الشيخ العوامي: الإرادة الاجتماعية هي من يصنع التغيير في المجتمعات

شبكة أم الحمام


اعتبر سماحة الشيخ فيصل العوامي أن التغيير والتحوُّل الذي ينشده المصلحون في مجتمعاتهم إنما يتشكّل من خلال الإرادة الاجتماعية الجادة والصادقة، وبدون ذلك لا يمكن أن ينجز التغيير.

سماحة الشيخ العوامي وفي خطبته الأسبوعية تساءل عن كيفية حصول التغيير،وعن الأمور التي ينبغي أن يراهن عليها المصلحون من أجل إحداثه في مجتمعاتهم.

وأجاب: بأن العنصر الأساس في ذلك يتمثّل في الإرادة الاجتماعية، معتبراً إياها العنصر الفعلي بل والواقعي في هذا السياق.

وأشار سماحته إلى أن الثقافة القرآنية كثيراً ما تؤكد على هذا المعنى،وذلك من خلال الكثير من الشواهد الواقعية التي حصلت عبر التاريخ وخلّدها القرآن الكريم، كما ورد عن بني إسرائيل حيث يقول ربنا سبحانه:
﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (سورة القصص: 6)، ففي حين ينسب القرآن الانتصار إليه سبحانه وأنه بإذنه فيقول: ﴿ونمكِّن لهم فيالأرض، إلا أنه من جانبٍ آخر يذّكرنا بأن الأسباب بيد الناس أنفسهم قائلاً: ﴿منهم أي من بني إسرائيل. وهكذا في أمثلةٍ أخرى كما في قوله سبحانه: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ (سورة البقرة: 251).

وأضاف سماحته بأن الإرادة الاجتماعية تكشف عن أمرين مهمين: أحدهما أن التنظير الثقافي الحالم لا يفيد شيئاً، بخلاف الواقعي. فكلام المثقف الحالم لا يصنع التغيير بل على العكس ربما يصاب المثقف في لحظة ما بالنكوص فيصل إلى خلاف ما كان يبتغي الوصول إليه في البداية. وأما الأمر الآخر فهو أن المراهنة على استعطاف صاحب الإرادة السياسية –التي ربما يلجأ إليها بعض المصلحين في لحظات الضعف- غير مجديةٍ.

وشدّد سماحته على دور الإرادة الاجتماعية في إحداث التغيير قائلاً: إنه مهما بلغ حجم القيادات المتصدية للتغيير فإن ذلك لا يعني شيئاً إذا لم
تتوفر الإرادة الاجتماعية الجادة معهم.

ولفت سماحته أيضاً إلى أن منهج أئمة أهل البيت  على مرّ التاريخ كان هكذا، إذ طالما كان رهانهم على الإرادة الاجتماعية الصادقة. وهذا ما يظهر جلياً في تجربة الإمام الرضا  الذي قبل ولاية العهد مكرهاً، لكن رهانه كان دائماً على الجموع الغفيرة التي كانت تؤازره في كل لحظة يخرج فيها أو كل عملٍ يقوم به، حتى ضاق به المأمون ذرعاً فقتله مسموماً .