مدارس العلوم الإسلامية في القطيف 2-3

 

 

في تسلسل تاريخي يمكننا القول إن هذه المدارس كانت عامرة وممتدة مئات السنين في بلاد عبدالقيس – بلاد البحرين – وهم أهل العلم والدين والفصاحة والبلاغة وهي أشعر قبيل في العرب كما قال الجاحظ، لكننا نعتقد أن التحولات في هذه المدارس كانت انعكاساً لتحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية، تبع ذلك تنوع في الشكل الدراسي، وبموجب هذا الاعتقاد فإن المدارس بالقطيف خلال منتصف القرن الرابع عشر أصبحت بيوتاً صغيرة البنيان محدودة الخدمات قليلة الطلاب منعدمة الإمكانات منخفضة النتائج قياساً بما سبقها.

والمدارس هي مؤسسات تعليمية أنشئت لدراسة العلوم الإسلامية عبر المراحل التعليمية الثلاث : مرحلة المقدمات العلمية ومرحلة السطوح العلمية ومرحلة البحث الخارج العلمية، وهي على أنواع أربعة من حيث المبنى ولكنها جميعاً خضعت للاتجاهات الفكرية السائدة، فالأخباريون والأصوليون والشيخيون جميعهم أسسوا مدارس وأقاموا حلقات دراسية في منطقة القطيف إلا أنها كانت نشطة ومهيمنة على الحياة الفكرية بالقطيف خلال النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري.

استقينا بعضاً من المعلومات عن مدارس القطيف من خلال المصادر الكتابية والشفهية، وقمنا بجولات ميدانية لمعرفة مواقع تلك المدارس، إلا أن هذه الجولات باءت بالفشل إذ لا توجد آثار مطلقاً لهذه المدارس في مختلف نواحي القطيف والأماكن التي كانت بها إما فارغة من البناء أو أنقاض متهالكة لايمكن الولوج لها، وشأن المدارس الإسلامية شأن المساجد التاريخية والحسينيات العريقة والمربعات القديمة التي كانت تميز القطيف قبل الآن.

المدارس الإسلامية بالقطيف:
نستعرض من خلال الأسطر القادمة قائمة بالمدارس الإسلامية التي قامت بالقطيف ومؤسسيها وهي كالتالي:

1- مدرسة آل مقلد بقلعة تاروت والتي عرفت لاحقاً بمدرسة آل أبي ذئب، أشرف على تأسيسها وإدارة شؤونها علماء آل مقلد البكري الوائلي وهم من أعرق البيوت العلمية بالقطيف، واشتهروا بآل أبي ذئب وآل قضيب ومنهم الشيخ ناصر بن حسين بن مقلد (.... – كان حياً 937هـ) وزعيم القطيف الشيخ أبو علي عبدالله ابن الشيخ ناصر بن حسين بن مقلد (.... – 1001هـ) والشيخ يوسف بن عبدالله بن محمد بن أحمد آل أبي ذئب (.... – 1160هـ) والقاضي الشيخ ناصر بن محمد بن أحمد آل أبي ذئب (القرن الثاني عشر الهجري).

2- مدرسة الشيخ ناصر بن الشيخ محمد الجارودي (.... – 1164هـ) بقلعة الجارودية.

3- مدرسة الشيخ حسين بن محمد بن جعفر الماحوزي (1092هـ - 1181هـ) المعروفة بالمدرسة المنورة بقلعة القطيف، وكانت عامرة سنة 1132هـ وصارت حافلة بالعلماء الأعلام من أهل القطيف وجزيرة البحرين، وإليها تشد الرحال، وكان أبرز طلبة العلوم الإسلامية فيها الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم آل عصفور البحراني (1107هـ - 1186هـ).

4- مدرسة الشيخ مبارك بن علي بن عبدالله آل حميدان (.... – 1224هـ) بقلعة الجارودية، ويقال إن مقر مدرسة الشيخ ناصر الجارودي في المبنى المعروف بحسينية آل مدن بينما يقع مقر مدرسة الشيخ مبارك الجارودي في المبنى المعروف بحسينية آل السيد كاظم.

5- مدرسة الشيخ محمد علي بن محمد بن عبدالله آل عمران (.... – كان حياً 1234هـ) بالقطيف . وقد اطلعت على قائمة بعلماء آل عمران أو آل عبدالمحسن بالقطيف خلال أربعة القرون الهجرية الأخيرة تبلغ زهاء ثمانين من العلماء الفقهاء والقضاة والخطباء والمؤلفين والشعراء الذين لهم صلة بصاحب هذه المدرسة.

