أزمة خطاب الفتنة الطائفية

ليس هناك أسوء من توظيف الدين في الصراعات الاجتماعية والسياسية، فالدين بطبيعته هو نظام معرفي سلوكي يخضع ككل نظام آخر إلى ضوابط الاستدلال والبيان وآليات تحديد الفعل العاكس لثقافته، وعلى هذا الأساس فإن الدين بحد ذاته يحتاج دائماً إلى دليل استنباطي يسبق الفعل والسلوك كي يسندها إلى المشرع الأول، وحتى أضعف المذاهب والآراء لا تستغني عن الاستدلال والبيان الديني لتعطي توجيهاتها شرعية الالتزام بها.

 

وكما هذه نقطة قوة هي نقطة ضعف في كل الديانات والفلسفات، فالمعارف الدينية كبقية المعارف قابلة للتنوع والتضاد والاختلاف والتصارع، والسبب أن أغلبها يتأثر بالآراء العقلائية الاستحسانية التي تنتجها عقول المتكلمين والفلاسفة، وهؤلاء وإن كانوا يحاولون صياغتها في قوالب منطقية استدلالية لكنها في واقعها تنطلق من أسس وقناعات سابقة تتحكم في عملية الاستدلال.

 

وكلامنا هذا لا يعني أنها خطأ مطلق كما لا يعني أنها خير مطلق، فالاختلاف كما يتضمن التنوع يتضمن أيضا التخطئة، وكما نقول بالتنوع نقول بصوابية بعض الآراء على بعض، فهذا حق العلم والعلماء الذين ينطلقون من إيمان بالعلم بحد ذاته، ويبحثون عن الحقيقة لذاتها، ولا يمكن نفي مطلق الحقيقة من الوجود.

 

إلا أنَّ المعروف في تاريخ الفكر أن التنوع فيه كان يبدأ مباشرة بعد غياب المؤسس سواء أكان هذا المؤسس نبيا أو مفكرا أو قائدا ملهماً، فغيابه يفتح الباب أمام تأويل وتفسير نصوصه وقوانينه لأنه لا مرجح لها بعد فقدان مرجعيته التقديسية، هذا إذا لم نقل بأن التنوع كان بجانبه دائماً غير أنه يُكبح بسبب وجود القوة المعنوية للقائد الفكري أو لقوته المادية.

 

ومن الأمثلة الدالة قصص موسى   وقومه إذ كانوا بجانبه وكثيراً ما خالفوه وتحدوا سلطته الدينية وارتابوا من القبول بفكرة الوحي المنزل عليه، وما قصص القتيل وقوم موسى والبقرة، والسامري وعبادة العجل، وطلبهم أن يروا الله ، ثم رفضهم دخول الأرض المقدسة رغم الوعد الإلهي بالنصر، إلا دليل على حالة التمرد التي يعيشها شخص النبي في زمنه فكيف ما بعده؟

 

ومثل ذلك قصص عيسى والحواريين الذين قالوا له " نحن أنصار الله" فلم يمنع هذا العهد أن يخرج منهم متمردا يتحالف مع من أراد اغتياله، فتحول يهودا إلى رمز للشيطان والسحر إلى زمن هذا، ولم تقنع معجزات عيسى قومه اليهود أن يتبعوه بل شغبوا عليه منذ البداية، ثم اختلف المسيحيون بعده إلى مذاهب كثيرة بسبب آرائهم في فهم معنى أن عيسى كلمة الله، ومعنى طهارة مريم، ومعنى تحول الطبائع على يديه، وقدرته على إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى.

 

وفي زمن النبي محمد توجد قصص كثيرة ذكرها القرآن عن اختلافات أصحابه ونسائه معه وتدخله المباشر لحلها أو إيقافها، وهي قصص معروفة ومدونة، كما أن أصحابه اختلفوا في فهم كثير من نصوصه التي استمعوها منه، وقد دون أسباب هذه الاختلافات الشيخ ابن تيمية في عدد من كتبه.

 

وكل من قرأ تاريخ المذاهب في الإسلام يخرج بنتيجة أنها ما هي إلا قصة اختلاف الصحابة بعد النبي محمد في تحديد الطريق الأمثل للوصول إلى تعاليمه، هل هم أهل بيت النبي أم الصحابة.

 

غير أن هذا الاختلاف لم يمنع من وجود ظاهرة ملفتة للانتباه ألا وهي التداخل الكبير والعميق بين مفهومي أهل البيت والصحابة، فأهل بيت النبي ينطبق عليهم وصف أنهم أهل بيته وأنهم صحابة وتابعيين أو تابعو التابعيين، فهم لا يخرجون عن هذه الأوصاف الجامعة التي ابتدعت في التصنيف الفضائلي عند المسلمين.

