الشرنقه

منى الشيخ

عندما نرى تلك الشرنقة وهي ملتفة حول نفسها خوفا من الخروج لهذا العالم ؟ قديكون خجلا وحياء من عالمها الجديد ؟

حينما نراقبها حين تخرج الى الحياة وهي تصارع الألم من اجل حياة جديدة نترقب شوقا ولهفة ماذا سيخرج حينها... نرى فراشة جميلة تحمل اجمل الألوان تتجلى فيها قدرة الخالق وإبداعه في صنعه . فراشة جميلة ترى النور تتنفس الهواء ترى جمال الكون لأول مرة , تطير فرحا تتنقل من زهرة الى أخرى , تبهرنا بجمالها  الأخاذ ,بألوان قوس قزح , بالشروق و بالغروب حينها لا نملك سوى القول سبحان الله تبارك صنعه .وتبقى الفراشة هي الفراشة جميلة بالرغم من تغير الأحوال.

كما الفراشة لها شرنقة كذلك نحن لنا ,ايضا نصارع الألم من اجل الخروج لهذه الحياة , نخرج من الظلام الى النور ,  نخرج بصفحة بيضاء, وببكاءينشد لحن الحياة الجديدة ,ببراءة وفي أحسن صورة ,ومع ذلك لانعلم ماذا تخبئ شرنقتنا بالرغم من تلك المقومات الجميلة ؟ماذا  يسكنها وفي أي صورة قد  تكون ولماذا تتغير تلك الصورة بعد خروجها لهذه الحياة هل تخضع لقانون الطبيعة ( التغيير ) وهو سنة الحياة , أم للظواهر الأجتماعية دور في ذلك او قد يكون بسبب الدوافع والغرائر .او لواقع التربية الحديثة أثر . لا شك في ذلك ابدا .

الله عزوجل وهبنا تلك الصورة الجميلة لماذا لا نبقيها كما هي صافية, نقية, طاهرة, جميلة.لا ندع للغيرة والحسد ,الحقد,الظلم ,الكراهيةونار الغضب   مكانا في قلوبنا .نحن لانحلم بمدينة افلاطون ( المدينة الفاضلة ) ولكن هذا دين نبينا محمد الذي ابتغاه لنا .

أما آن الأوان  لنسدل الستار على تلك الأفات. فنبدأ بقلوبنا نفتش فيها عن الإيمان والسكينة والحب أولا فاذا ما عرفنا انها خالية منه توسلنا الى الله تعالى ودعوناه لأن يمنحنا إياه (( اللهم إني اسألك ايمانا تباشر به قلبي )) .لنروي به قلوبنا العطشى لحين الربيع .هذا ان لكل شئ ربيعا كذلك لنا نحن كل يوم جديد ملئ بالحب و الإيمان هو ربيع نقطف من شجره اجمل وأنظف الثمار ثمار التسامح , الأحترام, العدل ,الصدق ,الحلم الا نستطيع  ان نكون كالفراشة حين نراها وهي تطير وتمتص رحيق الأزهار وهي في غاية السعادة , لا تزاحم احدا من جنسها.

لنبحث نحن ايضا وتحلق معنا مشاعرنا, أحاسيسنا الجميلة بين اشجار الربيع وثمره عن السعادة , الأمل , الدفء .لانتزاحم  وبالتأكيد سوف نرى الوان قوس قزح قد تزينت بها سماء الدنيا لتسر به الناظرين  وبالتالي سنحظى بحياة سعيدة هذا لأننا حافظنا على الصورة الجميلة التي خرجت من الشرنقة و بقينا كالفراشة .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
جهاد الرجال
[ US - Qatif ]: 16 / 1 / 2011م - 3:00 ص
موضوع جميل جداً، هذا ما قد يتمناه كل شخص، الحفاظ على الصورة النقية التي ولدوا بها، ولكن الواقع أن الكثير من الناس يتأثروا بتجارب تنعكس على مفهومهم الطبيعي للأمور، كما لو أن كبارنا أحبطوا صغارنا بسبب تجارب فاشلة مروا بها، الإنسان يولد و لا يعرف كلمة مستحيل إلا من والديه أو أقاربه.