6- مدرسة آل الشيخ حسين ابن الشيخ محمد الفارساني البحراني (القرن الثالث عشر الهجري) بمسورة صفواء، والتي كانت تحت إشراف نسائي من قبل بناته : مدينة ومريم وفاطمة وأبنائه: الشيخ محمد والشيخ حسن والشيخ علي والشيخ أحمد وكانت تضم مكتبة، لهذا عرفت تارة بالمدرسة وعرفت تارة بالمكتبة، وكانت معروفة حتى سنة 1339هـ.

7- مدرسة الشيخ أحمد بن صالح بن طعان الستري (1251هـ - 1315هـ) بالقديح والتي كانت عامرة مطلع القرن الرابع عشر الهجري.

8- مدرسة الشيخ علي بن حسن بن علي البلادي (1274هـ - 1340هـ) بالقديح، حيث درس بها جل علماء القطيف كالسيد حسين العوامي والشيخ عبدالله بن معتوق والسيد ماجد العوامي والشيخ محمد آل نمر وغيرهم.

9- مدرسة الشيخ محمد بن ناصر بن علي آل نمر (1277هـ - 1348هـ) بالعوامية.

10- مدرسة الشيخ محمد بن ناصر بن علي آل نمر (1277هـ - 1348هـ) بالقديح.

11- مدرسة الشيخ محمد بن ناصر بن علي آل نمر (1277هـ - 1348هـ) بالدبابية حيث أوقف الشيخ محمد آل نمر على مدارسه الثلاث المذكورة بعض الأوقاف من ماله الخاص، وتخرج فيها العديد من علماء القطيف وفضلائها.

12- مدرسة الشيخ عبدالله بن معتوق بن درويش آل مرهون البلادي (1274هـ - 1362هـ) بجزيرة تاروت بمنزل الشيخ عيسى بن محمد بن مهدي السني (1305هـ - 1355هـ).

13- مدرسة الشيخ عبدالله بن معتوق بن درويش آل مرهون البلادي (1274هـ - 1362هـ) بالقطيف التي أديرت عن طريق تلامذته.

14- مدرسة الشيخ أبي عبدالكريم علي بن حسن علي بن حسن الخنيزي (1285هـ - 1362هـ) في منزله بقلعة القطيف.

15- مدرسة الشيخ منصور بن علي بن محمد آل مرهون (1294هـ - 1362هـ) في حسينية آل عبدالعال بأم الحمام والتي افتتحت سنة 1360هـ تقريبا.

16- مدرسة الإمام أبي الحسن علي بن حسن بن مهدي الخنيزي (1291هـ - 1363هـ) بمسجد الراجحية بفريق الزريب في قلعة القطيف، وكان يلقي فيه دروس مرحلة البحث الخارج ما بين سنتي 1343هـ و 1345هـ.

17- مدرسة آل البريكي في قلعة القطيف، والتي أسسها وأشرف عليها الشيخ الخطيب الميرزا حسين بن حسن بن صالح البريكي (1326هـ - 1396هـ) والشيخ الخطيب محمد صالح بن حسن بن صالح البريكي (1314هـ - 1374هـ) استمرت مابين سنتي 1350هـ و 1371هـ.

18- مدرسة الشيخ منصور بن علي بن محمد آل مرهون (1294هـ - 1362هـ) بالدبابية بالقطيف سنة 1361هـ، ويبدو أنها كانت بمسجد المزار بقرية الدبابية المذكورة.

المصادر السابقة
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
حسن الصالح
[ السعودية - القطيف - صفوى ]: 21 / 11 / 2011م - 3:43 م
سلام
مقال جميل يدل على فن صاحبه وتعمق كاتبه والدراية الواسعة والمجهود الكبير المبذول لللحصول على مثل هذه المعلومات
ولكن للأسف أن أقول أن هذا المقال ليس لك يا محمد (السارق الأدبي) وإنما لكاتب آخر راجع المقال
http://r2013.webhop.net/artc.php?id=46755
والآن وقد كشفت لعبتك لا نريدك معنا في الهيئة فقد تسرق لنا كتيباتنا أيضاً
2
بن مالك المسلم
[ السعودية - القطيف - صفوى ]: 22 / 11 / 2011م - 11:54 ص
حسن الصالح
نعم إنه مقال جميل وإنما يدل على قدرة الأخ محمد ولكن لا تتخذ أي قرارات لوحدك فأنا أنا أنا من يتخذ مثل هذه القرارات في الهيئة (المؤسسة حالياً)
وأيضاً أقول لمحمد الضو اخرج من الهيئة فأنت من علمنا فن النصب على من كان له الفضل الأكبر في تأسيس الهئية (المؤسسة حالياً) وكذا أحد المشايخ وأنت من حرضنا على الانقلاب عليهم وغيبتهم إلى يوم الدين وأنت من علمنا كيف نخرب البلد ونشق عصا الشباب في مسجد الإمام الحسين ع وأنت من علمنا كيف نألب الناس على من كان السباق في الفضل علينا (ع أ ص)
فشكرا لك حينما علمتنا كل ذلك