 

ومن المعلوم شهرة أن الشيعة يعتقدون أن أئمتهم منصوص عليهم بالنص الإلهي والنبوي لذا هم يقدمونهم على الصحابة والتابعيين ومن بعدهم، ولكنهم من حيث التصنيف الفضائلي لا يرفضونه فهو تصنيف طبقي وضعي لا يتعارض مع مفهوم من هو الإمام فالإمام علي هو إمام وصحابي، فما المانع؟ لذا نجد لأئمة أهل البيت ترجمات في كتب علم الرجال السنية أثنوا فيها عليهم أشدَّ الثناء، كما أن من المعروف أن هناك أعداداً من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ممن يؤمن بإمامة أئمة أهل البيت وتقدمهم في الإمامة السياسية والدينية، وقد قام هؤلاء بنشر مبدأ التشيع لأهل البيت بين الناس، وكان منهم الخلفاء والوزراء والفقهاء والمتكلمون والشعراء وقادة جيوش الفتوح.

 

وقل مثل ذلك في مفهوم الصحبة، ففي الصحبة أهل بيت النبي، ومن تولى منصب الإمامة، وفيه أقاربه ونساؤه وكثرة من الأتباع من مختلف الأصقاع والبلدان، ومن مختلف الثقافات والعقليات، وفي التابعيين أئمة من أئمة أهل البيت وكذلك في تابعي التابعين.

 

فالمفهومان متداخلان جداً.

 

وقد انقسم الصحابة في توجهاتهم الفقهية والسياسية أيضاً وتوزعوا على المذاهب والآراء فنسمع مدرسة ابن عباس وابن عمر وابن مسعود ومدرسة السيدة عائشة كما نسمع مدرسة الإمام علي، ثم مدرسة الأئمة من ولده وبالأخص مدرسة الإمامين الباقر والصادق، وتأثير هذه المدارس ظهر في المذاهب الإسلامية مبكرا بقوة.

 

وقد استمر التلاقح بين أرباب المذاهب الكلامية والفقهية على اختلاف طرائقهم طوال قرنين ونصف بسبب وجود أئمة أهل البيت في الساحة وحضورهم العلمي والاجتماعي مما قلص كثيرا من الفوارق وجذب بعضهم لبعض وفتح مصاريع الحوار الثري بينهم، فاستفادوا وأفادوا.

 

ويظهر أثر هذا التعايش الكبير بعد الغيبة الكبرى للإمام المهدي الثاني عشر من أئمة أهل البيت في نصف القرن الثالث الهجري، حيث وجدنا استمرار هذا التداخل الكبير بين المدرستين الشيعية والسنية في كل شيء فهم يتتلمذون على يد بعض كما يظهر في حالة الشيخ المفيد والعلامة الحلي وعبد الحسين شرف الدين حيث كانوا تلامذة لأساتذة من المذهب السني وأساتذة لطلاب من الذهب السني، فلم تمنع الطرق المذهبية التواصل والتلاقح بين المذهبين في العراق ونيسابور الإيرانية والبحرين والقطيف والأحساء، وهذا يظهر في فتوى جواز التناكح بين أتباع المذهبين كما نراها في كتاب المحقق الحلي جعفر بن الحسن (602ـ 676هـ) ذائع الصيت "شرائع الإسلام"، فهو يقول في مبحث "الكفاءة"

 

" الكفاءة شرط في النكاح، وهي التساوي في الإسلام، وهل يشترط التساوي في الإيمان؟ فيه روايتان، أظهرهما الاكتفاء بالإسلام، وإن تأكد استحباب الإيمان " ج 2 ص 299، دار الأضواء.

 

وهي الفتوى الغالبة عند فقهاء الشيعة كما يظهر في إقرارهم لسيرة التناكح بين أتباع المذهبين في البلدان التي يتواجدان فيها.

 

ورغم أننا لا ننفي وجود توترات مذهبية منشؤها في الغالب الميول السياسة أو العصبيات أو المصالح الفئوية، إلا أن الغالب على المذهبين أنهما عاشا بجانب بعض متصالحين في أغلب فترات العالم الإسلامي، ووجدنا الشيعة كما السنة يؤسسون الدول الإسلامية، ويحمون الثغور الإسلامية، ويدافعون عن بيضة الإسلام كالمشهور عن الدولة الفاطمية والبويهية والحمدانية والإدريسية وغيرهن.

