قراءة في كُتيّب الشباب و التحدِّيات المعاصرة

شبكة أم الحمام عماد حسن العلويات.

 

صدر كُتيّب برعاية مؤسسة الشيخ علي المرهون الثقافية بعنوان الشباب و التحدِّيات المعاصرة للكاتب و الإعلامي الإستاذ حسن آل حمادة.

تناول المؤلف في مدخل الكُتيّب عن  اهتمام القرآن الكريم بفئة الشباب و الإسلام بشكلٍ عام و بالأخص في بداية تكّونه.

و ابتدأ عنوان الفصل الأول: بـ " أبرز التحدِّيات المعاصرة التي تواجه الشباب"

 

أولاً: "التحدي الفكري المعاصر".

أوضح فيه المؤلف أخطار الثقافات الغربية الدخيلة التي تهدف إلى السيطرة على الشباب لحد التأثير على قيمهم و تقاليدهم .. و التي تدخل ضمن مفهوم (العولمة)

و أسترسلَ مبيّناً حاجة شريحة الشباب إلى كهفٍ يأويهم من الغزو الفكري و يزودهم بالإيمان و العلم و المعرفة , و هو الشيء الذي بات بعيداً عنه الشاب المعاصر و يفتقده.. مما يساعد الثقافات الدخيلة (الضارة) السيطرة بشكلٍ كامل على شريحة الشباب.!

 

-         و أفتتح القسم الثاني من الفصل الأول : بــ "التحدي الأخلاقي و السلوكي".

الذي عبّر عنه أنهُ إمتداد للتحدِّي الفكري و الثقافي , و ذكر قصة نبي الله يوسف (عليه السلام) و تمسّكه بالقيم الأخلاقية و المبادئ الدينية و انتصاره على النفس و الشيطان

و أسترسلَ بقوله : أن "مجتمعنا المحلّي مجتمع محافظ ألا أنهُ يعيش درجةً عاليةً من الانفتاح.. و سياسة إغلاق الأبواب غير مجدية بالنسبة لرياح العولمة.. , و لا تجدي إلا التربية الصالحة المتجذرة في النفس".

 

-         النقطة الثالثة : "تحدي الفقر و الحاجة".

 

و يُقصد بالتحدي بشقيه المادي و المعنوي و الإحتياجات المعنوية لا تقل أهمية عن الإحتياجات المادية., و ذكر مدى أهمية القراءة في حياة الإنسان مُستشهداً بالآية المباركة (إقرأ...) حيث أن القراءة هي الحلول للمشاكل و بوابة المعرفة.

و كما لُفت انتباه القارئ لبعض الممارسات السلوكية المنحرفة في المجتمع كالسرقات / العنف /... إلخ

و كل هذا يعود لأسباب تربوية غالباً أو نتيجة أصدقاء السوء.. , و هناك أسباب لم تلفت انتباه المؤلف أو لم يتعمق بها - من وجهة نظري القاصرة – و هي مراحل التعليم المدرسي التي يعاني منها بعض الأطفال من ضرب و تحقير لروح الطفولة مما يسبب ضعفاً في الشخصية أو يصل لدرجة العُقد النفسية , و في إعتقادي يوجد الكثير من هذا الإنموذج في مجتمعاتنا , و تصل حالة البعض لإعتزال الدراسة من جرّاء تلكَ الممارسات العنيفة فيضيع مستقبله و يبقى عند أرصفة الضياع.!

-و بدأ الفصل الثاني بعنوان "حتى لا نخسر شبابنا" على النحو التالي:

 

أ . لا للنظرة الدونية للشباب : حيث بيّن أن الشباب هم طاقة المجتمع و كفاءته و ضرب مثالاً في قضية تعيين النبي لأسامة بن زيد قائداً للجيش بالرغم وجود صحابة أكبر منه سناً , و لكن الإمور تُحسب بالكفاءة.

 

ب. دعوة الشباب للمشاركة في التفكير و التغيير : و تطرّق في هذا القسم إلى أهمية مشاركة الشباب في التفكير و ابتكار آليات تحقق نجاحات ملموسة في واقعهم.. و عد الوقوف كعائقٍ في وجه التغيير , و يجب تغيير نظرة المجتمع عن الزاوية المحسوسة و الظاهرة (البحتة) للأشياء , حيث هناك جانب آخر معنوي يُعتد به ربما أكثر من الجانب المادي المحسوس و هو العلم , ضارباً بذلك مثالاً قصة الملك طالوت.

 

ج. ضد سياسة الإرتجال في التربية : عبّر المؤلف عن أخطار الإسلوب المُرتجل و المتهور في التربية , و على المربي إتّباع قاعدة (مفتاح العلم السؤال) مستدلاً بآيات قرآنية.

 

د. معونة الشباب في بلّورة خياراتهم : شدّدَ الكاتب على الاهتمام بشريحة الشباب و تحديد مساراتهم الحياتية المستقبلية بطريقةٍ ترشيدية واعية لا فرضية , مستشهداً كذلك بآيةٍ و قصة قرآنية.

و أوضح أن مسألة تهميش الشباب أو عدم تكليفهم بدورٍ إجتماعي ستُخمّد طاقات الشباب أو سيكونون فريسة الضياع و الإنحراف.

 

-أخيراً هـ. الحاجة للبرامج العملية:

و كان ختامها مسك , حيث بيّن آل حمادة عدم صحة المنهج الذي يسلكهُ التربويون و الإجتماعيون حيث ملّ الشباب من لغة (الينبغيات) على حد تعبيره , قاصداً بذلك الإسلوب (التقليدي) : ينبغي أن تفعل / ينبغي أن لا تفعل.... إلخ

بدون أي حِراك واقعي ملموس.

و شدد على ضرورة وجود مؤسسات إجتماعية ثقافية و غيرها.. لدعم مواهب الشباب و شغل أوقاتهم بما هو مفيد.

و ما نراه من سرقات / عنف...    ما هي إلا نتيجة هذا الوضع ..., و أصبحنا مجتمعاً متفككاً / متقهقراً , و الغالبية منشغلة بهمومها الشخصية و هانحنُ في مرحلة تلاشي روح الجماعة.!!

و ننتظر من المؤلف مؤلفات أكبر و أعمق في حياة الشباب المعاصرة .. و نسأل الله له الموفقية.