مشاغبات قصيرة2

تحرّي

أخرجتُ له بطاقة هويتي.. فوجد فيها شفرة ممغنطة، سألني صديقي الأجنبي:
- ما هذه؟
- إنها شفرة تمكّن السلطات من العثور عليك وقتما يريدونك..
تهللت أساريره وهزّ رأسه معجباً، وعلّق:
- رائع!.. بإمكانهم إذاً أن يعثروا عليك ويساعدوك حين تتوه في الصحراء!
- ماذا؟!!
- حقاً.. فهناك الكثير من الوحوش المفترسة والأفاعي السامة في الصحراء..
نكّست رأسي وقلت:
- أجل.. في الصحراء.. وفي المدن أيضاً!

للمرهفين فقط!

تشاهد.. وأفعى الذعر تخترق التلفاز بشتى أطيافه، يتصدرها مصرع مجموعة من المصلين جراء تفجير مسجد من قبل انتحاري، وحين هرع المنقذون أعقبه انفجار آخر.. تتوالى صور بشعة، وأشدها وقعاً صورة طفلة برفقة والدها وقد اقتلِعت فروة رأسها وسال دماغها.
تشعر بالغثيان.. تقفز حول القنوات هاربة من الأفعى.. تصل لقناة بلدها الأولى، تلحظ الجليد يتدلى من أهداب المذيع وهو يتلو الخبر الأول:
"جلالته يؤدي صلاة الجمعة في جامع جلالته!"

الموكا العربية

- عزيزي تركي، لقد أعجبتني رسائلك الإلكترونية كثيراً، يا طالما كنت أحدث أصدقائي بأنه (يأتيك بالبريد.. ما لا تريد)، إلا أن رسائلك كان لها مذاق منقطع النظير، فكثيراً ما أذابت جليد مشاعري المغتربة، وقرَّبتني لدياري القاصية، فجميل وأنت متكئ في مقهى أوروبي أن تشرب فنجاناً من قهوة الرسائل العربية، غير أن ألطف وأظرف بل وأذكى رسالة وصلتني منك، تلك التي عنوانها: (الروابط الجديدة للمواقع المحجوبة)!

كاتب وقاص من العوامية - موظف بكلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود- فني تركيبات.