عام 2020 !!

إنا لا أتنبأ ، لكن أقرأ المستقبل من معطيات نعيشها ونتحسسها من واقع حياتنا ، فعجلة التطور في تسابق وتنافس دون توقف أو تريث، وهذا سباق مع الزمن ، يريد الإنسان أن يكون دائماً الفائز في جولاته . ففي عام 2020 م لن تكون بين أيدينا نشرات صحفية ورقية أو حتى مجلات ملونة ! ، واستخدام المحمول سيصبح عابراً وغابراً بيد الفقراء، ومن السنون الماضية، لأن جهاز ( The Paper ) المتقدم ، أي الورقة، سيحل مكان معظم الأجهزة الحاسوبية في عصرنا، وسيحصل عليه معظم الناس كالجوال الأن.. وسيطوى  كالورقة وسنضعه في جيوبنا ، وسيصبح بأبعاد ورقة الـ A4 ،وبسمك ثلاثة إلي خمسة سم، وله بطارية تشحن بالكهرباء أو بالطاقة الضوئية ، عن طريق خلايا شمسية تغطي شاشة العرض ! وسيحتوي على جهاز اتصال بسماعة لاسلكي، وبرنامج تحديد المواقع، وإمكانية الاتصال مع كل شبكات العالم بالأقمار الصناعية (حسب الاشتراك ) .. فإذا رغب أحدهم  قراءة صحيفة أو مجلة ما، أو مشاهدة ومتابعة الأخبار في القناة المفضلة لديه ، أو القيام بتحويلات مالية أو مراجعة حسابات البنك، أو عمل مواعيد خدماتية مع مواقع الحكومة الإلكترونية .. فما عليه إلا إخراج جهازه ( The Paper ) من جيبه ، وإنجاز معظم المهام التي نقوم بها حالياً وتتطلب حضورنا شخصياً .
أما بالنسبة للحراك الثقافي في العالم .. فستزداد أعداد القنوات الفضائية إلي ثلاثة أضعاف ! وسيميل الناس إلي العروض العاطفية أكثر من غيرها، وستخرج في الساحة السينمائية التنافسية أفلام عربية خليجية مهجنة، وسيصبح للمرأة دور أكبر ومنصب أعلى في المراكز والمؤسسات الإعلامية والثقافية في الدول العربية ، وستشهد شوارع المدن الرئيسية دور عرض سينما مصغرة لشخص أو شخصين( Relaxation )  للاسترخاء فقط .. (مراكز) تعرض مناظر طبيعية مع موسيقى كلاسيكية، وسيتضاعف عدد الروائيين في العالم العربي وخاصة الخليجيين، وسيصبح التنافس الأدبي في أوج عصره .. وستترجم معظم الروايات العربية إلي اللغات العالمية ، وستمثل في أفلام وتمثيليات محلية وستدبلج وتشاهد عالمياً ، ولن يحمل طلاب المدارس والجامعات مستقبلاً دفتر ملاحظات أو واجبات ، بل ماسحة ضوئية كالعصا المفتوحة من الجانب، نستخدمها لمسح الصور والكتب ( يدوياً )  وبطول 30 سم ، وعرض يد الإنسان، وبها ذاكرة لحفظ المعلومات والصور ، ونخرجها ونقرأها متى نشاء .
سيقول البعض إن الكاتب يهذي أو أصابه الخرف .. لا سادتي .. أنها قراءة لمستقبل الإنسان ذو الوتيرة المنتظمة والمنظمة في ميدان المنافسة العلمية والتكنولوجية العالمية مع الزمن، وليس تنافس الأمم والشعوب النامية ، وشقلبة الكلمة ( لا ولن ) تغيـّر المعنى .. قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : ( وعلم الإنسان ما لم يعلم ) سورة العلق5 ، هنا المفعول به والذي وقع على لب رأسه العلم ( الإنسان العامل ) ، وليس العامل بلا إنسانية ( بدون عـقل ) ، وتحصيل العلم ليس محصوراً بدين معين ، أو لأحد من بني البشر، فمن ( يعـمل يعـلـم ) ، سواء كان مسلما أو مسيحياً أو هندوسياً ، كما تعلمنا في المدرسة من جد وجد .. ومن زرع حصد .
روائي وباحث اجتماعي