 

وتظهر آثار هذا التصالح في العصر الحديث في كل البلدان ففي العراق قاتل الشيعة وهم الأغلبية مع الدولة العثمانية ضد الغزو الانجليزي، وفي الشام قاتلوا لجانب الوحدة السورية ولم يبالوا بمغريات عروض التقسيم وتأسيس دولة علوية لهم مستقلة عن بلاد الشام، بل كانوا من أشد المعارضين لانفصال لبنان عن سوريا كدولة مستقلة حيث كانوا يرون أن بلاد المسلمين لا يمكن تجزئتها على اعتبارات دينية وطائفية رغم أن دولة الطائفة تحقق امتيازات خاصة لأتباعها.

 

وينطبق ذلك على خياري شيعة الأحساء والقطيف الذين قبلوا بالملك عبد العزيز حاكما ولم يقبلوا العروض البريطانية، رغم مغريات السياسة، وشبيه ذلك تصويت الشيعة في البحرين على استقلال البحرين في السبعينيات من القرن المنصرم عن التاج الشاهنشاهي لصالح الحكم العربي لآل خليفة.

 

ما الذي حدث إذا؟ لماذا يظهر التجييش الطائفي في البلاد التي يتواجد فيها الشيعة؟ فكلما أراد الشيعة تحسين أوضاعهم الحقوقية والسياسية كما يحدث في كل بلدان العالم الحر والمتحضر يقال بأن الشيعة هم أعداء للسنة وكلما أراد السنة تحسين أوضاعهم قيل هم أعداء الشيعة! هذا أمرٌ مستغرب ! كيف نفسره؟             

 

دعوني أقول لكم مباشرة ومن العقل والقلب وبدون أي مؤاربة أو تزييف إن المسألة هي مسألة وجود سياسات خاطئة فرقت بين المواطنين في الحقوق على أساس المذهب وفجأة وجد الشيعة أو السنة أنفسهم بلا غطاء قانوني أو سياسي، وأصبح المطلب الشيعي بالمساواة يعني استفزاز الطائفة السنية في لغة السياسة، واستنقاص حقها لأن المساواة هي انتزاع من هذا إلى ذاك، فهل هذا صحيح؟!

 

دعوني أطرح مسائل الاستغراب بلغة أكثر قرباً لنفترض أن مواطنا أصيب بمرض وجاء له طبيب لمعالجته ليس على مذهبه، ماذا سيفعل هل سيسأله ضمن روشتة العلاج ما هو مذهبك!

 

وعندما يعلم معلما طلابا ليسوا على مذهبه هل سيضطهدهم  لهذا السبب؟!

وعندما يخرج رب الأسرة مع أسرته للسوق هل سيبحث عن بائع من مذهبه أم سينظر في نوع البضاعة وجودتها وسعرها المناسب؟!

وهل ستصبح السياحة مذهبية فأنا أتسوح في البلاد السنية أو الشيعية بناء على مذهب القوم؟!

هل ستصبح مكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتين للتنافس المذهبي؟!

ومثلها المصارف والبنوك والكتاب والشعر والقصة والشارع والأسماء والأصدقاء والحب والكره والفن والرسم والتمثيل والغناء وغيرها من مظاهر الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية؟

هل سيصبح عندنا إله للسنة وإله للشيعة، ونبي وقرآن وحج وصوم وزكاة وصلاة للشيعة وأخرى للسنة؟!

 

هذه لغة العقلية الطائفية، فهل هي لغة صحيحة هل هي صحة اجتماعية؟!

 

إني استغرب جداً من أصحاب المنطق الطائفي أين يريدون لنا أن نذهب!  لماذا عندما تنشب الاختلافات السياسية الإقليمية أو الدولية أو حتى المحلية يتم استخدام فزاعة المذهب كأداة وآلية في الصراع ففجأة يصبح الشيعة أو السنة كأنهم من كون آخر ويختلفون في المشاعر والتفكير، وعليهما أن يحتربا أمام بعضيهما البعض! من وراء هذا المنطق، وكيف سيطر على لغة المثقفين؟!

 

هل يعلم أصحاب الخطاب الطائفي أنهم يخلقون أزمات عميقة في المجتمع الواحد ويمارسون في الواقع الأخطاء التالية:

 

1ـ تقسيم الأمة وتفتيتها، ثم عندما يقعون في فخ الخوف على الوطن من الانقسام يريدون لم الشمل فيغيرون الخطاب، وكأن الأمر الأول لم يكن يعنيهم، وكأنهم منزهون عن المسئولية!

 

2ـ تجريم التنوع وكأنه كفر وخطيئة لا اجتهاد في النص، فيتحول أصحاب المذاهب إلى أصحاب ديانات، وأصحاب الديانات إلى أصحاب عداوات، لأن منطق الاختلاف الديني في الإسلام يقع بين الإسلام والكفر، أما منطق الاختلاف المذهبي فيقع بين الإسلام والإسلام.

 

3ـ استنقاص الحقوق فمن يغلب يمارس الإقصاء على الآخر، ثم في مرحلة أخرى يبدأ بزيادة الإقصاء خوفا من تغلب المقصى عليه فيمارس عليه نفس الفعل، وهكذا تنتج المشكلة مشكلتها، بل وتزيد عليها، مما يؤدي كثيراً إلى نقد الآخر ثم تهيئة مرحلة الانفجار لأن الضغوط من طبيعتها تولد الانفجار بينما العدالة تولد الاستقرار.

 

كنت وما زلت أقول بأن سلامة المجتمع تظهر في الحقيقة من عدل الأغلبية ورحمتها بالأقليات العددية ـ وإن كنت بحسب المعيار الوطني لا أحبذ الكلام عن أكثرية أو أقلية ـ فالأكثرية سواء المذهبية أو السياسية أو الفكرية أو الاقتصادية مطلوب منها أن تظهر أكبر قدر من العدالة مع الأقليات المذهبية أو السياسية أو الفكرية أو الاقتصادية لأن عدالتها دليل على روعتها وقوتها ورساليتها وتفهمها للتعليم والدينية والأخلاق المحمدية العليا الذي يقول عنه القرآن الكريم " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" وعندما يكون الشيعة أكثرية فإن الواجب عليهم أن يساووا السنة بأنفسهم، وعندما يكون السنة أكثرية يجب عليهم فعل ذلك، بل الصحيح جداً أن لا يشعر أي منهم بأنه أولا سني أو شيعي ثم مواطن، هذا خطأ كبير فالإنسان لا يولد منذ البداية كي يصنف ويميز ويحكم عليه بسلب الحقوق!

 

إن الخطاب الطائفي الذي يراد صنعه بين الشيعة والسنة هو من صناعة التطرف، ويصنع التطرف، ويديمه، ثم يريد له أن يتجاوزه في حالات الخطر فيجد نفسه أكثر تشبتا به، وأكثر احتماءً به اعتقاداً أنه يحقق الأمن ولكن واقعه نتائجه أن يخلق الأزمات في كل مناحي الحياة.

     

وأنا لا أدري كيف سيقابل أصحاب الخطاب الطائفي نبيهم عندما يسألهم لماذا فرقتم أمتي وقد حذرتكم من الاختلاف، وعندما يسألهم لقد جئت بدين الرحمة والمحبة فكيف عشتم بالقسوة والكره، وعندما يقول لهم لماذا نسيتم تعاليمي؟ ولم تأخذوا بقولي أنني حرمت دماءكم وأعراضكم وأموالكم على بعضكم البعض، ماذا سيجيبون بربكم؟!

 

هل ستقولون له اسأل السنة أو اسأل الشيعة؟ هل ستقولون له أنت نبي ذاك الزمن لا نبي كل زمن؟ّ! هل سينفع منطق العصبية لينجينا من السؤال والحساب؟ هل نحن نحمل مشعل النبوة بهذا المنطق؟! هل نحن محمديون حقاً؟!

 

وهل نحن نتذكر قول الإمام علي عن الخوارج ـ لنعذر بعضنا بعضا ـ" لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه"

 

ألم تروا ما أجمل هذا القول حين تطيب النفوس وننظر لفقهنا وعقائدنا بمنتهى الموضوعية ونقول بأن علينا أن نبحث عن الحق بذاته فمن أصابه فهو، ومن أخطأه فهو لم يدركه لسبب آخر، عندها سيختلف منطق التفكير والتعايش وسيصبح التفكير الطائفي أزمة في وعي المثقف ورجل الدين والسياسة.

 

إني أخشى أشدَّ الخشية من أصحاب خطاب الفتنة الطائفية كلما حدثت أزمة سياسية في أي بلد يتواجد فيه أتباع المذهبين الكريمين السني والشيعي، إذ يحولون البلد إلى شعلة نار متأججة غير مستقرة، ويصنعون مجتمعاً فاشلاً ودولة فاشلة، وهؤلاء المؤججون هم في الواقع وقود الفتنة، وهم مسطلوها في نفس الوقت، فهل نتعظ أم أنها من أجندات التغالب المذهبي والفئوي؟

 

 

 

 

 

بكالوريوس علم نفس
مقدمات
ماجستير فلسفة
صدر لي مجموعة مؤلفات
أحب كتابة القصة القصيرة والرسائل والأدب والشعر
تعجبني الفلسفة والعقلانيات