضُه رِجآل الأمّة
وعَلّمَتنِيْ بأنّ القُوةَ مصدرها المَصَآئِب من خَلفِ أثرٍ تَرَكتْهُ صَفعاتُ البَشر
وعَلّمَتنِيْ أنّ لا قِيمَة لِحَيَاة الذُّل ما دآمتُ آخِرةُ الصّبْرِ هِي الجَنّة ..

عَلّمَنِيْ عَلِيْلُ القَلْب وسَآجِدُ اللّيْل زَيْن العَابِدِين ..
بأنّ الثِقَةَ بجَبَّار السَمَاء لا يَكسِرُها مَرضُ اليَأسِ والحُزْن
وعَلّمَنِيْ أصْلاً للشَجّاعةِ لا يَنْحًنِي أمام قُوْتِ الجَبَرُوت وإنْ كَلّفَ الأمْرُ أعناقاً
وعَلّمَنِيْ مَراحِل العِشْق الإلَهِيّة
عَلّمَنِيْ صَآحِب الأغْلال بأنّ أدْنَى مَراتِبَ الزُهد لآ تَجْتمِعُ مع حُبِّ الدُّنيا
وعَلّمَنِيْ بأنّ رَأس كُّل خَطِيْئةٍ هو ذلك الحُبِّ الأعْمَى
فاللّهُم كَرِّهنِي بها حَتى تَرْضَى عَنّي ..

إنّها مَلْحَمَةُ الطَّفِ المَدْرَسيّة وهِي ذَاتُ عَقائِدَ عِشْقِيّة فُرُوعُها سَمَاويّة
أصْلُها مُحَمْدِيّة وَرُوحُها فَاطِمِيّة أرْكَانُها عَلِيّة وأطْبًاعُها زّكيْة
دُرُوسُها حُسَيْنِيّة أخْلاقُها عَبّاسِيّة وحِشْمَتُها زَيْنَبِيّة وصَحَائِفُها سَجَادّيّة
وثَورَتُها مَهْدِيّة ..