الأحــــداث

الأستاذ السيد / إسماعيل المعلم قصة قصيرة نشرت في كتيب برنامج الليالي الفاطمية ( عروجاً إلى فاطمة ) بأم الحمام 1430هـ

هذا محمد قد أقبل هلّم نذهب إليه فقد سمعت أنه يتتبع الأحداث التي جرت بعد وفاة رسول الله .
مرحباً يا محمد .. أهلا وسهلاً بأخوتي جعفر وإبراهيم ، كيف حالكم بخير أن شاء الله ؟
جعفر : منذ زمن لم نرك ما صنعت ، ما الذي استنتجت من قراءاتك للأحداث التي جرت بعد الهجوم على بيت الرسالة ؟
آه !! لقد وضعت يدك على الجرح فأدميته ؟
وكيف يا محمد ؟ وأنت الذي لطالما دافعت بكل بسالة رافضاً الحادثة جملة وتفصيلاً !
هذا صحيح فقد كانت الصورة باهتة الألوان أحياناً كثيرة وربما غير متناسقة الأبعاد لاختلاف التسجيل تبعاً للأهواء والآراء لكن الحاسة السادسة كما يقولون لها عملها في استنطاق الصورة.
وكيف يا محمد ؟
ماذا أقول !
• لم يراعوا لرسول الله إلاً ولا ذمه ؟
•لم يحترموا قرباه بمودة جعلها الله تعالى أجر رسالته فقال (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)
•لم يمنعهم طول الصحبة و لا علقة المصاهرة ولا سابقة الإسلام من إرتكاب ما جرى ؟
ابراهيم : وكيف حصل لك الاطمئنان يا أخي ؟
محمد : لقد وقفت على حيثيات الحادثة رغم التعتيم والتشويش الذي أحاط بها .
جعفر: ولما فإن الحق واضح وجلي ؟
محمد : لم أكن لأستوعب من قوم عايشوا سفراً وحضراً مع رسول الله أن يفعلوا ذلك ؟ لما سمعوا منه إذا يقول (استوصوا بأهل بيتى خيرًا، فإنى أخاصمكم عنهم غدًا، ومن أكن خصمه أخصمه ومن أخصمه دخل النار ) ولقول أبي بكر كما في صحيح البخاري (ارقبوا محمد7  في أهل بيته ) .
وليته لم يقولها ؟
ابراهيم : ولما يا محمد وهي في صحيح القوم ؟
محمد : حين أمر عمر بأن يأتي بيت فاطمة I ليأتيه بعلي ومن معه ، وقال له : فإن أبوا فقاتلهم ؟ أو كما قيل أتني بعلي بأعنف العنف ؟
جعفر : وماذا حصل بعد مجيء عمر إلى بيت فاطمة I وهو الذي عُرف عنه إن السكينة تنطق على لسانه !
محمد : دع عنك هذا وانظر إلى أعماله تغنيك عن ما قيل عنه ؟
جعفر : لقد أصبتني بالدهشة والحيرة يا محمد فأي أعمال قام بها هذا الرجل لا تُذكر بخير ؟
محمد : الشريط يا جعفر طويل لا يحتمل فيه التبرير والتحوير غير إنني سأضعك على أحداث هذه الفاجعة فقط .
جعفر وإبراهيم : كلانا أذان صاغية ؟

محمد : حين جاء عمر بقبس من نار ومعه عصابة من المهاجرين والأنصار وهم يحملون الجزل والحطب إلى البيت العلوي وهدّد بإحراق البيت على من فيه !
إبراهيم : أيحتمل أن يقع من القوم هذا ؟
محمد : وأكثر يا أخي فقد بلغ عدد من قاموا بالهجوم 300 شخص ! !
جعفر : أكمل فقد قطعّت نياط قلبي ؟
محمد : عند سماع فاطمة I تهديد عمر بإحراق البيت خرجت تدافع وتمانع واستنكرت عليه أُناس وخافوا وقوع الكارثة إن نفذ تهديده فقالوا له فيما ظنوّه ردعا ومنعاً ، إن في البيت فاطمة قال : وإن ؟
إبراهيم : أو يحصل هذا العمل والنبي على التو أقبر ؟
محمد : نعم  وأزيدك فقد جاءت فاطمة I قائلة له أتراك محرقاً علّي داري ؟
قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك !!
إبراهيم : وماذا بعد يا محمد ؟
محمد : وماذا بعدها يا أخوتي فقد جاوز الحد بما لا يكاد العاقل أن يصدق أن بشراً عاش مع نبي الرحمة 7 ورآه رؤوفاً رحيما كيف لم يتأثر به ، فقد نفذ الرجل مقولته فأمر القوم بالهجوم على البيت وهو أماهم فتلقت فاطمة I الرفسة والعصرة و اللطمة وأخيراً الجنين .
جعفر : وماذا تعني بكلمتك أخيراً الجنين ؟
محمد : لقد نتج عن هذه الجريمة بأن وضع الرجل بصماته وأكمل المشهد بتلطخ يده الأثيمة بدم الرسالة حين سقط السبط قتيلاً ليس له نصيب من هذه الدنيا سوى بضع حركات أحسّت بها الأم النحلية وقبرٍ توسد فيه التراب فإنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .